رحلة المحرِّر "أبو طويلة" من أقبية التَّعذيب إلى أنقاض منزله.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


رحلة المحرِّر أبو طويلة من أقبية التَّعذيب إلى أنقاض منزله


كتب فلسطين أون لاين رحلة المحرِّر "أبو طويلة" من أقبية التَّعذيب إلى أنقاض منزله..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة جمال محمد في كل مرة يتحسس الأسير المحرر محمد أبو طويلة جسده، يشعر وكأن ألسنة اللهب لا تزال تلتهمه.فالجروح التي تركتها سياط التعذيب، والحروق العميقة التي سببتها المواد الحارقة على جلده، كلها تذكّره بالجحيم الذي مرّ به في سجون الاحتلال... , نشر في الخميس 2025/03/13 الساعة 05:48 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ جمال محمد:

في كل مرة يتحسس الأسير المحرر محمد أبو طويلة جسده، يشعر وكأن ألسنة اللهب لا تزال تلتهمه.





فالجروح التي تركتها سياط التعذيب، والحروق العميقة التي سببتها المواد الحارقة على جلده، كلها تذكّره بالجحيم الذي مرّ به في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

لم تكن تلك الأشهر الثلاثة في الأسر مجرد وقتٍ قضاه المحرر أبو طويلة بعيدًا عن عائلته، بل كانت رحلة بين الألم والمعاناة، حيث تحوّل جسده إلى ساحة تعذيب بلا رحمة.

بالكاد يستطيع أبو طويلة، ابن حي الشجاعية شرق مدينة غزة، إبقاء عينه اليسرى مفتوحة، فهي لا تزال تدمع باستمرار بعد أن سُكبت عليها مادة حارقة خلال فترة التحقيق معه.

ويقول المحرر أبو طويلة، بصوت منهك لصحيفة "فلسطين": "أشعر وكأن النار لا تزال مشتعلة على جلدي، لا يوجد علاج، كل المستشفيات دُمّرت، وكل ما أملكه هو القليل من الماء البارد الذي أضعه على الحروق لتخفيف الألم".

بداية العذاب

في العشرين من مارس 2024، لم يكن المحرر محمد يعلم أن ليلته ستنتهي في قبضة الاحتلال، فقد كان نازحًا مع عائلته إلى عمارة "المعتز 1" قرب دوار أنصار، بعدما أصبحت الشجاعية ساحة حرب مفتوحة.

لكن الهدوء النسبي لم يدم طويلًا، فعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، والقول لأبو طويلة، بدأت قوات الاحتلال بمحاصرة المنطقة، وكانت الطلقات النارية والقذائف تنهمر بلا توقف، حتى توقفت دبابة إسرائيلية أمام البرج، معلنةً بدء عملية اقتحام وحشية.

وأضاف: "بعد ساعات قليلة، أصبح المبنى بأكمله تحت رحمة الجنود الذين اقتحموا الطوابق واحدًا تلو الآخر، وأجبروا جميع الرجال على الخروج حفاة، مجردين من ملابسهم، رافعين بطاقات هوياتهم إلى الأعلى".

ويكمل بصوت متعب: "قيّد الجنود أيدينا خلف ظهورنا، وعُصبت أعيننا، بينما كان الأطفال والنساء يصرخون في رعب. سمعت صوت أطفالي يبكون، لكنني لم أستطع فعل شيء، كنت مقيدًا، مجرد رقم في طابور الأسرى".

تحقيق وتعذيب

ويمضي أبو طويلة في حديثه قائلًا: "نُقلت برفقة عدد من المعتقلين إلى أحد المباني المهجورة، حيث بدأ الجنود استجوابي بوحشية. لم يكن تحقيقًا تقليديًا، بل كان حفلة تعذيب منظمة، فقد سُكب ماء النار والكلور على ظهري، وشعرت أن جلدي يذوب من شدة الحرق".

ويردف: "كانوا يجبرونني على غمر رأسي في وعاء مليء بالمواد الكيميائية، وكلما أخبرتهم أنني لا أعرف أي معلومة عن المقاومين وأماكن تواجدهم، أو عن الأسرى، زادوا في تعذيبي".

ويتابع أبو طويلة بغضب: "كنت أصرخ، لكن لم يكن هناك من يسمع، وأغمضت عيني، لكن الألم اخترق كل حواسي وبدأت أشعر أنني فقدت بصري للأبد".

بعد ثلاثة أيام من العذاب المستمر، يقول أبو طويلة: "نُقلت إلى معسكر "سدي تيمان"، حيث بقيت هناك لمدة ثلاثة أشهر في ظروف قاسية. كانت جراحي تنزف، والألم لا يتوقف، لكن الإهمال الطبي كان سياسة متعمّدة".

إهمال طبي

ويضيف: "حينما كان الجنود يرون الدماء تسيل من عيني، كانوا يتجاهلونني وكأنني غير موجود. نقلوني إلى خيام طبية، فلم أجد سوى بعض الضمادات البسيطة، وبقيت دون علاج إلى أن نُقلت إلى ما يسمى بعيادة سجن "الرملة"".

لم يكن المحرر محمد وحده من عانى من الإهمال الطبي، فكل الأسرى كانوا ضحايا لنظام متعمد من الحرمان والتجاهل. فلم يكن هناك دواء كافٍ، والطعام المقدم كان بالكاد يصلح للاستهلاك.

ويشير أبو طويلة إلى أن الجرحى كانوا يُتركون لينزفوا، وفي بعض الأحيان كان الأسرى يضطرون إلى معالجة بعضهم البعض بالطرق البدائية، وسط خوف دائم من العقوبات.

ويلفت إلى أنه "بعد 15 يومًا من مكوثي في سجن "الرملة"، نُقلت إلى سجن "عوفر". هناك استقبلني الجنود بالضرب، ففُتحت جراحي من جديد وبقيت أنزف حتى أغمي علي، لكنهم لم يكترثوا".

ويتابع: "تنقلت بين السجون حتى انتهى بي المطاف في سجن "النقب"، حيث قضيت آخر أيامي هناك حتى يوم 15 فبراير الماضي، حين أُفرج عني ضمن صفقة تبادل بوساطة دولية".

وطن منكوب

ويشير المحرر أبو طويلة إلى أنه عندما عاد إلى غزة، لم يكن الحي الذي عرفه كما هو، ولم تكن هناك بيوت، فقط أنقاض وغبار وذكريات.

ويضيف: "كان منزلي يتكوّن من ثلاثة طوابق، لكنه أصبح مجرد جدران متصدعة وسقف مهدد بالانهيار. رغم ذلك، قررت العودة إليه، فلم يكن لدي خيار آخر".

وبمساعدة أشقائه، بدأ محمد بتغطية الجدران بالنايلون، محاولًا تحويل الركام إلى مأوى لعائلته، مردفًا: "عدت وأنا محروق الجسد، وعندما رأيت الدمار من حولي، شعرت أن غزة كلها تحترق معي".

ورغم ما أصاب أبو طويلة من جراح، يقف بين الأنقاض، وينظر إلى السماء، قائلًا: "لن نرحل عن أرضنا، سنبقى هنا، حتى لو كانت جدران بيوتنا من النايلون، وحتى لو كانت أجسادنا مليئة بالحروق والجراح".

ما عاشه المحرر أبو طويلة ليس قصة فردية، بل شهادة على ما يعيشه آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، الذين يتعرضون بشكل يومي للتعذيب، والإهمال الطبي، والتجويع، والحرمان. فتلك أدوات قمع تُستخدم لكسر إرادة الأسرى الفلسطينيين، لكنهم رغم ذلك يخرجون أقوى من السابق.

 

 

 


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد رحلة المحر ر أبو طويلة من أقبية

كانت هذه تفاصيل رحلة المحرِّر "أبو طويلة" من أقبية التَّعذيب إلى أنقاض منزله نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم