"إبراهيم أبو مهادي"... أمُّ صلاة الجنازة على أبنائه السِّتَّة وعاد لبيته وحيدًا.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


إبراهيم أبو مهادي... أمُّ صلاة الجنازة على أبنائه السِّتَّة وعاد لبيته وحيدًا


كتب فلسطين أون لاين "إبراهيم أبو مهادي"... أمُّ صلاة الجنازة على أبنائه السِّتَّة وعاد لبيته وحيدًا..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة يحيى اليعقوبي يقفُ الأبُ المكلوم أمام جثامين أبنائه الستة وهي مسجاة أمامه بأكفانٍ بيضاء ممددةً ومتراصة بعضها بجانب بعض بساحة المشفى، يقفُ أمام رحيلهم الجماعي صابرًا محتسبًا مكلومًا، يحمل ثقل الرحيل وحده بمرارته وقسوته وحزنه الدفين، بوجعه... , نشر في الأربعاء 2025/04/23 الساعة 05:57 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ يحيى اليعقوبي:

يقفُ الأبُ المكلوم أمام جثامين أبنائه الستة وهي مسجاة أمامه بأكفانٍ بيضاء ممددةً ومتراصة بعضها بجانب بعض بساحة المشفى، يقفُ أمام رحيلهم الجماعي صابرًا محتسبًا مكلومًا، يحمل ثقل الرحيل وحده بمرارته وقسوته وحزنه الدفين، بوجعه وانكساره وإن بدا ثابتًا، يؤم الحاج إبراهيم أبو مهادي (58 سنة) صلاة الجنازة يحاول التماسك أمام فاجعة رحيل "العزوة والسند" دفعة واحدة، وهو الذي كان قلبه يتفطر حزنا على جثمان أي شهيد.





 لم يكن ينظر لأشلاء أبنائه داخل الأكفان بل لصورهم التي تحركت أمامه، لضحكاتهم ولصوت خطواتهم وهم يعودون من العمل، لأناقتهم في الصورة التذكارية الجماعية التي التقطتها معهم في عيد الفطر وقد اشتد عودهم وأصبحوا سندًا يتكئ عليهم توسطهم في تلك الصورة وبين صورة العيد والرحيل ملأ الفراغ حياته، ينظر لصوتهم القادم من الذاكرة، مشاهد ولادتهم، مشيهم، ركضهم في طفولتهم، ذهابهم  للمدرسة وانتظاره لكل واحد فيهم حينما يعود، سهره معهم، طموحهم وأحلامهم، كلها رحلت الآن، في لحظة تمردت فيها دموعه على كل محاولاته للتماسك وأعلنت العصيان وهي تنهال من حواف عينيه.

صباح 13 إبريل/ نيسان 2025، وكالعادة تجمع الحاج المُكنى "أبو محمد" على مائدةِ فطور صباحي مع أبنائه قبل ذهابهم لعملهم الإغاثي في مطبخ لإعداد وجبات للنازحين بمحافظة خان يونس، ويعودون مع ساعات المساء لمنزلهم الواقع بمدينة دير البلح وسط القطاع وهذا حالهم منذ سنة، يكرسون كل وقتهم لأجل تخفيف ويلات الحرب، وانطلقوا إلى أعمالهم مع دعوات والده لهم.

بعد نصف ساعة من مغادرتهم وبدأت الساعة تطرق الثامنة صباحًا، كان الحاج يجلس على سريره عندما كسر صوت رنين هاتفه فضاء الغرفة وأنهى حالة السكون السائدة، وظهر له اسم خال أبنائه، فلفت اتصاله بهذا التوقيت مخاوف الحاج وزوجته وبعض بناته، الذين ذهب اعتقادهم بوجودِ أمر ما يخص الخال، لكن لم يكن الموضوع كذلك بعد بدء الحوار بينهما "الشباب بالبيت ولا طالعين!؟ - تسهلوا على شغلهم – طيب سمعت أخبار!؟ - لا".

لم يطل صمت الخال كثيرًا، تغلب على توتره، واستجمع قواه وهو يحاول نقل الخبر طالبًا من "أبو محمد" العوض من الله والثبات في هذه اللحظة القاسية "الشباب انقصفت سيارتهم واستشهدوا كلهم"، رغم التسليم بالقضاء، كانت قسوة تلك الكلمات أكبر من قدرة قلبه وقلب زوجته التي تاهت في صدمة على تحمله أو استيعابه، وهم يتجرعون صدمة الرحيل الجماعي دفعة واحدة، وعلى مرةٍ واحدة، بنفس الخبر والتوقيت واليوم، لم ينجُ أحد في تلك المجزرة.

ولد أبو مهادي الأب، سنة 1967 وتعود أصوله لبلدة "الجورة" وسكن في دير البلح وسط قطاع غزة، ونشأ وحيدًا بلا أخوة، وحتى الثانوية العامة كان يساعد والده في مهنة الصيد الذي بدوره لم يكن لديه سوى أخ، فانشغل بمساعدة عمه ووالده.

وأكمل تعليمه ودرس المحاسبة، وتنقل في العمل بالداخل المحتل وشركات محاسبة فلسطينية خاصة، وانتهت بتوظفه  في ضريبة الدخل بوزارة المالية بعهد السلطة، وكرس حياته في تعليم أبنائه تخصصات مرموقة، وأنشأ لهم بيتًا مكونًا من ستة طوابق، ليعيش معهم في بيتٍ واحد، حتى أصغر أبنائه "عبد الله" كانت شقته جاهزة وبانتظاره مستقبل بين أحضان والده، لولا غدر الاحتلال بالعائلة.

وورّث الأب الطموح والإقبال على العلم لأبنائه، فدرس أكبر أبنائه محمد (36 سنة) الهندسة البحرية ومع عدم وجود ميناء بغزة، درس الرياضيات وهو متزوج وله ثلاثة أطفال (ذكران وبنت) سافروا مع أمهم في رحلة علاجية منذ عام وكان في غاية الشوق لهم، وأحمد (34 سنة) حاصل على دكتوراه بالهندسة المدنية بتركيا ومتزوج ولديه طفلان ذكران، فيما درس محمود (30 سنة) ماجستير محاسبة وهو متزوج ولديه طفلان (ذكران)، ودرس زكي (25 سنة) بكالوريوس محاسبة، ومصطفى (23 سنة) بكالوريوس هندسة حاسوب، فيما كان شقيهم الطفل عبد الله (13 سنة) يحلم أن يصبح طبيبًا، وإضافة للذكور لديه أربع بنات اثنتان منهن متزوجات.

رحيل جماعي

"يعمل أبنائي بتكية الطعام منذ عام، رافقهم شقيقهم الأصغر "عبد الله" وكان سعيدًا ويحب مساعدة أخوته، وهم يقومون بعمل إنساني إغاثي بتقديم وجبات طعام على خيام النازحين بخان يونس، يحاولون سد رمق الأهالي وتخفيف حدة الحرب والتجويع" يتكئ صوته على عكاكيز الصبر ويمتلئ قلبه بإيمان كبير وهو يعيد فتح جرحه الغائر، يروي عن آخر اللحظات لصحيفة "فلسطين".

كما أثارت قسوة الفاجعة لوداع أب جميع أبنائه في مشهد واحد العالم في تجسيد حقيقي لما تسببه الإبادة الجماعية من ويلات، أثارهم  ثبات  وإيمان "أبو محمد" في تلك اللحظة القاسية، هو نفسه لم يعرف سر تلك السكنية التي نزلت على قلبه وهو الذي دمعته ترقد على حواف  عينيه: "في الأيام العادية عندما اسمع خبر استشهاد أحدهم فأبكي عليهم، وقبل استشهادهم كنت أبكي على حرق خيام النازحين بالمواصي، لكن الحمد لله في مشهد وداعهم أنزل الله السكنية علي، وختمت عهدي معهم بالصلاة عليهم كما كنت أؤمهم بصلاة الجماعة".

منذ استشهادهم، يملأ الفراغ العمارة، اختفت صوتهم وضحكاتهم، صوت خطواتهم وهم يعودون من العمل، جلستهم معًا صباح ومساء كل يومٍ، وكانت هذه الأوقات الفسحة الوحيدة لاجتماع العائلة في الحرب التي سرقت كل شيءٍ وأشغلت أبنائه في إغاثة الفقراء.

تلسعه حرقة القلب وهو يحكي عن قسوة الفراغ على حياته "تربيت وحيدًا، وزوجني والدي مبكرًا حتى يكون لدي أولاد، فكافحت كثيرًا، في حياتي وبنيتُ عمارة من ستة طوابق حتى نبقى عائلة واحدة مترابطة، حتى ابنائي المتزوجين يفطرون معي على مائدة واحدة، ويجلسون معي في المساء، ثم تجد نفسك لوحدك، كنت أضع طاولتين على المائدة والآن أجلس أمام طبق، لا يتركوني أفعل أو أحمل أشيء، حملوا عني المسؤولية والآن عدت لأحملها لوحدي".

لم يتوقع أبو مهادي أن يستهدف أبنائه لأجل عملهم الإنساني والإغاثي، يقف القهر على صدره قائلا: "لم يحدث على مدار التاريخ أن يقوم جيش باستهداف المدنيين بهذا الشكل. ابنائي حصلوا على شهادا


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد إبراهيم أبو مهادي أم صلاة

كانت هذه تفاصيل "إبراهيم أبو مهادي"... أمُّ صلاة الجنازة على أبنائه السِّتَّة وعاد لبيته وحيدًا نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم