كتب الشروق أونلاين “هآرتس” أشرف منكم!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي “هآرتس” أشرف منكم!حسين لقرع2025 04 22100طيلة 1459 سنة من عمر الإسلام باحتساب 13 سنة أيضا من الدعوة في مكة ، لم يسبق أن عرف المسلمون هذا الهوان والذل والضعف... , نشر في الثلاثاء 2025/04/22 الساعة 09:31 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الرأي
“هآرتس” أشرف منكم!
حسين لقرع
2025/04/22
10
0
طيلة 1459 سنة من عمر الإسلام (باحتساب 13 سنة أيضا من الدعوة في مكة)، لم يسبق أن عرف المسلمون هذا الهوان والذل والضعف والاستسلام المطلق لإرادة الأعداء مثلما يعيشونه اليوم.. صحيح أنّهم مرّوا بفترات ضعف في شتى الحقب الزمنية، لكنّهم لم يصلوا فيها قطّ إلى ما نرى اليوم من ذلّ وعجز وخنوع ممزوج بسلسلة خيانات مهينة وغير مسبوقة.
كان المسلمون، حتى في فترات ضعفهم وانكفائهم على أنفسهم، تمتلكهم مشاعر الأنفة والعزة والكرامة والغيرة على المقدسات، فيهبّون في الوقت المناسب لنصرة مقدّساتهم وإغاثة إخوانهم المستضعفين المحاصرين، اليوم تغيّر الوضع كلّيا وأصبح المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين، يستباح ليلا نهارا والمئات من الصهاينة يدنّسونه في كل يوم، من دون أن يثير ذلك أدنى شعور في نفوسهم، وتعوّدوا على ذلك بمرور الوقت حتى لم تعد أخبار الاقتحامات والتدنيس تعني لهم شيئا، والأخطر من ذلك أن يحاصر 2.3 مليون فلسطيني في غزة ويمنع عنهم الغذاء والماء والدواء والكهرباء والخيم وباقي أساسيات الحياة الكريمة، منذ 2 مارس الماضي، لإجبارهم على الهجرة من غزة، وتدقّ المجاعة على الأبواب بقوّة، ويتفشّى سوء التغذية بين الأطفال والنساء والكبار، من دون أن تتداعى 57 دولة إسلامية لعقد قمة إسلامية عاجلة، وتهبّ لنصرتهم والضغط بقوة على الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول الغرب الحليفة للاحتلال، لتضغط بدورها عليه لفكّ الحصار الجائر وإدخال الغذاء إلى الفلسطينيين، فهل تنتظر أن يبدأوا بالموت جوعا لتتحرّك، وقد لا تفعل؟
اليوم لم يعد أحد يتحدّث عن ضرورة نصرة غزّة بالجيوش والسّلاح، فذلك زمن ولّى وأصبح تاريخا، ولن نطمع في أن تستيقظ ضمائر الأنظمة العربية وترسل جيوشها لنجدة إخوانها المستضعفين الذين يذبحون في غزة.. كلّ ما نريده اليوم هو فقط الضغط لإدخال أكياس سميد وماء نظيف إلى القطاع، لتثبيت سكّانه ودعم صمودهم على أرضهم، فهل بلغ الهوان والعجز بـ57 دولة إسلامية أن لا تستطيع حتى الضغط في هذا الاتجاه أيضا؟
هذه الجريمة البشعة التي تحدث أمام أنظار العالم أجمع، حرّكت حتى الصّهاينة أنفسهم؛ فها هي صحيفة “هآرتس” تنشر افتتاحية بعنوان “على إسرائيل أن تتوقّف عن تجويع غزة”، استنكرت فيها بقوة هذه السياسة التي باتت “معلنة ومصدر فخر لحكومة نتنياهو!”، وهي إشارة إلى تصريح وزير الحرب المجرم كاتس الذي اعترف بأنّ تجويع الفلسطينيين يهدف إلى ممارسة الضغط على “حماس” لإطلاق سراح الأسرى وفق شروط الصهاينة؛ أي أنّه يعترف، من دون أيّ حرج أو اكتراث، بارتكاب جريمة حرب كما يصنّفها القانون الدولي!
ولم تكتف الصحيفة الصهيونية بالتنديد بهذه السياسة الإجرامية، بل دعت أيضا “دول العالم أجمع إلى الضغط على حكومة نتنياهو بكل السبل الممكنة لإجبارها على استئناف تدفّق المساعدات على غزة فورا”، وذلك بعد أن بلغ شحّ الغذاء إلى درجة أنّ كل المخابز أغلقت أبوابها لنفاد الدقيق، ومعظم السكان أصبحوا لا يحصلون إلا على وجبة غذائية واحدة يوميّا تقدّمها لهم مطابخ الأمم المتحدة، وبدأ خبراء التغذية يدقّون ناقوس الخطر ولفت الانتباه إلى أنّ نقص السعرات الحرارية لدى الأطفال يسبّب ضررا لا رجعة فيه لنموّ أدمغتهم.. أليس هذا موقفا شريفا من صحيفة “هآرتس” الصهيونية ولا يقارن بالمواقف الضعيفة والمتردّدة للأنظمة العربية والإسلامية تجاه المجاعة في غزة؟
ماذا يقول الآن حكام دول عربية فتحت خطا بريا على أراضيها، منذ بدء الحصار البحري الحوثي على سفن الاحتلال وداعميه في نوفمبر 2023 إلى اليوم، لإيصال ما لذّ وطاب للصّهاينة في فلسطين المحتلة؟ وماذا يقول بقيّة الحكام الذين لم يتركوا فلسطينيي غزة عرضة للمجازر والذبح فحسب، بل عرضة أيضا للجوع المزمن ينهشهم منذ 2 مارس إلى اليوم؟
لم تعد المسألة الآن تتعلّق بحركة “حماس” والمقاومة التي يكرهونها ويتمنّون القضاء عليها اليوم قبل الغد، لأنها فضحتهم وكشفت عجزهم وخنوعهم وهوانهم، بل تتعلّق بتجويع 2.3 مليون من الأطفال والنساء والعجزة وغيرهم من الفلسطينيين لإجبارهم على الهجرة وترك غزة لشذّاذ الآفاق الصهاينة.. فإلى متى تدسّون رؤوسكم في الرمال وتلزمون صمت القبور؟
شارك المقال
شاهد هآرتس أشرف منكم
كانت هذه تفاصيل “هآرتس” أشرف منكم! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.