نجوى بركات تروي تراجيديا الشيخوخة في مرآة الذات المعطوبة.. اخبار عربية

نبض الصحافة العربية - اندبندنت عربية


نجوى بركات تروي تراجيديا الشيخوخة في مرآة الذات المعطوبة


كتب اندبندنت عربية نجوى بركات تروي تراجيديا الشيخوخة في مرآة الذات المعطوبة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد إمرأة عجوز بريشة الرسامة هيلين شيربنيك صفحة الرسامة فيسبوك ثقافة nbsp;روائية لبنانيةروايةالشيخوخةالأمومةالحياة المعطوبةالمسرحممثلةشخصية فيدراالغيبوبةالذاتالسخريةالعزلةالموتالأبفي مستهل الفصل الأول من رواية نجوى بركات الجديدة غيبة مي دار... , نشر في الأربعاء 2025/04/23 الساعة 01:37 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

إمرأة عجوز بريشة الرسامة هيلين شيربنيك (صفحة الرسامة - فيسبوك)





ثقافة  روائية لبنانيةروايةالشيخوخةالأمومةالحياة المعطوبةالمسرحممثلةشخصية فيدراالغيبوبةالذاتالسخريةالعزلةالموتالأب

في مستهل الفصل الأول من رواية نجوى بركات الجديدة "غيبة مي" (دار الآداب 2025) يسقط على "البطلة" صوت يناديها باسمها، مي، بينما كانت في سريرها بين نوم ويقظة. ترتجف بعد أن يتكرر النداء وتنهض، وفي ظنها أن الصوت يرجع لشخص ولج البيت، فتتصل خائفة بناطور البناية يوسف، فيأتي ويدخل مستخدماً مفتاحه، فيجوب الغرف ويُطمئن السيدة مي، ابنة الرابعة والثمانين، بأن ما من أحد سواهما في الشقة.

ظلت مي بعدما استجمعت قواها، تشعر أن ثمة امرأة في صالونها تجلس على الكنبة "ناظرة إليّ وكأنني أنا الكائن الدخيل الغريب الذي لا يفهم سبب وجوده هنا".

الرواية الجديدة (دار الآداب)

في مثل هذه اللحظات الهاذية تعرب السيدة مي عن حال انفصام غير مرضي في المعنى السيكولوجي، بل يمكن تسميته حال انقسام، بين نفسها ونفسها، أو بحسب عبارة الشاعر رامبو بين "الأنا والآخر" الكامنين فيها، بين مي الماضي ومي الحاضر، مي العجوز ومي الشابة، مي العجوز التي تعيش وحيدة أو شبه وحيدة في شقتها في الطابق التاسع والتي تسميها "الجزيرة المرتفعة"، ومنها ترى العالم الحاضرة فيه والغائبة عنه في آن واحد، وهذا العالم هو بيروت، بمرفأها الذي دمره الانفجار وسطوحها التي استحالت مدينة بائسة بأشكالها النافلة، ومي الشابة التي كانت ممثلة مسرح.

عزلة الشيخوخة

طيف مي، بل أطيافها الطالعة من ماضييها، القريب والبعيد، أو ذواتها الأخرى، لن تفارقها، تعيش معها في عزلة الشيخوخة هذه، وتخيفها أحياناً، خصوصاً عندما تنبثق الكوابيس. لكنها تبدو بحاجة ماسة إليها، وتحديداً إلى طيف مي الذي لا عمر له هنا، بل له أعمارها السابقة، منذ الطفولة حتى المراهقة والنضج والدخول إلى كلية الفنون والتمثيل والمساكنة البائسة والزواج الذي انتهى إلى بؤس أيضاً.

عمدت الروائية نجوى بركات إلى جعل الرواية تدور على لسان البطلة في نوع متفرد من المونولوغ الداخلي الذي يتحول في أحيان إلى ديالوغ متقطع، بين مي الحقيقية ومي الطيف التي تتوجه إليها وفي ظنها أنها تسمع وترد عليها، كأن تناديها مثلاً "مي"، ثم تتحدث معها وكأنها امرأة أخرى.

هذا الديالوغ الداخلي المتوهم يتكرر في صفحات عدة من الراوية، انطلاقاً من كونه مونولوغاً داخلياً مقنّعاً يصب في صميم ما يسمى "تيار الوعي الداخلي" الذي تجلى في رواية "أوليس" لجيمس جويس و"السيدة دالوي" لفيرجينيا وولف وسواهما.

نجوى بركات توقع إحدى رواياتها (دار الآداب)

تسمي مي المرأة التي ترى طيفها "المخلوقة الغريبة" التي لا تدري "من أين نبتت ولا ماذا تريد؟"، لكنها تقرر الرد على نداءاتها التي تتكرر، وفي مثل هذا القرار تختلط مي الحقيقية ومي المتخيلة حتى تصبحا امرأة واحدة تعيش حاضرها وماضيها، بل حتى لتغدو الواحدة قرين الثانية. وتعترف مي الحقيقية أن في زاوية من عقلها تسكن طفلة ساذجة تخلط آثار كوابيسها الليلية بنهاراتها. ولعل أثر الممثلة المسرحية التي كانتها مي في شبابها لا يزال فاعلاً في وجدانها، وهو ما تكشفه نجوى بركات في الفصل او "الشريط" الثاني. ففي شيخوختها تتصرف مي كأنها ممثلة مندمجة في الدور، فتحدث نفسها وتجيبها "كمن يؤدي دوري شخصيتين في آن واحد". وفي مثل هذا اللعب الهاذي، وليس الهذياني المرضي تماماً، تخاطب مي نفسها "أهكذا نسيتني يا مي؟"، أو "كم جميل أن تدخلي في جلد آخر يا مي". وفي أوج العلاقة بينهما تسألها مي: "هل غفوت يا مي؟ منذ ساعات وأنا أحكي...".

كائنات الماضي

تعي مي أن من تتوهم مشاهدتهم في الصالون هم "من كائنات الماضي التي لا يُومن لها" أو "زوار افتراضيون"، فهي على رغم هلوساتها التي تزداد لاحقاً تخشى من الخرف الذي أصاب جدتها أُمّ أبيها، فصارت "أخرى" بعدما محت ماضيها كله. وتقول: "أتراني بدأت أسمع أصواتاً وأرى أطيافاً مثل مرضى..."، وهي لا تسمي المرض هنا، لكنها تعرفه وهو الخرف. وبعد انتقالها من الأدوية المنبهة، عقب المرض الذي أصابها في ما بعد زواجها، و جعلها تقبع في غيبة دامت سبعة أعوام، إلى المهدئات الطبيعية مثل البابونج واليانسون والقصعين، باتت تدرك أن أضغاث ذكريات قديمة تنبثق من رأسها وتحتل حياتها الضئيلة المحصورة بين بيتها أوشقتها التي تسميها "الجزيرة المرتفعة" في الطابق التاسع، وبين الشرفة التي تشرع أمامها فسحة من الحرية، ومنها تطل على العالم، الحاضرة فيه والغائبة عنه في آن واحد. وهذا العالم هو بيروت بمرفأها الذي دمره الانفجار وسطوحها التي استحالت مدينة بائسة بأشكالها النافلة.

شخصية فيدرا في مسرحية فرنسية (صفحة فيسبوك)

تدرك مي ما يدور حولها على رغم توهماتها وهذيانها الخفيف المتقطع، الذي يتحول مرضياً لاحقاً، وترى في الصباح العمال الآسيويين القاصدين المدينة الصناعية التي "تهرس عظامهم"، وتسأل ما الذي أتى بهؤلاء إلى هذه البلاد. بل هي على وعي تام بحال الأمن المتفلت وتصر على أنّ لا بد من "أقفال تحمي أقفالاً وبوابات تحمي أبواباً". وتعلم بما يجري من سرقات وأفعال قتل، و"لو من أجل سلسال ذهبي". وذات مرة، عقب انفجار مرفأ بيروت، تخرج برفقة الناطور يوسف، السوري اللاجئ إلى لبنان، إلى منطقة الجميزة لتتفقد آثار انفجار المرفأ فتتأثر، وتصيبها وعكة عابرة لا تلبث أن تنهض منها.

تدخل نجوى بركات عالم الشيخوخة من باب شخصيتها مي لتروي المآسي الصغيرة التي تواجهها المرأة في هذا العمر الملتبس، خصوصاً عندما تعيش في شبه عزلة وشبه اضطراب. لكن حضور ناطور البناية يخفف حدة العزلة، فهو يطل عليها ويلبي مطالبها القليلة، عطفاً على الخادمة السيريلانكية شاميلي التي تقصدها كل نهار سبت، وتصفها بـ "الدخيلة الوحيدة"، فتنظف البيت وتعتني بأمورها العادية وتحممها، على رغم أنها لا تحب الاستحمام كما تعبر. فالتعري يكشف خراب أعضائها ويفضح عجزها عن استخ


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد نجوى بركات تروي تراجيديا

كانت هذه تفاصيل نجوى بركات تروي تراجيديا الشيخوخة في مرآة الذات المعطوبة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم