كتب وكالة وطن للأنباء أغلال العقل.. من يُطفئ نور التفكير؟ رياض الفرطوسي ..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد في زوايا الروح العربية، حيث كان يُفترض أن تشتعل شرارة الفكر، يخيّم صمت ثقيل، صمتٌ لا يُشبه التأمل بل يُشبه الأسر. فالعقل العربي – كما وصفه المفكر فؤاد زكريا – لا يعيش أزمةً طارئة، بل يعاني من عِلّةٍ عميقةٍ، ضاربةٍ في الجذور، أقرب إلى الشلل منها... , نشر في الأربعاء 2025/04/16 الساعة 03:42 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
في زوايا الروح العربية، حيث كان يُفترض أن تشتعل شرارة الفكر، يخيّم صمت ثقيل، صمتٌ لا يُشبه التأمل بل يُشبه الأسر. فالعقل العربي – كما وصفه المفكر فؤاد زكريا – لا يعيش أزمةً طارئة، بل يعاني من عِلّةٍ عميقةٍ، ضاربةٍ في الجذور، أقرب إلى الشلل منها إلى التعب.
فحين قارن زكريا بين أزمة العقل الغربي وأزمة نظيره العربي، لم يكن يقارن بين متكافئين. العقل الغربي حين يمر بأزمته، يضطرب، يتمرد، يثور، يتساءل، يَرفض السائد، ويَحتفي بالاختلاف، لأنه يُدرك أن في السؤال حياة. أما العقل العربي، فمشكلته ليست في اختياراته، بل في غياب القدرة على الاختيار أصلًا. إنه عقلٌ محاصرٌ من جهتين: من تراث ديني تقليدي يزعم امتلاك الحقيقة الكاملة، ومن سلطة سياسية تُتقن تمثيل دور المخلّص بينما تُخرِس كل صوتٍ مخالف.
قال الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724–1804)، أحد أبرز فلاسفة عصر التنوير:
“الاستنارة هي خروج الإنسان من حالة القصور العقلي التي يقع فيها نتيجة عدم استخدامه لعقله دون توجيه من أحد.” لكن، ماذا لو كان العقل ذاته قد اعتاد أن يُقاد، وتلذّذ بالخضوع؟ حينها، تصبح الاستنارة عسيرة، بل شبه مستحيلة.
لقد أنتج هذا الحصار عقلًا خاملًا، يُفكر بتوجس، ويُبدع في دائرة مغلقة، ويتقن تكرار ما يُملى عليه. فقدَ القدرة على الدهشة، واعتاد التصفيق قبل الفهم، والتكفير قبل النقاش. إنه عقل لا يرى في التناقض مأزقًا، بل يتقبله كجزء من الطقوس اليومية؛ يهاجم اليوم ما مجّدَه بالأمس، دون أن يشعر بحرج، وكأن الذاكرة قد أُطفئت، أو كأن السؤال نفسه لم يعد مشروعاً.
في زمن يُقاس فيه التقدّم بمدى حرية الفكر، نحن نُراكم الخسائر. فلا إبداع دون حرية، ولا نهضة دون نقد، ولا فكر حقيقي في ظل الخوف. قال جون ستيوارت ميل ذات يوم: “الحرية ضرورية للفكر كما هو الهواء للحياة.” وإذا كان العقل العربي يعيش تحت سُقوف منخفضة من المسموح، فكيف له أن يُحلّق؟
إن التحدي ليس في التخلص من الخوف فقط، بل في إعادة تكوين العقل ذاته. فكما أن الصدأ لا يُزال بغسلٍ عابر، فإن عقلًا تآكل بفعل القمع والتلقين، يحتاج إلى جهدٍ صادق، طويل النفس، يُرمّم فيه الإنسان علاقته بذاته، وحقه في السؤال.
وفي خضم هذا الركام، تبقى كلمات فؤاد زكريا جرس إنذار: “إن لم يتحرر العقل، فلن يتحرر شيء.”
فالحرية لا تبدأ من الشارع، بل من الوعي. والتغيير لا يصنعه الانفعال، بل النقد، والتفكير، والقدرة على الحلم.
شاهد أغلال العقل من ي طفئ نور
كانت هذه تفاصيل أغلال العقل.. من يُطفئ نور التفكير؟ رياض الفرطوسي نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على وكالة وطن للأنباء ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.