القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (4).. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين


القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (4)


كتب الشروق أونلاين القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (4)..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي القنوات الجزائرية في رمضان انطِباعات مُشَاهِد 4 عَمَّار قواسمية2025 03 2030عمار قواسمية صورة شخصية يَقوم نجاح أي مسلسل درامي على جودة عناصره السردية narrative... , نشر في الخميس 2025/03/20 الساعة 06:27 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (4)





عَمَّار قواسمية

2025/03/20

3

0

عمار قواسمية (صورة شخصية)

يَقوم نجاح أي مسلسل درامي على جودة عناصره السردية (narrative quality)، من حبكة (plot) متماسكة، وسيناريو (screenplay) متين، وحوار (dialogue) واقعي، وصولًا إلى رؤية إخراجية (directorial vision) تسهم في نقل الرسالة الدرامية نَقلًا صَحيحًا. وعَيِّنَةُ مقالنا هذه المرة مسلسل “اللي فات مات” الذي اتَّسَم بكونه دراما قصيرة (limited series) من 15 حلقة، وهو ما يُعَقِّدُ المأمورية أكثر على مستوى تكثيف البناء الدرامي (dramatic construction) وتسارع الإيقاع السردي (narrative pacing)، دون الإخلال بمنطقية تطور الشخصيات (character development) أو الانسيابية السردية (narrative coherence).

نجحت السيناريست “سارة برتيمة” في تقديم حبكة متوازنة تستند إلى سرد ثنائي الزمن (dual timeline narrative)، حيث تتداخل الأحداث بين الماضي والحاضر عبر تقنية الفلاشباك (flashback technique) التي لا تُستخدم أداة للعودة إلى الماضي فحسب، بل عنصرا تحفيزيا أيضا لإثارة أسئلة المشاهد بشأن العلاقة السببية بين الأحداث. وتعتمد هذه البنية على ما يمكن تسميته بـ”تفكيك اللعبة السردية التركيبية” (narrative puzzle construction)، وهو أسلوب يمنح المتلقي دورًا تفاعليًا في تجميع الخيوط الدرامية المتناثرة، مما يكرس التشويق (suspense) وينشط الترقب الذهني (cognitive engagement).

القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (3)

يتطرق “اللي فات مات” إلى موضوعات جريئة دون الوقوع في فخ المباشرة الخطابية (didacticism)، باعتماده على أسلوب الإيحاء الدرامي (dramatic implication)، وهو ما يتجلى في معالجته للعلاقة بين الماضي والحاضر، وتأثير الفترات التاريخية المضطربة على مآلات الشخصيات والصراعات الراهنة. وتثبت هذه المقاربة نُضجًا في الكتابة الدرامية (dramatic maturity)؛ إذ تتجنب السيناريست التوظيف التسطيحي للأحداث لصالح سردية أعقَد تعكس عمق التحولات الاجتماعية والسياسية.

ونظرًا لعدد الحلقات الضئيل فقد اتسم الإيقاع السردي بسرعة محسوبة (calibrated pacing)، حيث لم يسمح السيناريو بوجود مشاهد حشو (filler scenes)، مما منح كل مشهد وظيفة درامية واضحة (dramatic function). وعزّز هذا الجانبَ مونتاج ديناميكي (dynamic editing) يعتمد على القطع السريع (quick cuts) في مشاهد التوتر، مقابل لقطات طويلة (long takes) في المشاهد الحوارية المكثفة، مما أضفى على العمل تنوعًا بصريًا يخدم تناغم السرد البصري مع السرد النصي.

القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (2)

ومن الإشكالات الجوهرية التي اكتنفت “اللي فات مات” هيمنة الرأسمال الأخلاقي (moral capital) على حساب الرأسمال الدرامي (dramatic capital)، مما أدى إلى اختلال في التوازن السردي (narrative equilibrium)؛ فبدل أن يكون الحدث الدرامي (dramatic event) القاطرة التي تسيّر السرد (narrative propulsion)، تمحورت البنية السردية (narrative structure) حول تكريس صراع أخلاقي وحيد (unidimensional moral conflict)، مما أدى إلى حالة من التبئير الأحادي (monocular focalization) الذي ألغى تعقيد البناء الدرامي (dramatic complexity).

وعلاوة على ذلك، فإن الرؤية الإخراجية (directorial vision) عجزت عن تفكيك هذه المركزية الأخلاقية (moral centrality) لصالح اشتغال فني (aesthetic engagement) أعمق؛ إذ وُظِّفَ التوجيه العاطفي (emotional steering) والجاذبية الجدلية (controversial appeal) كَبَدائلَ عن الصراع التوليدي (generative conflict) الذي يُثري الحبكة (plot enrichment). كما أن أداء الممثلين -في أحايِين- ظلّ روبوتيكيا (robotic performance): يفتقد إلى ديناميكية الدور (role dynamism) والتجسيد السيكولوجي (psychological embodiment)، مما جعل المشهدية (mise-en-scène) أقرب إلى محاكاة خطابية (rhetorical mimicry) منها إلى الاستثمار الدرامي (dramatic investment).

القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (1)

ومع ذلك فقد أبان بعض الممثلين عن قدرتهم على تحقيق التقمص السيكولوجي (psychological embodiment) للشخصيات، دون السقوط في النمطية (stereotyping). كما نجح الممثلون في تجاوز فخ “أَسر الصورة الذاتية” (self-image captivity)، أعني التماهي غير الواعي بين الشخصية الحقيقية للممثل ودوره التمثيلي، وهو ما انعكس في تقديم أداء منفصل تمامًا عن هوية الممثل الحقيقية (actor’s true identity).

يُمكِن -وَالحالُ هذه- عَدُّ مسلسل “اللي فات مات” دَليلًا على أن للدراما القصيرة القدرة على منافسة المسلسلات الطويلة من حيث العمق السردي (narrative depth) وكثافة البناء الدرامي (dramatic density). بفضل السيناريو المحكم، والمعالجة الناضجة، والإيقاع المدروس، والتجسيد المتقن للشخصيات، قَدَّمَ المسلسل تجربة درامية تحترم وعي المشاهد وتستفزه فكريًا، بعيدًا عن التنميط والاستسهال الفني. ومع ذلك، فإن انحيازه المفرط للرأسمال الأخلاقي على حساب تعقيد الصراع الدرامي حدّ من تأثيره؛ مما يجعله عملاً متماسكًا على المستوى التقني، مُفتَقِرًا إلى التوازن بين البعد الأخلاقي والتجربة السردية الغنية.

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد القنوات الجزائرية في رمضان

كانت هذه تفاصيل القنوات الجزائرية في رمضان: انطِباعات مُشَاهِد (4) نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 9 ساعة و 9 دقيقة