اخبار عربية - ترند السعودية - ترند مصر

كتب الشروق أونلاين حتّى يكون رمضانُ شاهدا لك..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي حتّى يكون رمضانُ شاهدا لكسلطان بركاني2025 03 0310قبل أسابيع قليلة، كان الحديث في بيوت الله، وعلى كثير من مواقع التواصل الاجتماعيّ، عن حسن استغلال شهر شعبان في... , نشر في الأثنين 2025/03/03 الساعة 10:51 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

حتّى يكون رمضانُ شاهدا لك

سلطان بركاني

2025/03/03

1

0

قبل أسابيع قليلة، كان الحديث في بيوت الله، وعلى كثير من مواقع التواصل الاجتماعيّ، عن حسن استغلال شهر شعبان في الاستعداد لرمضان، وما هي إلا أيام قليلة توالت سريعا، حتى أمسى شعبان خبرا من الأخبار.. وكما مرّت أيام شعبان سريعا، ستنفلت أيام رمضان كلمح بالبصر، وإن طالت بنا الأعمار سنجد أنفسنا بعد أيام معدودة نسمع حديثا عن وداع رمضان ونحصي الساعات الأخيرة لضيفنا العزيز.. ثلاثون يوما ستمرّ سريعا، وكثير من عباد الله سيتحسّرون على أنّ رمضان ربّما يكون شاهدا عليهم، كيف لا وقد انسلّ من بين أيديهم ولم يغيّروا في حياتهم ولا في عاداتهم شيئا، لا شيء تغيّر في قلوبهم أو أرواحهم أو أنفسهم أو برامجهم أو عاداتهم.

طالما أنصح نفسي أولا وكلّ أخ مسلم تقع عينه على ما أكتب، بأننا إن أردنا حقيقة وصِدقا أن نحسن استغلال رمضان، فينبغي أن يقنع كلّ منّا نفسه بأنّ الأمر يتعلّق برمضانه الأخير الذي كتب له في عمره، وأن يجتهد في أن يصومه صيام مودّع.. سلفنا الصّالح ما أفلحوا ونجحوا واستقاموا على طاعة الله، إلا حينما قصُرت آمالهم وكانوا يتعاملون مع كلّ فرصة على أنّها الأخيرة؛ كان الواحد منهم إذا أحرم بصلاة جعلها صلاة مودّع، وإذا أقبل عليه رمضان صامه صيام مودّع، وإذا أراد أن يتصدّق تصدّق صدقة من تطوى صحيفته بعدها، وإذا قصد الحجّ حجّ حجة مودّع، وإذا عمل أيّ عمل، عمله كما لو أنّه سيلقى الله بعده ليسأله عنه.. فأهمّ سبب يعينك -أخي المؤمن- على حسن استغلال رمضان، أن تجعله رمضان الوداع.

وقبل هذا السّبب المهمّ، ينبغي أن تجعل على رأس أهدافك: أن تتصالح فيه مع القرآن وتتخذه صاحبا وأنيسا وتداوي به قلبك.. اجعل القرآن رفيقك وأنيسك في أيام وليالي رمضان، واستغْن به عن لغو مواقع التواصل وجلسات المقاهي.. أقنع نفسك بأنّ الحياة مع القرآن هي أسعد وأمتع وأنجح حياة، والحياة بعيدا عن القرآن هي أوحش وأتعس حياة: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا)). يقول أحد الصّالحين: “ما رأيت أحداً تعلق بالقرآن مخلصًا، إلا أُعطي هيبة ومحبة في قلوب الخلق، مع سعة في الرزق والعقل، وبركة في العمر، وطيب العِشرة وحُسن الخُلق”.

رمضان أنسب موسم للتصالح مع القرآن، وبدء حياة جديدة يكون القرآن أساسها ومحورها، ووالله إنّها لأسعد حياة، كيف لا والقرآن كتاب مبارك، ما آثره عبد على أشغال ومشاغل الدّنيا إلا ملأ حياته نورا وبركة وأنسا وسعادة، وما هجره عبد لأجل دنياه إلا ملأ الله يديه شغلا ونزع البركة من أوقاته وتركه لنفسه وشيطانه يقودانه إلى الملهيات واللغو والشهوات.. العيش مع القرآن جنّة عاجلة. القرآن ملجأ كل مبتلى ومهموم ومحزون، إن قرأته أو استمعت إليه بتدبر شعرت بأنّ قد ظفرت بما كان ينقصك وتبحث عنه؛ تمر بآية تداوي جرحك، وأخرى تذكّرك بالجّنة فتشتاق إليها، وثالثة تخوّفك من النّار فتحذرها، وآية تصبّرك على ابتلاء نزل بك فتتسلّى، وآيات تجعلك تعيش مع الأنبياء فيما عانوه وكابدوه مع أقوامهم فتأنس في غربتك ووحشتك بين النّاس من حولك.

القرآن كتاب مبارك، وكلّ وقت يحلّ فيه القرآن يملأ بالبركة. اقرأه في نهار رمضان، لكن لا تنس أنّ الليل هو أنسب أوقاته. حينما تحدّثك نفسك بالنوم الطّويل أو الدخول إلى مواقع التواصل أو السهر في المقهى، في ذلك الوقت، خالف هوى نفسك، وقم لله في صلاة التراويح، واصبر إلى آخر تسليمة، وليس ذلك فحسب، بل قم في وقت السحر لتصلي خاليا وترتّل كلام ربّك وتستغفر وتدعو، فوقت السّحر من أثمن وأعزّ أوقات رمضان، وهو وقت قرب وخشوع وتنزّل للرّحمات، وأقرب ما يكون العبد إلى عفو ربّه ورحمته وإلى إجابة دعواته وتحقيق أمنياته ونيل مطالبه، في الليل، خاصة الثلث الأخير منه، خاصّة إذا خشع القلب ودمعت العين واستحضر العبد ضعفه وتقصيره في حقّ ربّه وشدّة حاجته إلى عفو مولاه ورحمته.

ومن أهمّ الوسائل المعينة على حسن استغلال رمضان –كذلك-: الحرص على الوقت والبخل به؛ فكن حريصا على وقتك، ولا تنس أنّ رمضان ساعات معدودة: 720 ساعة غالية تمضي سريعا، وقد لا تدركها مرّة أخرى.. كن بخيلا بوقتك، أبواب الجنّة مفتّحة، والقسوة التي غلّفت قلبك تحتاج إلى حسنات كثيرة لتزيلها.

إذا دخلت إلى مواقع التواصل فليكن دخولك لوقت قصير تستفيد فيه خيرا أو تنشر نفعا أو نصيحة، وإذا جلست مع إخوانك في المقهى فليكن ذلك لوقت قصير، فكلّ شيء يمكن تداركه وتعويضه، إلا رمضان إن كتب الله لك أنّه رمضانك الأخير فلن تستطيع تعويضه.

صم بالليل عن الحرام كما تصوم بالنهار، واحذر أن تحرق بالليل ما تجمعه بالنهار.. عينك لا تنظر بها إلى ما يسخط الله، ولسانك لا تغتب به إخوانك، وأذنك لا تسمع بها غيبة أو زورا.

رمضان أنسب وقت لتداوي نفسك من مرض الشحّ وتغسلها من درن البخل، فأنفق -أخي المؤمن- ولا تخش الفقر، فالصدقة لين في القلب وبركة في الرزق والأولاد، وحفظ في النفس والمال والأهل والولد. والصدقة على الأرامل واليتامى خاصّة من أعظم ما يزيل قسوة القلوب ويغفر الذّنوب ويبلّغ الدرجات العالية في الجنّة.. ربّما تمرّ أيام رمضان فتحصي نفقاتك فتجد أنّك أنفقت خمسة ملايين وربّما عشرة على ألوان الطّعام، بينما لم تتصدّق ولو بألف دينار!

ليكن لك حظّ من تفطير الصّائمين، خاصّة الفقراء منهم. فمن فطّر صائما كان له مثل أجره.. ولا تنس وأنت تصوم وتقوم وتتلو القرآن وتتصدّق، لا تنس أن تصطحب أسرتك معك. لا تنس زوجتك، لا تجعلها تظنّ أنّ مهمّتها الوحيدة في رمضان هي إعداد الإفطار والسحور. اجعلها تشعر بأنّها الأخرى مدعوة إلى مائدة رمضان، إلى القرآن والتراويح والقيام والتهجّد، إلى إصلاح علاقتها بالله، إلى إصلاح همّها، فليس همّها أن ترضي الجارات والصديقات والقريبات، إنّما همّها ينبغي أن يكون رضا مولاها وخالقها، ثمّ رضا زوجها، ثمّ صل

المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)

كانت هذه تفاصيل حتّى يكون رمضانُ شاهدا لك نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -

تصفح النسخة الكاملة لهذا الموضوع

تابع نبض الجديد على :
اهم الاخبار في اخبار عربية اليوم