كتب الجزائر تايمز رمضان الجزائري مرتبط بالماضي الإستعماري أكثر من الحاضر..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد رمضان الجزائري مرتبط بالماضي الإستعماري أكثر من الحاضر كنت وما زلت مقتنعا بأن فهم وتفسير ما يميز رمضان الجزائري مرتبط بالماضي أكثر من الحاضر. بكل ما ميز هذا الماضي في الحالة الجزائرية من ظاهرة استعمارية استيطانية، لا يمنحها... , نشر في الأثنين 2025/03/17 الساعة 04:51 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
رمضان الجزائري مرتبط بالماضي الإستعماري أكثر من الحاضر
كنت وما زلت مقتنعا بأن فهم وتفسير ما يميز رمضان الجزائري مرتبط بالماضي أكثر من الحاضر. بكل ما ميز هذا الماضي في الحالة الجزائرية من ظاهرة استعمارية استيطانية، لا يمنحها الكثير من الجزائريين الأهمية التي تستحقها بتأثيراتها الأكيدة على سلوك الجزائريين وهم يعيدون إنتاجها بعد الاستقلال، وهم يتعاملون معها باعتبارها «الثقافة الوطنية «التي يجب الحفاظ عليها وتثمينها، رُبطت بالعمق الأنثروبولوجي للمجتمع الجزائري، في حين أن الملاحظة التاريخية البسيطة تؤكد، أننا أمام سلوكيات ورثناها عن هذه المرحلة الطويلة، التي كان فيها الجزائري تحت رحمة احتلال، لا يتمتع بحريته لا في مجال الأفكار ولا السلوك، خاصة عندما يتعلق الأمر بسكان المدن الذين ازداد عددهم مع الوقت أثناء الحقبة الاستعمارية الطويلة.من ذلك مثلا تلك الصرامة التي يتعامل بها الجزائري ـ عكس ما هو حاصل في مجتمعات إسلامية وعربية أخرى قريبة وبعيدة – مع صوم رمضان الذي تحول إلى إحدى «خصائص الشخصية الوطنية»، التي استعملها الجزائري للتمايز عن الفرنسي، وهو يقول من خلالها للطرف الاستعماري الفرنسي، الذي يحتك معه في الفضاء نفسه، إنه مسلم ومختلف عنه.. اختلاف مسموح به للجزائري فترة شهر رمضان فقط لتعود الحياة إلى مسارها العادي، الذي يسيطر عليه المنطق الاستعماري، تمحى فيه كل إشارة لتدين الجزائري وتميزه – من هنا يمكن أن نفهم ضعف ظاهرة الصلاة في تلك الفترة عند أبناء المدن ارتبطت أكثر بكبار السن، عكس ما هو شائع الآن.
ختلاف يبقى الجزائري على استعداد لفرضه على بني جلدته دون مراعاة لقناعاتهم الذاتية، حتى بالعنف والتشهير، كما طالب أحد المحامين في المدة الأخيرة وهو يحث مواطنة على أخذ صورة للمفطر وتقديمها للشرطة كدليل إدانة! ممارسات قد لا تكون بعيدة عن ظهور بوادر ظاهرة إلحادية ولا دينية في المجتمع الجزائري، يمكن أن تتسبب في بروز هجرة من نوع جديد ساعدت عليها الوسائط الاجتماعية، أكثر ارتباطا بالحريات الدينية وليس الوضع الاقتصادي والاجتماعي كما كان سائدا في السابق، وهو ما يفسر كيف أصبحنا في الجزائر نعرف قرب رمضان قبل أحفاد زرقاء اليمامة في وادي سوف، نتيجة الحجوزات الكبيرة من المخدرات، التي تصلها أيادي أعوان الأمن، شهرا أو اثنين قبل الإعلان عن موعد رمضان الرسمي. بعد القرار الذي اتخذه الصائم الجزائري، إيمانا واحتسابا بالتحول إلى المسكرات الصلبة بعيدا عن السائلة، التي تعود عليها طول أيام السنة. لا يرى حرجا في لفّ سيجارته الأولى بعد الانتهاء مباشرة من صلاة التراويح. لنكون أمام مظاهر اجتماعية عديدة أخرى، يعبر بواسطتها الجزائري عن طابع الإكراه الاجتماعي الضاغط في رمضان الجزائري، تبرز على شكل عدوانية تزداد حدتها في الساعات الأخيرة من يوم الصيام، زيادة على ما يحمله معه هذا الشهر الكريم من ممارسات أخرى كالتعب والتغيب عن العمل، وكل أنواع التكاسل، التي نعيشها لمدة شهر تتوقف فيه الحياة العادية للجزائريين – في القطاع الإداري تحديدا – الذين يتحولون إلى الخروج ليلا والسهر للساعات الأخيرة من الليل. تبعات هذا الوضع التي نجدها حاضرة بقوة في حوادث الطرق، التي يزداد منسوبها، وحتى في بروز حالات وفيات فجائية تكلمت عنها الصحافة الوطنية في اليوم الأول لرمضان من هذه السنة، لعشرة مواطنين توفوا بشكل فجائي نتيجة سكتة قلبية، في مدينة قايس بولاية خنشلة، تطوع مراسل الجريدة إلى تفسير أسبابها، من دون ضرورة لإجراء تحليل للجثث وانتظار رأي الأطباء المختصين بكونها مرتبطة بأسباب كثيرة كالضغط الأسري والمحيط والتدخين وأمراض أخرى لم يذكرها محرر الخبر.رمضان الجزائري بالطبع لا يرتبط بهذه الصور السلبية فقط، فهو يملك كذلك مظاهر إيجابية كثيرة «فرايحي»، كما يقول إخواننا المصريين، تحيل إلى الجو الثقافي الذي تعوّد الجزائري البحث عنه في السهرات الليلية قبل أن يغلق أبواب بيته على نفسه، كما هو سائد طول السنة. يظهر على شكل حفلات موسيقية وندوات فكرية على قلتها، والكثير من مظاهر الفرح الأخرى تشارك فيها العائلة وتضفي على أجواء المدينة طابعا إنسانيا تفتقده في الغالب. بالطبع دون نسيان البرنامج التلفزيوني، الذي يعود إليه الجزائري بمناسبة كل رمضان، لتذوق الإنتاج الوطني الذي يكون أكثر حضورا في هذا الشهر. في كل النقاشات الاجتماعية التي يثيرها ما زال الجزائري يرفض فيها وضع فروق بين الخيال السينمائي والواقع، كما أظهرته حالة مروان قروابي، الذي تقمص دور امرأة أثارت زوبعة رفض وصلت إلى حد التجريج في الممثل وعائلته. إنتاج تلفزيوني، رغم طابعه الموسمي المربوط بشهر رمضان الا أنه يكشف كل مرة عن وجوه فنية قادرة على العطاء والتميز، إن وجدت فرص أكثر خارج هذا الشهر، حاولت التجديد هذه السنة بنوع من الاعتراف باللهجات المحلية، كما قامت به عديلة بن ديمراد وهي تتكلم بلهجة أهل سكيكدة الصعبة، في مسلسل «رباعة» مع نبيل عسلي. لهجات كانت مغيبة في الإنتاج التلفزيوني الوطني، الذي لم ينج من التعامل المقنع مع هذا الثراء اللغوي، لينتج لنا إنسانا جزائريا ذا اللهجة الواحدة، يتكلم لهجة مشوهة، لا يحس أي مواطن جزائري بالقرب منها، عكس اللهجات المحلية عندما تكون حاضرة بإقناع في العمل الفني، وليست مقحمة فيه قد يكون الواقع قد سبقها داخل العائلة، التي تعرف مصاهرات عابرة للجهات، كما تؤكد الكثير من المعطيات الديموغرافية التي ستزيد حتما في تقوية النسيج الاجتماعي الوطني، اعتمادا على هذا التجانس الاجتماعي الذي تعيشه العائلة الجزائرية.ليكون الله في عون أصحاب المهن الفنية، الذين يتوقفون طول أيام السنة، عن أي نشاط بسبب العجز، الذي ما زال يعاني منه الإنتاج السينمائي الجزائري، مقارنة مع ما يحصل في بلدان المنطقة المغاربية، وكل المنطقة العربية، كما تؤكده نسب مشاهدة الإنتاج العربي، من قبل المشاهد الجزائري في شهر رمضان وخارجه. على غرار الإنتاج التلفزيوني السعودي.. الإنتاج السينمائي الذي ما زال في حاجة إلى مدينة حية بناسها وهم يعيشون أجواء الحرية الغائبة عندهم، نتيجة كل أنواع التضييق التي يعيشها الجزائري في السنوات الأخيرة على وجه التحديد، التي تبرز في غياب النشاطات السياسية الليلية، التي كانت تقوم بها الأحزاب والجمعيات في سنوات خلت لم نعد نسمع بها، إذا استثنينا لقاءات الكولسة السياسية التي يزيد منسوبها ليلا في رمضان الجزائري، داخل دوائر مغلقة عادة ما تظهر نتيجتها بعد العيد، على شكل قرارات تم طبخها في ليالي رمضان الطويلة. ليؤكد هذا المستوى السياسي، زيادة على المستويات الاجتماعي والسلوكيات – الثقافية الأخرى أن رمضان الجزائري بالشكل المعروف عنه تاريخيا في الجزائر، ما زالت أمامه أيام طويلة.ناصر جابي كاتب جزائري
اضف تعليق
تعليقات الزوار
لا تعليقات
شاهد رمضان الجزائري مرتبط بالماضي
كانت هذه تفاصيل رمضان الجزائري مرتبط بالماضي الإستعماري أكثر من الحاضر نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزائر تايمز ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.