كتب فلسطين أون لاين المُحرَّر عثمان بلال.. استشعار غير مسبوق لرمضان والحرية..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة هدى راغب على الرغم من معاناة الأسر لسنواتٍ طويلة، وبالرغم من تحرّره ضمن صفقة طوفان الأحرار وإبعاده إلى جمهورية مصر العربية بعيدًا عن أهله ووطنه، فإن عثمان بلال خرج من الأسر وهو يرى التحرير قريبًا، إذ كاد رجال الله ينسجون خيوط فجره.يقول بلال... , نشر في السبت 2025/03/08 الساعة 06:24 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ هدى راغب:
على الرغم من معاناة الأسر لسنواتٍ طويلة، وبالرغم من تحرّره ضمن صفقة طوفان الأحرار وإبعاده إلى جمهورية مصر العربية بعيدًا عن أهله ووطنه، فإن عثمان بلال خرج من الأسر وهو يرى التحرير قريبًا، إذ كاد رجال الله ينسجون خيوط فجره.
يقول بلال لصحيفة "فلسطين": "وما النصر والتحرير إلا صبر ساعة، قناعة راسخة لا مجرد عزاء للنفس أو قناعات غيبية. على الصعيد الشخصي، أخرج بطاقةٍ كاملة وثقةٍ كبيرة، وأؤمن بأن خدمة المشروع الكبير للتحرير فرضٌ على الجميع، بجميع الاتجاهات والمجالات".
الخمسيني بلال، ابن مدينة نابلس، نشأ في أسرة متديّنة، واعتُقل مرتين؛ الأولى عام 1993 لمدة عام، والثانية عام 1995، حيث حكمت عليه المحاكم الإسرائيلية بالسجن مدى الحياة، لكنه أُفرج عنه في فبراير الماضي ضمن صفقة طوفان الأحرار.
لم يسلم بلال من التعذيب وإجراءات التحقيق القاسية في المرتين، بسبب التهم الموجهة إليه والمتعلقة بـ العمل العسكري. بعد صدور الحكم ضده، بدأ يشعر بالفقد لمعظم نواحي الحياة، وفقًا لطبيعة كل مرحلة، سواء على الصعيد الشخصي أو العام.
ويذكر بلال أنه خلال انتفاضة الأقصى أو خلال الاعتداءات الإسرائيلية على شعبه، أو حتى في مبادرات المقاومة القوية، كان افتقاد الحرية يتجسد في عدم قدرته على حمل السلاح.
ويقول: "في أفراح وأتراح أهلك، تفتقد الحرية التي تعني وجودك بينهم ومشاركتهم لحظاتهم، وفي لحظات الضيق النفسي، تتجسد الحرية في مجرد السير في الشارع، وفي الإضرابات عن الطعام وحالة التجويع المستمرة منذ الطوفان، تصبح الحرية مجرد وجبة طعام مشبعة".
خلال فترة اعتقاله الطويلة، لم يكن بلال يعاني من أي أمراض مزمنة أو آثار طويلة المدى لإصابات ما قبل الأسر، لكنه يعاني حاليًا من ضعف عام نتيجة حالة التجويع التي فرضتها سلطات الاحتلال بعد الطوفان المبارك، إضافة إلى إصابة في الركبة نتيجة الاعتداءات على الأسرى داخل السجون.
وعن كيفية قضائه لفترة الأسر، يصمت بلال قليلًا، ثم يقول: "فترة الأسر هي معظم ما أمضيته من حياتي، لذا من الصعب اختزالها في كلمات. لكن بشكل عام، قضيتها منسجمًا مع قناعتي بالأسباب التي أدّت بي إلى الأسر، وهذا ما منحني القوة لمواجهة صعوباته، وحافظ على سلامتي النفسية في جحيم السجون".
ويرى بلال أن الأسر يعطّل القدرة على الاستمرار بالحياة الطبيعية، مما يعني بالضرورة تعطيل القدرة على الإنجاز، سواء على المستوى الشخصي أو العام. لكن الأسرى لم يستسلموا، بل خاضوا معارك إرادة وحققوا إنجازات لم يكن من الممكن تحقيقها إلا بعزيمة قوية ولطفٍ من الله.
يضيف بلال: "بعض الأسرى أكملوا دراستهم العليا رغم حظر السجان لذلك، وآخرون تمكنوا من الزواج والإنجاب عبر النطف المهربة، فبالنسبة لنا، لم يكن الزمن هو العامل الأهم، بل الإنجاز نفسه، بصرف النظر عن الوقت الذي استغرقه تحقيقه".
ويشير إلى أن الأسير والمفكر وليد دقة عبّر عن هذه الحالة بشكل دقيق عندما وصف حياة الأسرى بـ "الزمن الموازي"، وتناولها بإسهاب في روايته التي تحمل العنوان ذاته.
يؤكد بلال أن الأسير إذا فقد توقعه للحرية، فقد الأمل، وهذا يُشكّل كارثة نفسية على الأسير ومحيطه. لذلك، يطور الأسير نظامًا نفسيًا دفاعيًا يجعله دائم البحث عن الأمل كوسيلة للبقاء متوازنًا والنجاة من واقع الأسر القاسي.
يقول بلال: "أحد تقنيات هذا النظام الدفاعي هو ضرورة توقع الحرية، وقد كان هذا التوقع حاضرًا لدي دائمًا، مع تفاوت درجاته وفقًا للمصدر، سواء كان خبرًا واضحًا، أو رؤيةً في المنام، أو حتى مجرد شعور غامض".
ويضيف: "تراوحت قوة توقعي للحرية بين كبيرة وضعيفة، حسب المصدر الذي استند إليه، إلى أن جاء الطوفان، ورأينا كيف دخل رجال الله إلى الغلاف، فانتقلتُ إلى حالة اليقين المطلق بأن القدر يتحقق أمام أعيننا، وهذا ما نحياه حتى هذه اللحظة".
أما عن رفاقه الذين ما زالوا في الأسر، فيؤكد بلال "أن الزمن لا يعود إلى الوراء، وأن حريتهم قريبةٌ وفي متناول اليد".
هذا العام، يعيش بلال رمضان باستشعار غير مسبوق لنِعم الله، حيث يُجري مقارنات بين حاله الآن وما كان عليه في الأسر، ما يدفعه لتقدير كل تفصيلةٍ، صغرت أو كبرت.
يقول: "رغم القضايا الكبرى التي تشغلنا، مثل وقف الحرب وإعادة إعمار غزة، إلا أن الشعور بنِعم الله هو الأكثر حضورًا في داخلي، وهذا يستوجب شكرًا لا أستطيع تأديته كما يجب" .
المصدر / فلسطين أون لاين
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل المُحرَّر عثمان بلال.. استشعار غير مسبوق لرمضان والحرية نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :