خرائب متحف السودان القومي: للجنون طرائق.. اخبار عربية

نبض السودان - النيلين




كتب النيلين خرائب متحف السودان القومي: للجنون طرائق..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد ملخص خراب متحف السودان القومي جنون إذا شئت. وللجنون طرائقه، كما قال شكسبير، التي نحاول رفع الغطاء عنها إذا كانت شكوى الدعم السريع أن متحف السودان القومي 8220;نوبي وثني 8221; فلماذا لم يمتنع عن هدم معبد أقيم لوجه هويته العربية الإسلامية... , نشر في الثلاثاء 2025/04/22 الساعة 04:06 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

ملخص *خراب متحف السودان القومي جنون إذا شئت. وللجنون طرائقه، كما قال شكسبير، التي نحاول رفع الغطاء عنها * إذا كانت شكوى الدعم السريع أن متحف السودان القومي “نوبي وثني” فلماذا لم يمتنع عن هدم معبد أقيم لوجه هويته العربية الإسلامية بخاصة، وهو متحف بيت الخليفة عبدالله، خليفة مهدي السودان، الذي جردوه من كل مقتنياته …

*خراب متحف السودان القومي جنون إذا شئت. وللجنون طرائقه، كما قال شكسبير، التي نحاول رفع الغطاء عنها

* إذا كانت شكوى الدعم السريع أن متحف السودان القومي “نوبي وثني” فلماذا لم يمتنع عن هدم معبد أقيم لوجه هويته العربية الإسلامية بخاصة، وهو متحف بيت الخليفة عبدالله، خليفة مهدي السودان، الذي جردوه من كل مقتنياته حتى “سبحة الأمير عثمان دقنة وسيف الأمير أبو قرجة”.





ظهر دعامي بعد احتلال “الدعم” لمتحف السودان القومي في يونيو عام 2023 على فيديو يستعرض تماثيله الأثرية “الوثنية” من عهود ما قبل الميلاد، ويقول “هذه التماثيل لا تمثلني. أنا لا أنتمي إليها. ما يمثلني ليس هنا”.

عرض أحدهم فيديو طاف فيه عرصات متحف السودان القومي بعد استرداد القوات المسلحة لمبناه في الأسابيع الماضية. وبإيجاز لم يبقَ من محتوياته البالغة 100 ألف قطعة سوى بعض تماثيل صخرية ليست مما خف حمله. وتحطمت “الغرفة الحصينة” كما يسمونها، ونهبت الآثار الذهبية المودعة فيها بالكامل. وسهل للنهابة شغلهم أن كانت معظم مقتنيات المتحف مخزنة في صناديق انتظاراً لعمليات إنشاءات وصيانة مجدولة للمبنى، فأخرجوا المومياوات العائدة لـ2500 قبل الميلاد من توابيت حفظها ورموا بها على قارعة الصالة، وقال الصوت في الفيديو “هشموا مقتنيات لم يروا نفعاً منها وحرقوا أخرى”.

ورصد فريق آثاري فرنسي عبر الأقمار الاصطناعية عملية إفراغ المتحف من مقتنياته، إذ حُملت من المتحف إلى ثلاث شاحنات سارت إلى جهات خارج البلاد ذكروا منها جنوب السودان بالاسم، وانزعج الناس لأنه سرعان ما بدأ تسويق بعض الآثار الثقافية منسوبة إلى السودان على مواقع مثل “أي بي” ولم يثبت بالفحص أنها كذلك. ومن رأي الخبراء أن نهابي الآثار وزبائنهم لن يدخلوا بها السوق عاجلاً. وانتدبت جماعة من الآثاريين الأوروبيين نفسها للتربص بما يعرض من آثار للسودان في السوق، كما رتبت منظمتان أخريان لحفظ الآثار السودانية إلكترونياً.

ومما يطمئن أن الآثار التاريخية محمية بــ”اتفاقية اليونيسكو (1970) لمنع الاتجار غير المشروع في المقتنيات والآثار”، فملحق “القائمة الحمراء” الصادر عن المجلس الدولي للمتاحف قضى بصون الممتلكات الثقافية المعرضة للخطر، علاوة على وضع المنهوب منها على قاعدة بيانات الإنتربول للأعمال الفنية، بل مما يريح الخاطر أن المجلس التنفيذي لـ”يونيسكو” وعد قبل يومين بتقديم دعم متكامل للسودان في مجالات الثقافة والإعلام. كما قرر التعاون مع الإنتربول من أجل استعادة الآثار السودانية المنهوبة. وللعالم سوابق موفقة في مثل تلك القضايا، إذ منع قرار مجلس الأمن 2099 (2000) الاتجار في آثار العراق وسوريا، وتجاوبت معه دول كثيرة أعادت ما وقع بيدها.

وصف أحدهم خراب متحف السودان القومي بأنه “ضرب للذاكرة الجماعية السودانية”. وصدق. إلا أن جماعية هذه الذاكرة موضوع خلافي وهو خلاف ضرج السياسة السودانية لعقود. فتخريب المتحف ونهبه بلا رحمة جنون مما قال فيه شكسبير إن له طرائقه مع ذلك. فعبارة الدعامي عن غياب هويته العربية المسلمة في عروض المتحف هي هذه الطرائق من وراء جنون هدم معبد المتحف. وقال آخر منهم من “اللايفاتية”، أي من يطلون بالقول على الناس، هو عيسى ود أبوك يسخر ممن استنكر عليهم في “الدعم السريع” تدمير المتحف. فقال إن “تلك آثار من قدماء النوبة على النيل ولا تمت لهم بصلة لأنهم عرب ولهم إرث عائد لـ’ جنيد‘الذي تنتهي إليه أنساب شعب البقارة بكردفان ودارفور وتشاد”، وهم من وصفوا بأنهم حواضن “الدعم السريع”. وزاد أنهم سيصنعون لـ”جنيد” تمثالاً يطل من فوق دوار “القندول” بالسوق العربي في الخرطوم. أما تمثال “ترهاقا” النوبي، في قوله، فأخذوه نحو تشاد إلى الأبد.

من أين لـ”الدعم السريع” طرائق الجنون تلك التي هدموا بها معابد وبيعاً؟ من أوحى لهم بها؟وندلف هنا إلى سيرة خطاب الهوية الذي انعقد لا لعقود طويلة فحسب، بل تحت ظلال السيوف أيضاً. ودار حول أن المركز في الخرطوم، وفي تجليه الأسمى في دولة الإنقاذ (1989-2019)، فرض منذ عام 1956 هويته الثقافية الإسلامية العربية على الأمة مما عطل كل هوية أخرى غيرها. فأثيرت مسألة تمييز اللغة العربية في الدولة والتعليم والإعلام على ثراء السودان في اللغات التي ربت على المئة لغة. ويعاب على المركز أنه اختار من بين “العلاقات الأزلية” للسودان تلك التي له مع مصر من دون مع تشاد مثلاً. كما أنه بادر إلى عضوية الجامعة العربية مبادرة لم يرعَ فيها التكوين العرقي السوداني. وصارت القضية الفلسطينية التي التزمتها حكومة الخرطوم قضية عربية خالصة لا ناقة للسودانيين فيها ولا بعير. وفي مضمار التعليم يشتكي بعضهم من كتاب المطالعة الوحيد في المرحلة الابتدائية الذي يقوم بدور البطولة فيه “الجمل” الشمالي، أداء وصورة ومجازاً، في حين أن الجمل حيوان غريب جداً على بعض أقاليم السودان التي يستذكر تلاميذها هذا الكتاب. بل بلغ التظلم درجات قصوى في مثل استنكار أن تستأسد النخلة في شوارع الخرطوم العاصمة بينما شجر السودان كثير.

بالطبع لا مناص من السياسة في إدارة مظلومية الهامش، لكن ثمة فرقاً بين هذا التسييس وبين الاستثمار في غبن التنوع لأغراض معارضة موقوتة. فعزت عبير محمد محقة هذا التسييس إلى افتقاد النخب كثيراً من الأسس والأطر المؤسسية التي كان يجب أن توظف في حل إشكالات التنوع. فدخلوا على هذا الغبن للجماعات المغلوبة بطريقين عقيمين. فجاؤوا له أولاً بطريق معارضة النظم الديكتاتورية المطولة التي لم تُصعب عليهم العمل في ميادينهم التقليدية في النقابات والاتحادات فحسب، بل أدخلت حكومة الإنقاذ منها في روعهم تحسن الشغل في هذه الميادين بأحسن منهم لأن من ورائها حركة “الإخوان المسلمين” الضليعة في العمل الجماهيري. ووقعت هذه القوى الليبرويسارية على مظلومية الهامش بعد أن تجردت من حقول نشاطها السياسي المركزية مكرهة وطائعة ومختارة معاً. فلم تتحالف مع الغبن كوعي، بل كمظلمة لترويع النظام الحكم وإفحامه.

أما الباب الآخر الذي دخلت به هذه القوى على غبن الهامش فبنظرية العرق النقدية التي تركز على هوية الجماعات الأقلية فيها والمتظلمة من نير الجماعة الغالبية أو المتسلطة، أي من باب الهوية. وعلى رغم نفع النظرية لهذه الجماعات المغلوبة مما جرى وصفه بـ”الآخر”، أي آخر الجماعات الغالبة، فإنها كرست لهذا الآخر على حساب التاريخ المشترك والرغبة في العيش معاً كأمة. ولأن الليبرويساريين تنكبوا طريق هذه الرؤية الجامعة فقد أسرفوا في “استثمار “سياسات الهوية وغبنها لغاياتهم، وغاب عنهم الحس بما يواثق بين السودانيين كمواطنين وما يربطهم كأمة. وهي شكوى فيلسوف أميركي في نعيه الليبرالية الأميركية. فالنظرية العرقية النقدية وغيرها منعت الليبراليين، في قوله، من تنشئة رؤية طموحة لأميركا ومستقبلها تلهم سائر المواطنين. وعليه خسر الليبراليون رهان الأمة لأنهم “تراجعوا إلى كهوف كانوا حفروها لأنفسهم في ما كان جبلاً عظيماً”، أي في أمة كبيرة.

والشيء بالشيء يذكر، فخطة الليبرويسارييين التي ركزت على سياسات الهوية هي عودة بسيطة لسياسات الإدارة الاستعمارية المعروفة بـ”المناطق المقفولة” حيال التنوع في السودان أرادوا أو لم يريدوا. فحال الإنجليز دون اختلاط جنوب السودان وجبال النوبة ومنطقة النيل الأزرق (والأخيرتان مما يعرف حالياً بـ”الجنوب الجديد”) بالشمال الموصوف بالعربي المسلم. واتجه الاستعمار من أجل ذلك إلى بناء وحدات قبلية أو عرقية مغلقة في تلك المناطق قائمة في بنيتها على العوائد المحلية والعقائد والأعراف التقليدية المحلاة بالتبشير المسيحي. وكانت من وراء تلك “الكرنتينات” الخشية أن تصاب تلك المناطق في خلطتها بالثقافة العربية الإسلامية بنوع سفاحي من الاستعراب كما حدث تاريخياً لشمال السودان. وبعض شكوى هذه الهوامش من مظلوميتها التاريخية عائد، لو تحرينا الدفة، لسياسة المناطق المقفولة. فقال الأكاديمي كمال عثمان صالح إنه قد ضاعت الفرص على أبناء جبال النوبة في الترقي بصفوف القوات المسلحة السودانية لأن الإنجليز، لما خشوا أن يستعرب النوبة جراء خدمتهم في الجيش، فصلوهم عنه. وانتهى كمال إلى لوم الإنجليز لحجب أبناء جبال النوبة عن التنافس على النطاق القومي “لأنهم أولوا حربهم ضد التعريب فائق عنايتهم، في حين لم يولوا رقي النوبة عشر معشار تلك العناية”.

خراب متحف السودان القومي جنون إذا شئت. وللجنون طرائقه كما قال شكسبير والتي حاولنا رفع الغطاء عنها هنا.

عبد الله علي إبراهيم


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد خرائب متحف السودان القومي

كانت هذه تفاصيل خرائب متحف السودان القومي: للجنون طرائق نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النيلين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 11 ساعة و 35 دقيقة