كتب فلسطين أون لاين نازح يحفر آبارًا بدائية على شاطئ غزة وسط أزمة مياه متفاقمة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة محمد القوقاعلى شاطئ غزة، ينحني علي مصباح ممسكًا بـ كريك صدئ، يضرب الرمال الذهبية بقوة بينما يتصبب العرق من جبينه رغم برودة الطقس. يحفر بئرًا بدائية بحثًا عن شريان حياة وسط أزمة مياه تزداد سوءًا في القطاع المحاصر.انتهى المطاف بالشاب... , نشر في الثلاثاء 2025/03/18 الساعة 01:25 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ محمد القوقا
على شاطئ غزة، ينحني علي مصباح ممسكًا بـ"كريك" صدئ، يضرب الرمال الذهبية بقوة بينما يتصبب العرق من جبينه رغم برودة الطقس. يحفر بئرًا بدائية بحثًا عن "شريان حياة" وسط أزمة مياه تزداد سوءًا في القطاع المحاصر.
انتهى المطاف بالشاب البالغ من العمر 27 عامًا إلى مجاورة البحر قبالة دوار 17 غرب مدينة غزة، بعد أن يئس من أي مصدر مياه يزود الحي السكني الذي يقطنه منذ أن أنهى رحلة نزوح قسري بجنوب القطاع مع سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي. نصب خيمته في انتظار ماء نظيف لن يأتي بسهولة. لم يجد خيارًا سوى الحفر بيديه ليوفر الماء لزوجته وطفلتيه، في معركة ضد الرمال التي تنهار مع كل ضربة جديدة.
أزمة مياه خانقة
تسببت الحرب في تدمير واسع للبنية التحتية في قطاع غزة، بما في ذلك محطات تحلية المياه وشبكات التوزيع. وفقًا لمنظمة "أوكسفام"، دمرت قوات الاحتلال نحو 1,650 كيلومترًا من شبكات المياه والصرف الصحي، ما أدى إلى حرمان آلاف العائلات من المياه الصالحة للشرب أو الاستخدام المنزلي.
في مواجهة هذا الواقع، باتت طوابير المياه مشهدًا يوميًا، حيث يتجمع السكان حول عربات التوزيع الخيرية التي تجول الأحياء من غير موعد محدد، في انتظار بضعة لترات قد لا تكفي ليوم واحد. لكن بالنسبة لمصباح، الوقوف في الطوابير ليس خيارًا دائمًا، فمركبات المياه المحلاة نادرًا ما تصل إلى منطقتهم الساحلية.
لم يكن حفر الآبار خيارًا سهلًا، لكنه أصبح ضرورة. بمساعدة متطوعين، تمكن الشاب، الذي كان يعمل صيادًا، من حفر 15 بئرًا مماثلة على شاطئ مواصي خانيونس، بتمويل من فاعلي خير في بلجيكا، لتوفير المياه للنازحين الذين عاشوا في الخيام لنحو 15 شهرًا.
يستخدم مصباح أدوات بسيطة، مثل براميل مفتوحة الجوانب وإطارات سيارات قديمة لدعم الجدران الرملية ومنع انهيارها. عند الوصول إلى المياه العذبة، التي غالبًا ما تتواجد على عمق 4 إلى 6 أمتار، تُسحب بالدلاء يدويًا بواسطة حبل.
يقول لـ "فلسطين أون لاين" أثناء محاولة التقاط أنفاسه: "مياه البحر مالحة ولا تصلح للاستحمام أو الغسيل، والآبار المتاحة تضررت بسبب القصف".
مخاطر لا تنتهي
لكن الحفر اليدوي يحمل مخاطر كبيرة. الرمال غير مستقرة، والانهيارات قد تكون قاتلة. "ذات مرة، دفن أحد جيراني تحت الرمال أثناء الحفر، وكاد يموت اختناقًا"، يقول مصباح، موضحًا أنه بات يعتمد على أساليب أكثر أمانًا، مثل تدعيم الجدران فورًا وتجنب الحفر العميق دون تثبيت.
ورغم نجاحه في استخراج المياه، فإنها تكون "معكرة" في بدايات استخدامها لكنها تصبح أكثر نقاء مع الأيام. "نحن نعرف أن هذه المياه ليست مثالية، لكنها تبقى أفضل من لا شيء"، يقول.
ويُقدر تكلفة حفر البئر اليدوي الواحد بنحو 1,000 شيكل، "وهو مبلغ ليس بسيطًا"، لكنه يبقى أكثر راحة من حمل المياه يدويًا عبر جالونات لمسافات تتجاوز مئات الأمتار، كما يقول.
ومع استمرار الأزمة، أصبح النازحون يعتمدون على هذه الآبار كحل وحيد للبقاء، مشيرًا إلى أنها تحرص على تشييد خيامها قرب مصادر المياه هذه وتستخدمها للغسيل والتنظيف، بينما تعتمد على المياه المحلاة القليلة المتاحة للشرب والطهي.
وسط هذه التحديات، يواصل مصباح الحفر، مدفوعًا برغبته في مساعدة مجتمعه رغم المخاطر اليومية. ينظر إلى الدلو الممتلئ بالماء الذي استخرجه من قاع البئر، ثم يضيف بعد نجاح مهمة شاقة استغرقت نحو خمس ساعات: "نحن لا نحفر لأننا نريد ذلك، بل لأننا مضطرون".
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد نازح يحفر آبار ا بدائية على شاطئ
كانت هذه تفاصيل نازح يحفر آبارًا بدائية على شاطئ غزة وسط أزمة مياه متفاقمة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.