كتب النيلين السودان … إستشراف المستقبل بعد الحرب..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد 1 ظل السودان منذ استقلاله في يناير من العام 1956م، يعاني عدم الاستقرار السياسي ويدور في فلك الثورات الشعبية وفترات الحكم الحزبي ذات الطابع التعددي الديمقراطي ثم الانقلابات العسكرية، مما جعل هذه الصيرورة تقوده لحالة عميقة من القلق والتململ... , نشر في الأربعاء 2025/03/12 الساعة 02:03 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
(1) ظل السودان منذ استقلاله في يناير من العام 1956م، يعاني عدم الاستقرار السياسي ويدور في فلك الثورات الشعبية وفترات الحكم الحزبي ذات الطابع التعددي الديمقراطي ثم الانقلابات العسكرية، مما جعل هذه الصيرورة تقوده لحالة عميقة من القلق والتململ السياسي، لينتهي به المطاف بعد (67) عامًا من نيل استقلاله إلى حرب داخلية دمرت السودان وأفقرت …(1) ظل السودان منذ استقلاله في يناير من العام 1956م، يعاني عدم الاستقرار السياسي ويدور في فلك الثورات الشعبية وفترات الحكم الحزبي ذات الطابع التعددي الديمقراطي ثم الانقلابات العسكرية، مما جعل هذه الصيرورة تقوده لحالة عميقة من القلق والتململ السياسي، لينتهي به المطاف بعد (67) عامًا من نيل استقلاله إلى حرب داخلية دمرت السودان وأفقرت شعبه.
خلال هذه الفترة كانت الأحزاب السودانية تتعاقب على الحكم في فترات ما عرف بالديمقراطية الأولى، ثم الثانية، فالثالثة، ولكنها ما تلبث بضع سنين إلا ويتحول بأسها بينها شديد حتى تنفك عُراها وتضعَف قدرتها لتتدحرج الأمور مُؤذنة بانقلاب عسكري جديد يقف من خلفه أحد هذه الأحزاب.
إن واحدة من أوضح مشكلات السودان هي أحزابه التي تشكلت مع مخاض وتفاعلات الصراع من أجل الاستقلال من خلفيات شتي متأثرة بظلال الخارج أكثر من احتياجات الداخل وتطلعات السودانيين ، فهي تتحمل وزراً كبيراً من هذه المآلات المخيبة للآمال كونها تعاني ضعفاً بيناً في بنيتها التنظيمية وفي برامجها العامة وخطابها السياسي ، ومن أخطر ما قامت به بلا وعي منها أنها أعلت من سقف الخطاب السياسي الدعائي عوضًا عن الخطاب التنموي الاقتصادي ، لأنها تقدم نفسها من منطلقات أيديولوجية بحتة يميناً ويساراً أكثر من أن تقدم برامج متعلقة بحياة الناس ومعيشتهم ورفاههم، وهذا يقود إلى ضرورة أن تعيد هذه الأحزاب صياغة نُظمها بعد الحرب بما يجعلها أحزاباً برامجية تقدم ما ينفع الناس لا ما تدفعها إليها منطلقاتها الفكرية التي لم يعد أغلب الناس على اهتمام بها . وبتتبع تلك الحقبة يتضح أن فترات الحكم العسكري كانت هي الأطول استمرارًا والأكثر انضباطاً والأوفر إنجازاً، بينما كانت فترات حكم الأحزاب على النقيض من ذلك تتسم بالفوضى والضعف وعدم القدرة على اتخاذ القرار حتى تأثرت سيادة السودان وإرادته جراء تلك الحالة من الصراع العدمي الذي استنزف موارد البلاد وأبقاها في دائرة النزاعات المستمرة.
وفي سياق الصراع السياسي بين الأحزاب تمكنت الجبهة الإسلامية من أن تتغلغل في المجتمع في ظل غياب الآخرين محدثة فيه تحولًا ملموساً مكنها من بلوغ السلطة عبر الانقلاب العسكري المعروف بثورة الانقاذ الوطني في يونيو (حزيران) من العام 1989م، لتصنف الأطول مكوثاً في حكم السودان الحديث، والأبقى أثراً عبر ما افترعت من مشروعات كبرى لا تخطئها عين، رغم أنه كان بمقدورها أن تنجز أكثر مما فعلت وأن تقود بنفسها عملية ترقية الممارسة السياسية لتؤسس استقرار السودان وفقاً لمفهوم التداول الانتخابي السلمي للسلطة .وخلال فترة حكمها الممتدة ثلاثين عامًا شهدت البلاد انفصال جنوب السودان الذي أدى إلى تدهور اقتصادي انتهى باندلاع ثورة 19 ديسمبر من عام 2018م، التي أنهت تلك الفترة من الحكم، ودخول السودان مرحلة جديدة تم فيها تشكيل المجلس العسكري الانتقالي ثم مجلس السيادة الانتقالي في 2019م.
كان حراك 19 ديسمبر في بعده الشعبي عند الناس العاديين تعبيراً صادقاً يبحث عن الأفضل، حيث امتلأت الميادين بالثوار والأشرعة بالأمل والأحلام الوردية، غير أن التدخلات الدولية والمطامع الإقليمية أجهضت تلك الأحلام في مهدها، حين رفعت مجموعات سياسية صغيرة لهرم السلطة وملكتهم أمر السودان في تزاوجٍ قسري بينهم وبين المجموعة العسكرية عبر ما عرف بالوثيقة الدستورية التي أسست لفترة انتقالية تقاسمت السلطة فيها تلك المجموعة الصغيرة مع المكون العسكري.
وبمجرد تسلم عبد الله حمدوك منصب رئيس الوزراء وهذه المجموعة الصغيرة للسلطة سرعان ما تكشف للسودانيين أنهم بلا خطط وبلا رؤية للإجابة على ما بعد هتاف الثورة الشهير (تسقط بس) .
كان تحالف الحرية والتغيير يضم عددًا من الكيانات الحزبية الصغيرة التي هي في الواقع كيانات احتجاجية تجيد الاحتجاج والاعتراض أكثر من أن تكون على دراية بأدوات بناء الدولة وإدارة شأن الناس. انطلقت هذه المجموعة من رغبة جامحة في التشفي والانتقام قادتها لتكوين لجنة إزالة التمكين التي ضربت بالقانون عرض الحائط، وأصبحت هي القاضي والجلاد، فتعدّت على أملاك الناس وصادرتها وأخذتهم بشبهات لا ترقى لتمثل بينات إدانة، وما كان بمقدور أحد ان يستأنف أو يراجع شيئاً من قراراتها الجائرة.
لقد صادر دعاة الحرية والديمقراطية حتى حق الناس في التظاهر ، حين خرج محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة وقتها متحدثًا وعلى رؤوس الأشهاد إثر خروج مجموعة من المواطنين في تظاهر سلمي قائلاً (إن هذا ممنوع ونحن وحدنا من يحق له أن يتظاهر)! بالطبع لم تصمد تلك التوليفة المعيبة كثيراً ولم تسعفها عملية صناعة الصورة الإعلامية التي بذل فيها الخارج أمولاً ضخمة مصورةً للسودانيين أن عبد الله حمدوك هو المخلص والمنقذ للسودان وشعبه .
(2)الاتفاق الإطاري واندلاع الحرب:تفاقمت الأوضاع لاحقاً حين تكشفت التحالفات الخفية، وبدأ التقارب يظهر للعلن أكثر وضوحاً بين أحزاب الحرية والتغيير و نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الذي بدل تحالفه مع الجيش للاصطفاف مع تلك المجموعة، فيما فهم وقتها على أنه استجاب لضغوط دولية مورست عليه، وولد ذلك التحول شكوكًا متزايدة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي مضت في توسيع علاقتها مع تحالف الحرية والتغيير ، حتي أعلنت تطورات تلك العلاقة الآثمة عن ميلاد ما يعرف بالاتفاق الإطاري الموقع في الخامس من ديسمبر 2022م، كان الاتفاق الإطاري محاولة لإعادة التقارب بين العسكريين والمدنيين مرة أخرى، وقد نشطت في توقيعه جهات إقليمية ودولية متمثلة في الآلية الثلاثية (الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد) بجانب الرباعية التي تضم المملكة العربية السعودية وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة. بدا واضحاً أن المجموعة الموقعة على الاتفاق من تحالف الحرية والتغيير تعول كثيرًا عليه باعتباره فرصة لعودتها للسلطة ويتضح ذلك من خلال تصريحات بعض قيادات هذا التحالف، حيث صرح أكثر من مسؤول متوعدًا ومهددًا بعواقب عدم إقبال الجيش على التوقيع النهائي على الاتفاق الذي أعطى حصانات واسعة لقوات الدعم السريع مقابل التضييق على القوات المسلحة والنص على هيكلتها وتفكيك مؤسساتها الاقتصادية، ووقف بابكر فيصل القيادي بحزب التجمع الاتحادي وتحالف ( قحت) في ندوة مشهودة لإعلان موقف تحالفه قائلًا (إما أن توقع القوات المسلحة على الاتفاق الإطاري أو ترضى بالحرب )!
سيناريوهات نهاية الحرب:الآن تكاد الحرب التي شنتها ميليشيا الدعم السريع تكمل عامها الثاني مخلفة آثار كارثية يدفع ثمنها السودانيون بكثير من المشقة والجلد، فالملايين شردوا من البلاد ما بين نازح ولاجئ وهم في انتظار أن يحسم الجيش السوداني ومن يقاتل في صفة من متطوعي المقاومة الشعبية والقوات المشتركة المعركة ضد من اغتصب نساءهم وسرق أموالهم واحتل بيوتهم، فالحرب ما تركت بيتاً في السودان إلا ودخلته بأبشع الانتهاكات وأشد الفظائع.وعلى الرغم من انتظار الشعب السوداني لنصر عسكري كاسح ازدادت إمكانيته أكثر بعد التطور الأخير الذي أحدثه الجيش في العمليات العسكرية بإتباعه لإستراتيجية إنهاك الدعم السريع وضرب القوة الصلبة فيه مع تحرك محسوب لتقليل الخسائر البشرية في صفوفه، الأمر الذي مكن الجيش السوداني من عبور عدد من الجسور المهمة التي تربط العاصمة المثلثة في عمليات نوعية، ووسع نفوذه في مناطق جديدة بتحريه لكامل محليات بحري وشرق النيل وغالب أمدرمان والخرطوم و سنار والفاشر والنيل الابيض متوجاً هذه الإنتصارات قبل ذلك بتحرير مدينة ود مدني التي مثلت ضربة موجعة لميليشيا الدعم السريع ودالة على تراجعها وانحسارها الأمر الذي يعجل بمعركة التحرير الأخيرة فيما تبقي من ولاية الخرطوم التي باتت وشيكة وفقًا لمعطيات ميدانية وعسكرية .
وعلى الرغم من ذلك فإن جهوداً للحل التفاوضي قد بُذلت أبرزها المبادرة السعودية والمبادرة التي اطلقتها تركيا مؤخراً، فقد استطاعت المملكة العربية السعودية أن تجمع الجيش وممثلين للميليشيا بعد شهر واحد من اندلاع الحرب، ووقع إثر ذلك إعلان جدة الذي اشتمل على (3) شروط و ( 21) التزامًا، غير أن ميليشيا الدعم السريع لم تلتزم بأي مما ورد في ذلك الإعلان، حيث خرقت أغلبها باستباحتها للأعيان المدنية واستخدامها لأغراض عسكرية، بجانب استهداف المدنيين واعتقالهم وتعذيبهم وفق ما أظهرته تقارير المنظمات الدولية الحقوقية، وروايات الناجين من ويلات معتقلات وسجون ميليشيا الدعم السريع التي ملأت العاصمة الخرطوم، حتي أنها حولت منازل المواطنين ومساكنهم واستخدمتها كمعتقلات وسجون إضافية يقبع فيها مئات الآلاف ويموتون فيها لانعدام الغذاء والدواء . ومع ذلك فإن انتهاء الحرب بأي من المسارين في أي وقت يظل أمراً وارداً خصوصًا بين يدي المبادرات الكثيرة التي تطرح كمؤشر لتوجهات المجتمع الدولي الذي فضحت هذه الحرب مواقفه الأخلاقية لكونه لم يقابلها بما تستحق من الاهتمام. فالمسار الأول هو الانتصار العسكري الحاسم، وهو الأمر الذي ينتظره السواد الأعظم والأكثرية من السودانيين، والثاني هو إنهاء الحرب عبر مسار العملية التفاوضية، وهنا يجب الأخذ في الاعتبار توجه ورغبات السودانيين الرافضة للميليشيا والداعمة للجيش خلال هذه الحرب، وانعكاس ذلك وتأثيره على القرار المتعلق بالتفاوض، فالإصرار الشعبي الشديد على إنهاء أي وجود أو دور مستقبلي لميليشيا الدعم السريع صغُر أم كبُر، كونها مجموعات مرتزِقة وعميلة تنفذ أجندة معادية للوطن، مما دفع الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة للتعبير عن ذلك أكثر من مرة مصرحاً ( أنهم لن يكونوا طرفاً في أي أتفاق يعيد إنتاج الميليشيا مرة أخرى)، وهذا يعني أن الخيارات التي يمكن أن تعيد الميليشيا في المستقبل بأي شكل وبأي حجم خيارات صعبة ، و ستكلف قيادة الجيش الحالية الكثير إن هي أقدمت عليها ، فالميليشيا في واقع الأمر لا تحارب الجيش وحده و إنما تخوض حرباً ضد الشعب السوداني الذي تصاعدت مشاعره العدائية تجاه ميليشيا الدعم السريع لتصبح حالة مجتمعية شاملة من المستحيل تجاوزها . عليه فإن المؤشرات الدالة على نهاية الحرب وانتصار إرادة الشعب السوداني باتت هي الأقرب والأكثر إمكانية وفي فترة زمنية لن تطول بإذن الله.
ماذا بعد الحرب:إن الحرب التي شنتها ميليشيا الدعم السريع على الرغم من بشاعتها ودمارها للسودان يمكن أن تمثل علامة فارقة ونقطة تحول في تاريخ السودان الحديث تُصحح فيه كثير من المفاهيم وت
شاهد السودان إستشراف المستقبل بعد
كانت هذه تفاصيل السودان … إستشراف المستقبل بعد الحرب نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النيلين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.