كتب جريدة الاتحاد عاصفة ترامب الجمركية.. تكلفة يدفعها الجميع..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق الرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوماً، بدا للوهلة الأولى بمثابة التراجع أمام ضغوط الأسواق، لكنه في جوهره خطوة تكتيكية تُمهّد لمناورة سياسية جديدة. هذا القرار على الرغم من أهميته، فإنه لا يعني أن تلك الحرب... , نشر في الأثنين 2025/04/14 الساعة 10:33 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتعليق الرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوماً، بدا للوهلة الأولى بمثابة التراجع أمام ضغوط الأسواق، لكنه في جوهره خطوة تكتيكية تُمهّد لمناورة سياسية جديدة. هذا القرار على الرغم من أهميته، فإنه لا يعني أن تلك الحرب الاقتصادية في طريقها للانتهاء، إنما هو مجرد هدنة مؤقتة في صراع مفتوح بدأ يتجاوز إطار المنافسة التجارية بين واشنطن وبكين ليهدد ركائز النظام الاقتصادي العالمي.
وأثر قرار زيادة الرسوم الجمركية لم يتأخر في الظهور، إذ سرعان ما ارتفعت كُلفة الإنتاج على الشركات الأميركية نفسها بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام والمكونات المستوردة، الأمر الذي انعكس على الأسعار النهائية التي يدفعها المستهلك الأميركي، وربما سترتفع أكثر. لكن منذ اللحظة الأولى التي صدر فيها قرار فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة، كان واضحاً أن الولايات المتحدة تُغيّر قواعد اللعبة الاقتصادية الدولية.
لكن الرسوم المفاجئة كانت تلك المفروضة على السلع الصينية. فقد كانت هي الأعلى في إطار ما وصفه الرئيس ترامب بـ«تصحيح الخلل في الميزان التجاري وتعزيز الإنتاج المحلي». وقد وصلت تلك الرسوم إلى 145%، وقابل ذلك رد صيني برفع الرسوم إلى 125%. ورغم الضغوط على الصين، فإنها أظهرت قدراً كبيراً من الصلابة، وشدّدت على أن «الحوار والتعاون القائم على التكافؤ والمنفعة المتبادلة هو السبيل الوحيد لحل النزاعات التجارية»، كما ضخّت حزماً تحفيزية داخلية، ووسعت نطاق علاقاتها التجارية مع أوروبا وآسيا لتقليل اعتمادها على السوق الأميركي.
إن إعلان ترامب بزيادة الرسوم الجمركية، تسبب بتقلبات عنيفة في الأسواق العالمية، وحسب مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، فقد تكبّد أغنى 500 شخص في العالم خسائر تقدر بـ139 مليار دولاراً خلال يومين فقط، ومن بينهم إيلون ماسك -على سبيل المثال- الذي خسر 31 مليار دولار. غير أنه بتعليق الزيادة الجمركية لمدة 90 يوماً، عادت ثروات أغنى أغنياء العالم لتشهد قفزة قياسية بلغت 304 مليارات دولار، ليحقق ماسك أكبر المكاسب، حيث ارتفعت ثروته 36 مليار دولار. هذه الحرب، كما بات واضحاً، لا رابح فيها. ذلك أن الخسائر موزعة على الجميع، والعالم بأسره يقف أمام خطر الدخول في دورة ركود اقتصادي عالمي جديدة، قد تكون أكثر قسوة من سابقتها في 2008. ويكفي أن نُشير إلى تحذير مركز التجارة الدولية التابع للأمم المتحدة، الذي توقع انكماش التجارة العالمية بنسبة تتراوح بين 3 و7%، مع تراجع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 0.7%، إذا استمر هذا النهج في العلاقات الاقتصادية الدولية. ما يدعو للأسف هو أن الرئيس ترامب، الذي رفع شعارات الواقعية السياسية والاقتصادية خلال حملته، اتجه بمسار السياسات إلى منطق العقوبات والقرارات الأحادية، مما خيّب آمال كثيرين ظنوا أن «رجل الأعمال» سيُدير الدولة بلغة الأرقام والعقلانية، فإذا به يفتح جبهات متتالية ضد الحلفاء والخصوم على حد سواء، ويُربك النظام الدولي الذي كانت واشنطن أحد أبرز مؤسسيه.
اليوم، وأمام تصاعد هذه المخاطر، لا بد لصناع القرار في الولايات المتحدة -خصوصاً مستشاري الرئيس- أن يدركوا حجم الخطر، وأن يتعاطوا بجدية مع الرسائل القادمة من الصين وغيرها. إن التراجع ليس عيباً، بل فضيلة إذا جاء في الوقت المناسب. فالعالم لا يحتمل حرباً تجارية شاملة، والرهان على كسر الصين أو غيرها عبر الرسوم والضغوط قد يرتد على أميركا نفسها. قد تبدو تلك العاصفة الجمركية للبعض شجاعة اقتصادية، غير أنها في واقع الأمر ستكون خطيرة وتكلفتها عالية، والذي سيتحمل ذلك العالم بأسره.
شاهد عاصفة ترامب الجمركية تكلفة
كانت هذه تفاصيل عاصفة ترامب الجمركية.. تكلفة يدفعها الجميع نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.