كتب فلسطين أون لاين "بابا".. الكلمة الأولى والأخيرة في ذاكرة "مسك"..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة جمال محمد لم يكن الشهيد المنتصر بالله أبو زيادة، يعلم أن الفرح العميق الذي غمره قبل يومين من استشهاده سيكون آخر لحظاته السعيدة.ففي تلك الليلة، نطقت طفلته الصغيرة مسك ذات العامين، بكلمتها الأولى بابا ، ناداها مرارًا لتكررها، واحتضنها... , نشر في الخميس 2025/04/17 الساعة 08:22 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ جمال محمد:
لم يكن الشهيد المنتصر بالله أبو زيادة، يعلم أن الفرح العميق الذي غمره قبل يومين من استشهاده سيكون آخر لحظاته السعيدة.
ففي تلك الليلة، نطقت طفلته الصغيرة "مسك" ذات العامين، بكلمتها الأولى: "بابا"، ناداها مرارًا لتكررها، واحتضنها ضاحكًا، كما لو أن قلبه كان يعلم أن اللقاء قصير، والوداع قريب.
وفي إحدى زوايا مركز إيواء مؤقت قرب مستشفى حمد، تجلس إم إبراهيم، أرملة الشهيد، وعيناها غارقتان في الدمع، تستعيد تلك اللحظة وتقول: "فرح بها وكأنه رزق جديد جاءه من السماء، أراد أن يسمعها تناديه طوال الوقت، قال لي: صوتها وهي تقول بابا شفاء للروح، لكن الروح لم تطل البقاء".
وفي مساء يوم الاثنين 7 نيسان/ إبريل2025، وبينما كانت العائلة تستعد لعشاء متواضع، أبلغها المنتصر بالله، بأنه سيخرج لعشر دقائق فقط ليلتقي أصدقاءه ويجلب بعض القهوة وحاجيات للأطفال.
نشيد الوداع
وتقول الزوجة بحزن شديد: "طلب مني تجهيز العشاء، وقال: لن أتأخر.. لكنه تأخر إلى الأبد". ما هي إلا لحظات حتى دوى انفجار ضخم هز المكان، اشتعل قلب إم إبراهيم، رعبًا فطائرة إسرائيلية من نوع "زنانة" أطلقت صاروخًا أولًا، ثم تبعته طائرة "إف 16"بصاروخين آخرين، لتمزق جسد المنتصر بالله، وثلاثة من رفاقه.
لم تكن تلك نيران حرب فقط، بل كانت نيران فراق، وحريق في قلب أم وأطفال لم يعرفوا من الحياة سوى حضن أبيهم.
والشهيد أبو زيادة، كان يبلغ من العمر 37 عامًا، وهو أبًا لستة أبناء، ثلاثة بنات وثلاثة أولاد، وحمل عبء أسرته كلها على كتفيه؛ زوجته، وأمه المقعدة، وأطفاله الصغار، الذين لم يعرفوا غيره معيلًا ولا حضنًا.
وتتحدث ملك، ابنة الشهيد الكبرى ذات الـ15 عامًا، بصوت مكسور ودموع متحجرة في عينيها: "كان حنونًا معنا جميعًا، يمازحنا، يضحك معنا، يعلّمنا الصبر وسط هذا الجحيم، وفي آخر يوم له، كان يغني مع أختي الصغيرة جميلة: "نرفض احنا انموت الولهن راح نبقي..."، وكأنها كانت نشيد وداع".
وعلى مقربة من ملك يجلس إبراهيم، الابن البكر البالغ من العمر 10 سنوات، متشبثًا بهاتف والده، يتصفح صوره كمن يبحث عن ظلّه أو رائحته في ذاكرة إلكترونية: "كان يمنعني من جمع الحطب أو حمل الماء، لا يريدني أن أتعب أبدًا، كان يحبنا ويخشى علينا كثيرًا".
صوت متعب
بينما تجلس الحاجة جميلة أبو زيادة، المقعدة التي تجاوزت السبعين، تتحدث بصوت متعب وبكاء خافت: "جاء المنتصر بالله، بعد سبع بنات، كان كل شيء لي، طيلة 17 سنة، كان يحملني على ظهره من مكان إلى آخر، لم يشكُ يومًا، ولم يكلّ أو يمل، كان يقول لي: أنتِ تاجي فوق رأسي، لا تخافي، أنا معك".
وتلفت إلى أنه منذ بداية الحرب الضروس على قطاع غزة، نزحنا من منزلنا في منطقة المخابرات إلى جنوبي القطاع بزعم مناطق آمنة.
وتضيف لصحيفة "فلسطين": "كنا ننتقل من مكان إلى آخر بحثًا عن الأمان، لكنه لم يكن يشعرنا بالتعب أو الخوف، كان يحتوينا وكأننا نعيش في حضن الجنة رغم الجحيم من حولنا".
وتقول الزوجة، بعد أشهر طويلة من النزوح والتعب، عدنا إلى شقتنا في أحد الأبراج السكنية بمنطقة أبراج المخابرات شمال غرب مدينة غزة، لنكتشف أنها دُمّرت بالكامل، فاضطررنا للعيش في مركز إيواء، لكن قلب "المنتصر بالله" لم يهدأ، كان يفكر دومًا في طريقة لتأمين حياة أفضل لنا.
وفي لحظة واحدة، رحل المنتصر بالله.. رحل وترك خلفه زوجةً محطمة، وأمًا لا تقوى على الحركة، وستة أطفال بلا معيل.
وعلى مقربة من أمها تقف الطفلة "مسك"، تتأمل الوجوه الباكية حولها، تكرر كلمتها الأولى "بابا" مرارًا، كأنها تحاول استحضاره، أو ربما تأمل أن يسمعها مرة أخرى، من مكان بعيد، ويعود.
وفي فجر 18 مارس 2025، تجددت الغارات الإسرائيلية على غزة، في انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار.
ويُعد هذا التصعيد أكبر انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي.
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد بابا الكلمة الأولى والأخيرة في
كانت هذه تفاصيل "بابا".. الكلمة الأولى والأخيرة في ذاكرة "مسك" نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.