كتب النيلين عُمان تُنقذ التوازن العالمي في لحظة ما قبل الانفجار..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد أكثر ما يمكن وصفه بالهشاشة في أركان النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، هو التوازن بين الردع والاندفاع، بين العقل والمواجهة، بين النووي كقوة ردع والنووي كأداة انتحار جماعي. وإذا كان العالم يعيش تداعيات هذه اللحظة، منذ فبراير 2022... , نشر في الأربعاء 2025/04/16 الساعة 02:33 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
أكثر ما يمكن وصفه بالهشاشة في أركان النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، هو التوازن بين الردع والاندفاع، بين العقل والمواجهة، بين النووي كقوة ردع والنووي كأداة انتحار جماعي. وإذا كان العالم يعيش تداعيات هذه اللحظة، منذ فبراير 2022 فإن منطقة الشرق الأوسط ما فتئت تعيش تجلياتها على الدوام وترقب ذرواتها وكأنها تقرب …أكثر ما يمكن وصفه بالهشاشة في أركان النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، هو التوازن بين الردع والاندفاع، بين العقل والمواجهة، بين النووي كقوة ردع والنووي كأداة انتحار جماعي. وإذا كان العالم يعيش تداعيات هذه اللحظة، منذ فبراير 2022 فإن منطقة الشرق الأوسط ما فتئت تعيش تجلياتها على الدوام وترقب ذرواتها وكأنها تقرب ذروة وباء تنتظر عبوره إلى الأبد. وفي هذا المشهد الملبد بالتهديدات الإسرائيلية والضغوطات الأمريكية التي وصلت إلى ذروة التصعيد والهدوء الإيراني رغم شحن العقوبات والتصعيد العسكري رأت سلطنة عُمان أن مسؤوليتها التاريخية في المنطقة تحتم عليها العمل بعمق في سبيل إعادة ترتيب قواعد الاشتباك، لا بالحرب ولكن بالكلمة، لا بالاستعراض ولكن بالثقة المكتسبة من السياق التاريخي والحضاري للأمة العمانية.
ليس من المبالغة القول إن ما جرى في مسقط السبت هو لحظة تاريخية تؤسس لما يمكن تسميته بـ«إعادة بعث الدبلوماسية» في زمن الحرب الباردة الجديدة، وفي اللحظة الأمريكية التي لا يبدو للدبلوماسية بمفهومها الكلاسيكي العريق أي مكان أو معنى. ولذلك فإن ما قامت به سلطنة عُمان من جمع ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وإن كان بوساطة غير مباشرة، هو بشكل أو بآخر «كسر للجمود التاريخي» في أخطر ملف نووي غير محسوم منذ انهيار الاتفاق في 2018، و«ترميم لمعنى الدبلوماسية» في أكثر لحظاتها تبعثرا.
كان يمكن أن يفرط المشهد إلى مواجهة مفتوحة، تُطلق شرارتها من غزة أو من الضاحية الجنوبية أو من قبالة مضيق هرمز أو من تضليل إعلامي بحجم قنبلة تطلقها إسرائيل لتبرير ضربة استباقية.. لكن عُمان، فعلت ما يشبه المعجزة الهادئة حيث أعادت واشنطن وطهران إلى الطاولة، وأزالت الغبار عن المسار السياسي الذي بدا مستحيلا، وتحمّلت قبيل هذه العودة حملة تحريض موجهة بعناية من أجل تغيير مسار المفاوضات إلى مكان فرص الفشل فيه أكبر بكثير من فرص النجاح.
الدول الناجحة، دائما، هي التي تحسن استخدام قيمها ومبادئها ومؤسساتها، وهذا ما فعلته عُمان بالضبط؛ ففي لحظة أقرب إلى ذروة الفوضى وحافة النار صنعت عُمان اللحظة المناسبة للتفكير في الحل من أجل تجنيب المنطقة امتداد ألهبة نار جديدة يختلط فيها السياسي بالاقتصادي والثقافي بالتاريخي وتعود موجات التطرف للعصف بالمنطقة، وكل شيء مهيأ لذلك، وتدخل المنطقة في انغلاق جيوسياسي كان يمكن تجنبه بشيء من العقل والحكمة.
تملك عُمان الكثير من المؤهلات التي تجعلها قادرة على جعل الأطراف المتخالفة تنصت لها وتقتفي أطروحاتها، وأول تلك المؤهلات تاريخها من الحياد الذي لا يعني اللاموقف، ولكن يعني بناء موقف يُؤمِن بالسلام العادل للجميع، وثاني تلك المؤهلات هي مصداقيتها لدى كل الأطراف، إيران تثق، وأمريكا تُصغي، والمنطقة تعرف أن مسقط لا تسعى لمكانة بل لوظيفة تاريخية. ثم إن عُمان تدرك بشكل عميق أن الحرب في زمن التوازنات الهشة لا تنتصر فيها الدول، بل تنهار فيها الحضارات.
ورغم أن الأمر لا يمكن فهمه على أنه نزهة دبلوماسية إن لم تنته بالسلام ستعود بالتفاهم لكن عمان، أيضا، تدرك ذلك، ولذلك قدمت للطرفين فضاء تفاوض بصيغة قابلة لكل الاحتمالات لكن لا أحد يهزم في هذه المنطقة، والمواقف المتطرفة يمكن أن تقابلها لغة العقل والحكمة.
وقيمة النظم السياسية، كما يقول المفكرون، لا تُستمد من القوة فقط ولكن من الشرعية القادمة من القدرة على توفير بدائل سلمية دائمة. وبهذا المعنى يمكن أن نفهم أن سلطنة عُمان لم تكن مجرد وسيط في هذه المفاوضات إنما كانت، وهذا مهم جدا، دولة تُنتج شرعية جديدة في عالم مضطرب ومتآكل القيم والمبادئ. والدولة التي تستطيع ترتيب لحظة تاريخية بهذا الحجم توقف انفجارا عظيما، وتعيد اختبار صدقية النظام العالمي، دولة قوية وعميقة وعظيمة، وعلى العالم أن يتعلم منها الطريقة الصحيحة لممارسة النفوذ الأخلاقي لا التهديد العسكري.
وإذا كان أساتذة السياسة في الجامعات الكبرى يبحثون عن لحظة مفصلية في تاريخ ما بعد الاتفاق النووي الأول، فإن ما جرى في 12 أبريل 2025 وفي مسقط بالتحديد يستحق أن يُدرَّس كاختبار لجدوى الدبلوماسية، وقوة الهدوء، وفلسفة اللاصراخ في زمن الخفة التي لا تحتمل. وسيُكتب في دفاتر التاريخ أن مدينة على ضفاف الخليج، حين صمتت، بدأت في إنقاذ العالم من نفسه ومن شروره الدفينة.
جريدة عمان
شاهد ع مان ت نقذ التوازن العالمي في
كانت هذه تفاصيل عُمان تُنقذ التوازن العالمي في لحظة ما قبل الانفجار نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النيلين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.