كتب شبكة اخبار العراق أذرع إيران على طاولة مفاوضات مسقط.. إلا الحشد..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد بقلم د.هيثم الزبيدي تكمن المشكلة الإيرانية التي سبقت انهيار جزء مهم من خريطة “الإمبراطورية”، التي شيدها المرشد الإيراني علي خامنئي تحت راية الحرس الثوري و”فيلق القدس”، في أنها تمددت بأكبر من قدرتها على ترتيب الأمر واستتبابه لها. افترض... , نشر في الأثنين 2025/04/21 الساعة 09:49 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
بقلم:د.هيثم الزبيدي
تكمن المشكلة الإيرانية التي سبقت انهيار جزء مهم من خريطة “الإمبراطورية”، التي شيدها المرشد الإيراني علي خامنئي تحت راية الحرس الثوري و”فيلق القدس”، في أنها تمددت بأكبر من قدرتها على ترتيب الأمر واستتبابه لها. افترض الإيرانيون أن لديهم قدرات على توجيه مجموعة موالية، أو ما صار يعرف بالذراع، كي يحققوا ما يريدون في تلك الساحة الإقليمية؛ أي صار لديهم “حزب الله” سوري و”حزب الله” يمني و”حزب الله” عراقي بالمستوى الذي برز فيه حزب الله الأصلي في لبنان واستطاع أن يفرض إرادته على البلد، بل وزحف ليستعرض قوته على الإقليم كقوة مقاتلة في سوريا أولا، ثم كخبراء يفترض أنهم لبنانيون، لكنهم في الحقيقة أو بالتدريب خبراء إيرانيون.
مسمى حزب الله السوري جاء خليطا من ميليشيات قادمة عبر الحدود، من العراق وأفغانستان وإيران ومن بين الدول التي لديها حضور ديمغرافي شيعي، مع إضافة قدرات الدولة السورية تحت راية الرئيس السابق بشار الأسد. مسمى حزب الله اليمني معروف واسمه “أنصارالله” وهو الاسم الديني لنعرة دينية قبلية ورثت ما تدعيه الإمامة المتوكلية في اليمن من أحقية دينية في الحكم، لكنها في النهاية راية قبلية اسمها الحوثي. حزب الله العراقي، بكل مسمياته المختلفة من ميليشيات، هو الحشد الشعبي الذي أصبح قوة ضاربة بما تلقاه من تسليح وتمويل ودعم وصل إلى درجة أن القوة الجوية الأميركية تحولت، خلال الفترة التي شهدت الحرب على داعش، إلى ما يشبه القوة الجوية للحشد الشعبي. تم هذا بالرغم من أن المهام القتالية الرئيسية في مواجهة داعش أسندت للجيش العراقي وقوات الأمن العراقية الناشئة آنذاك. استغل الحشد الفرصة لأن يرتب الأميركيون من الجو جغرافيا تدمير أرضية شهدناها في ما حل بالموصل وغيرها. ومع التدمير تمت إعادة توزيع النفوذ على الأرض وفتح الطريق بين الحدود الإيرانية من جهة والحدود السورية من جهة أخرى ليبسط، وللمرة الأولى، الامتداد الجغرافي بين طهران والبحر المتوسط في سوريا ولبنان.
قضم الإيرانيون أكثر من قدرتهم على الابتلاع. ثم جاءت حماس المختالة بوهم القدرات والصواريخ والمسيّرات والأنفاق لتكون اللقمة الأخيرة في فم الإيرانيين. كان “طوفان الأقصى” لحظة خطأ إستراتيجي مستعجل وفادح لن تسامح إيران نفسها عليه أبدا مهما ادعت أن الأمر تم بإرادة فلسطينية.استجمعت إسرائيل كل خططها التي جهزتها على مدى سنين من الإعداد والتفكير، خصوصا ضد العدو الأساس، أو رأس الحربة في المشروع الإيراني وهو حزب الله، ثم ضربته -بكل ما تعنيه الكلمة- من حيث لم يحتسب. جهز الحزب أنفاقا وصواريخ لتكرار حرب 2006، وتجهزت إسرائيل بهجوم بقياسات مفصلة لكل عضو من أعضاء حزب الله بجهاز بيجر يرتديه أو ووكي توكي يحمله. وعندما حان الوقت للقصف الثقيل، استفادت إسرائيل من شبكتها المعلوماتية والتجسسية، وضربت كل قيادات الحزب. كانت الضربات قاسية ودقيقة وانتقائية إلى درجة أنك تستطيع أن تقول إن إسرائيل نفسها اختارت ألّا تقتل الأمين العام الحالي لحزب الله نعيم قاسم لتجد من يتحدث باسم الحزب.
استمر القتل والتدمير في غزة بلا أدنى اعتبار إنساني، وقتل “مهندس” الطوفان يحيى السنوار الذي غرق وأغرق غزة معه، بل وصل الإسرائيليون إلى طهران لتصفية رئيس حماس إسماعيل هنية، وإلى بيروت لقتل نائب رئيس حماس صالح العاروري.فهم الأتراك ما يحدث فتحركوا (أو نسقوا – لا فرق) وانتهى نظام الأسد بأسرع ما يتوقع أي مراقب.