كتب جريدة الاتحاد لماذا نحاول هذا السفر؟ - 2 -..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد سفري هو أنا! أنا الذي في خارج المدن أو في عمق أشيائها، في الطائرة أو الباخرة أو القطار أو الحافلة أو أنتعل قدمي أو في سفري داخل النفس التي تجد ذاتها في كل الأمكنة بحالات مختلفة. nbsp;لماذا نحاول كل هذا السفر؟ لأن من بين كل المدن هناك مدينة لا... , نشر في السبت 2025/04/19 الساعة 11:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
سفري هو أنا! أنا الذي في خارج المدن أو في عمق أشيائها، في الطائرة أو الباخرة أو القطار أو الحافلة أو أنتعل قدمي أو في سفري داخل النفس التي تجد ذاتها في كل الأمكنة بحالات مختلفة. لماذا نحاول كل هذا السفر؟ لأن من بين كل المدن هناك مدينة لا تتركك في حالك، دائماً ما تتراءى لك مثل فقد صديق أو تذكر حب قديم، تظل تدق على رأسك مثل فنجان قهوة في صباح شتائي تشعر بوحدته، أو تستدعيك من بعيد كنظرة طفلة صغيرة مشاغبة تعرف حبها فتتدلل، عديدات مثلها تلك المدينة في جهات العالم الأربع التي لا تغيب عن العين مثل كحلها الوفي، صعب أن تقول «باريس» ليست منها أو هي المتوجة، ولا «مدريد»، ولا «غرناطة»، ولا «مراكش»، ولا «فلورنسا»، ولا «القاهرة»، ولا «بورصه»، ولا «بغداد وبيروت ودمشق وبراغ»، وأخشى الغلط إن أكثرت العد والتعدد، لكن تبقى المدن والجزر الموعود برؤيتها لأول مرة أكثرها لعباً بالرأس، تراهن على دهشة لا تعرفها، لكنها يمكن أن تصنع الفرق الذي تحبه، وتبحث عنه في كل الأسفار، خاصة حين يتقابل البحر والجبل في مكان واحد، أو يسكن ذلك النهر الأبدي قرى بعينها، فتقول: هنا ما يشبه الجنة أو مثلها.مدن وجزر تتمناها، وتحول الأمور بينك وبينها، مدن يمكنك أن تخوض دونها مخاطر التعب، ومشاق المسافات، ودفع ضرائب لأشياء تتنازل عنها في حياتك، فقط لكي تشعر بنسمة صباحها أو التلذذ بمشاغبة المطر لها.ثمة أماكن في هذا العالم عليك أن تكون حدّها في أوقات صهيل فرحها، «جنيف» و«ريو دي جانيرو» في كرنفالاتها، «موسكو» في احتفالات أكتوبر بذاك الجيش والمعدات التي أثقل من الدهر، وفرحة «جنرالها الأبيض».. تلك الثلوج التي تغمر أمكنتها، والتي كثيراً ما هزمت القادمين الذين لا يحملون الخير لها، مدينة «سانت بطرسبيرغ» ومدن اسكندنافية في الشمال البارد، ولياليها البيضاء المقمرة، حيث تنسحب ظلمة الليل مختبئة خلف ذاك البدر المشع بنوره الدائم، مدينة «كان» المستندة على بحرها اللازوردي، وضجيج مهرجانها السينمائي، «كارلو فيفاري» و«سراييفو» في كل أوقاتها، مدن في جمهوريات آسيا الوسطى وجمال عيد «النيروز» فيها، «مومباي» ومهرجان الهولي، حيث تصطبغ كل الأشياء بصريخ الألوان، نشوى بانتصار قوى الخير على قوى الشر، ومباركة قدوم الربيع.هناك مدن كثيرة لها أفراحها الصغيرة.. من تحتفي بزهر الليمون، ومن تغني لورود التوليب عشقاً أبدياً، ومن يسعدها الرمان، وسطوة المندارين والبرتقال والدرّاق، وهناك مدن وقرى متناثرة على جسد الخريطة الجغرافية، لا تضحك من قلبها إلا برؤية أشجار الزيتون العتيقة، وقد طرحت كل ما في جدائلها، وذهبت لتلك المعاصر الحجرية لتذرف دمعها المبارك، وحدها «فيينا» إن بكت بكت موسيقى، وإن حزنت حزنت موسيقى.هكذا تعلمت من الترحال.. أن كل وجهة ليست نهاية، بل بداية فصل جديد يدعوني للغوص أعمق في متاهة الحياة، سواء وجدت نفسي ضائعاً في سوق نابض بالحياة أو أتأمل النجوم من شاطئ هادئ، أُذكّر نفسي بأن السفر ليس فقط حول الأماكن التي أزورها؛ بل هو عن الاستكشاف المستمر لمن أنا، ومن يمكنني أن أصبح أكثر عافية وسعادة.
شاهد لماذا نحاول هذا السفر 2
كانت هذه تفاصيل لماذا نحاول هذا السفر؟ - 2 - نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.