كتب فلسطين أون لاين أطفال حيِّ تلِّ الهوا يعيدون الحياة إلى متنزَّه برشلونة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة صفاء عاشور بعد عام ونصف من الدمار الذي لحق بحي تل الهوى نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بدأت الحياة تدبّ من جديد في متنزه برشلونة ، المتنفس الوحيد لأهالي الحي، بعد أن أقدم عدد من الأطفال في المنطقة على إعادة تأهيل جزء منه... , نشر في الجمعة 2025/03/14 الساعة 10:25 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ صفاء عاشور:
بعد عام ونصف من الدمار الذي لحق بحي تل الهوى نتيجة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بدأت الحياة تدبّ من جديد في متنزه "برشلونة"، المتنفس الوحيد لأهالي الحي، بعد أن أقدم عدد من الأطفال في المنطقة على إعادة تأهيل جزء منه ليكون جاهزًا لاستقبال الزوار خلال شهر رمضان المبارك.
المتنزه، الذي كان يشكّل وجهة أساسية للعائلات والأطفال، تعرض لأضرار كبيرة نتيجة القصف، حيث تضررت ألعابه، ودُمرت أرضيه ملاعبه من شظايا الصواريخ والأحزمة النارية التي كان يلقيها الاحتلال على الحي، كما تراكمت الأنقاض داخله، مما حرَم أهالي الحي، وخصوصًا الأطفال، من مكانهم الوحيد للترفيه.
لكن قبيل قدوم شهر رمضان، قرر مجموعة من أطفال الحي، بجهود ذاتية وإمكانات محدودة، إصلاح بعض الأجزاء المتضررة، وتنظيف المكان، وخاصة ملعب كرة القدم والذي كان وجهتهم الأساسية قبل الحرب للعب فيه.
محمود ساق الله (15 عامًا) صاحب فكرة تنظيف الملعب، أوضح أنه عندما عاد من رحلة نزوحه القسري من جنوب القطاع لمكان سكنه في الحي وجد بيته والملعب الذي يقضي فيه كثيرا من وقته قد لحقه الدمار، وهو ما أدخل الحزن على قلبه.
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "المتنزه لم يكن مجرد مساحة خضراء، بل كان المكان الوحيد الذي يجد فيه الأطفال فسحة للعب، ولكن بعد الحرب أصبح مليئًا بالركام والدمار، ولم يعد صالحًا للاستخدام، وكأن الاحتلال معني بسرقة كل فرصة يمكن أن تدخل الفرحة لقلب الأطفال".
وبين أنه بعد عودته من الجنوب كان لديه الكثير من الوقت، رغم أن لديه مهام يومية مثل تعبئة المياه والوقوف في الطابور على المخبز لشراء الخبز ولكن لعب كرة القدم كان أولوية عنده كما كانت قبل الحرب.
وأضاف ساق الله: "بعدما نزلت للملعب وجدت بعض الأطفال متواجدين في المكان وعرضت عليهم فكرة تنظيفه ورحبوا بها مباشرة"، لافتًا إلى أنه قام بتوزيع المهام عليهم، منهم من كانت مسئوليته رفع الحجارة الكبيرة، وآخرون كنس المكان ورفع الأسياخ والحديد ومخلفات الحرب.
وأفاد أن المهمة التي شارك بها خمسة أطفال فقط لم تأخذ منهم سوى ثلاثة أيام للانتهاء من الملعب الأول وكان جاهزًا لاستقبال الأطفال قبل شهر رمضان، وأن هدفه الحالي هو تنظيف الملعب الثاني في المتنزه.
وذكر ساق الله أن مهمة تنظيف الملعب الثاني ستكون أصعب من الأولى حيث تسببت شظايا الأحزمة النارية التي كان يلقيها الاحتلال الإسرائيلي على الحي في تدمير بنية الملعب الباطون، وإحداث حفر تعيق لعب الأطفال.
"سنستمر في عملية التنظيف حسب قدرتنا حتى لو أخذت وقتا أطول، والحفر التي في الملعب سنعمل على طمها وإصلاحها حسب قدرتنا والإمكانيات المتوفرة بين أيدينا"، قالها محمود بإصرار واضح.
إمكانات مطلوبة
مبادرة محمود كانت فردية فهو لم ينتظر أي دعم رسمي، فإحساسه بالمسئولية تجاه الحي ومرافقه جعله يبادر في عملية إصلاح لأكثر مكان محبب إلى قلبه، وهو ما أدخل الفرحة لقلوب العشرات من الأطفال الذين أصبحوا يتوجهون للمتنزه يومياً للممارسة حقهم في اللعب.
وتابع: "صحيح أننا أصلحنا جزء من المتنزه ولكن المساحة الأكبر لا تزال بحاجة إلى تنظيف المكان وإصلاح المراجيح والزحاليق، وردم الحفر الكبيرة التي تسبب بها قصف الاحتلال والتي تعيق لعب الأطفال بل وتعرض حياتهم للخطر".
وفي وقت أكد أن الأطفال جميعهم مستعدون لاستكمال مهمتهم على قدر استطاعتهم، أشار إلى الحاجة لبعض المكانس وأدوات والتنظيف التي يمكن أن تساعدهم في رفع الردم والحجارة.
كما ناشد توفير بعض أكياس الأسمنت لردم الحفر الموجودة في الملعب الثاني، فهي ستكون أفضل من عملية ردمها بالرمل والتي قاموا بها بشكل مبدئي نظرًا لمحدودية الإمكانيات المتوفرة لديهم.
مبادرة محمود أعادت أصوات الضحكات لتتعالى في أرجاء المتنزه، حيث وجد الأطفال أخيرًا مكانًا يمارسون فيه ألعابهم بحرية، ورغم إعادة تأهيل جزء من المتنزه، إلا أن العمل لا يزال بحاجة إلى مزيد من الجهود، حيث تتطلب بعض المرافق إصلاحات كبيرة، كما أن بعض الألعاب والمقاعد غير قابلة للاستعمال.
ويأمل الأطفال القائمون على المبادرة أن يحصلوا على دعم من الجهات المختصة لاستكمال أعمال الترميم، ليعود المتنزه بالكامل إلى سابق عهده كمتنفس حيوي لأهالي تل الهوى.
وبينما يحاول أهالي غزة إعادة الحياة إلى ما دمرته الحرب، تبقى مثل هذه المبادرات بارقة أمل تعكس إرادة الحياة رغم كل التحديات، لتبقى أصوات الأطفال وضحكاتهم أقوى من أي دمار.
شاهد أطفال حي تل الهوا يعيدون
كانت هذه تفاصيل أطفال حيِّ تلِّ الهوا يعيدون الحياة إلى متنزَّه برشلونة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.