كتب الشروق أونلاين الحلقة التاسعة: حول منهجية شحرور..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي القرآن والحداثةالحلقة التاسعة حول منهجية شحرورعلي حليتيم2025 03 0920يقول شحرور “المغالطة الكبرى هي أننا نريد أن نفهم الإسلام فنرجع من القرن العشرين إلى القرن... , نشر في الأحد 2025/03/09 الساعة 04:42 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الرأي
القرآن والحداثة
الحلقة التاسعة: حول منهجية شحرور
علي حليتيم
2025/03/09
2
0
يقول شحرور: “المغالطة الكبرى هي أننا نريد أن نفهم الإسلام فنرجع من القرن العشرين إلى القرن السابع في طريقة تفكيرنا…” ويقول: “لا نلوم أصحاب التفاسير التراثية في القرنين السابع والثامن الميلاديين على ما لم يفهموه من كتاب ربهم بسبب قصور أرضيتهم المعرفية”، ويقول كذلك: “إن كتاب الله -عز وجل- مثل الكون الذي خلقه الله –تعالى- مضبوطا ضبطا دقيقا بحيث لا توجد كلمة خارجة أو زائدة أو ناقصة”.
بهذه المقدمات ضد المنهج التي يسميها منهجية، ضحك محمد شحرور على ذقون المغفلين من أتباعه وراح يعبث في كتاب الله -عز وجل- يمينا وشمالا، ويتعمد أن يخترق كل الأصول العلمية والعقائدية والتاريخية من أجل طرح ما يسميه هو “قراءة معاصرة” وما يمكن أن نسميه نحن -موافقة لنصر حامد أبو زيد- “الأوهام المعاصرة” أو “الزيف المعاصر”، لأن هذه المقدمات تحوي من المغالطات الشيء الكثير؛ أولها: أن القرآن العظيم كتاب هداية وليس كتاب علوم كما فصلنا ذلك في كتابنا “حدود الأشياء”، بل كما ذكره القرآن نفسه في ثاني صفحة في المصحف الشريف، حيث يقول –تعالى-: ((الٓمٓ (1) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدًى لِّلۡمُتَّقِينَ (2)))، وتكرر الربط بين الهداية والقرآن عشرات المرات. وذكر القرآن أن الكتب السابقة جاءت لهداية الناس وأن القرآن العظيم الذي يأمر البشرية بالعلوم والنظر في الكون لم يأتها هو نفسه بهذه العلوم بل جاءها بالهداية إلى الله وحثها على النظر في الكون الذي هو الكتاب الهدائي الثاني إلى الله. لكن القرآن لم يذكر ما في كتاب الكون من علوم ومعارف إلا إشارات قليلة يعبر عنها العلماء بمصطلح الإعجاز العلمي في القرآن، بينما ترك اكتشاف الباقي إلى العقل البشري الذي خلقه الله لأجل ذلك. ومن ثم نصل إلى المغالطة الثانية وهي أن فهم القرآن لا يلزمه العلوم غير المحصورة -على حد تعبير الأستاذ يوسف سمرين- وهي علوم الكون والكائنات، لأنها تتوسع دون حد، وإنما الواجب في فهمه العلوم المحصورة: علوم اللغة العربية والقواعد العقلية والمنطقية التي يشترك فيها المؤمنون وغير المؤمنين.
ولا شك أن الذين يشتغلون على القرآن العظيم سيجدون من المفيد جدا أن يتسلحوا بالعلوم الإنسانية المعاصرة كعلم النفس وعلوم التربية والاجتماع من أجل تطوير المعارف القرآنية وإعطائها أبعادا علمية معاصرة، لكنه سيكون من التعسف الزعم أن قول الله -عز وجل- في سورة الشمس: ((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8))) يحوي نظرية كاملة في علوم النفس. إن التفسير العلمي لهذه الآية معروف منذ القرن السابع ويفهمه كل عربي يقرأ هذه الآية، ويفهمه كل أعجمي يقرأ ترجمتها إذا ترجمت بشكل سليم، ولا مانع بعد ذلك أن نعطيها امتدادات نفسية أو تربوية وفق العلوم والمعارف المعاصرة، ولكن بشرط ألا تصادم تلك الامتدادات المعنى اللغوي الأول لهذه الآية، وبشرط أن لا ندعي أن الآية تحوي كل تلك العلوم. لكن شحرور يأتي على اللغة العربية باسم العصر كذلك هدما وتضليلا فيقول بالحرف الواحد في كتاب “تجفيف منابع الإرهاب”: “لا يمكن فهم أي نص لغوي إلا على نحو يقتضيه العقل”، فاتحا بذلك المجال للعبث بالنص القرآني، فالمفردة القرآنية ليست إلا مناسبة عند شحرور ليربطها بما لا صلة لها به أبدا، فالنساء تعني عنده الموضة، لأن كلمة نساء جاءت من النسيء وهو التأخير، والتأخير يعني أن هناك أشياء متقدمة ومتأخرة، والأشياء المتأخرة هي الموضة، فالنساء في الآية تعني الموضة! وكذلك البنين تعني الأبنية وليس الأبناء، والزنا هو الفاحشة العلنية لأنه أخذ معنى الزنا من قول أهل الشام: “أنت بتزني على راسي”! يعني تحدث ضجيجا، فالفاحشة العلنية زنا وهي حرام والفاحشة السرية ليست حراما عند شحرور.
لينتهي في الأخير إلى أن فهم آيات التنزيل لا يكون إلا وفق العصر ومعارفه دونما حاجة إلى اللغة ومعاجمها وقواعدها ولا إلى علوم التفسير ولا حتى إلى رسول الله -صلـى الله عليه وسلم- الذي يقول شحرور إنه كان مبلّغا دون أن يدرك حقيقة ما يبلغه، وأننا لسنا بحاجة إليه في تفسير آيات التنزيل! في عصر هو الحاكم والوحي هو المحكوم عليه، والوحي هو الشكل والإطار والعصر هو التفسير والمعنى، دونما ضرورة لرابط منهجي أو نسق علمي. والهدف الأخير حسب عبارات شحرور نفسه هو اختراق الأصول وتغييرها؛ ولذلك رحبت به كل الطوائف والتيارات والدول التي تريد أن تغير الإسلام وتهدر مرجعيته.
شارك المقال
شاهد الحلقة التاسعة حول منهجية شحرور
كانت هذه تفاصيل الحلقة التاسعة: حول منهجية شحرور نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.