كتب فلسطين أون لاين غزَّة تحزن في يوم الأم: أمَّهات مبتورات وأبناء أيتام وأحلام مقطوعة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة عبد الله التركمانيفي مستشفى العريش العام في جمهورية مصر العربية، تجلس عايدة القاضي 42 عامًا على سريرها الطبي، تتأمل صورة أبنائها الأربعة التي وضعتها بجوار وسادتها، تمسحها بيديها المرتعشتين وكأنها تلمس وجوههم من خلالها.فقدت القاضي ساقها... , نشر في السبت 2025/03/22 الساعة 09:42 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ عبد الله التركماني
في مستشفى العريش العام في جمهورية مصر العربية، تجلس عايدة القاضي (42 عامًا) على سريرها الطبي، تتأمل صورة أبنائها الأربعة التي وضعتها بجوار وسادتها، تمسحها بيديها المرتعشتين وكأنها تلمس وجوههم من خلالها.
فقدت القاضي ساقها بعد قصف استهدف منزلهم في غزة، لتجد نفسها وحيدة في رحلة علاج قاسية بعيدًا عن عائلتها، بعد أن نُقلت في أبريل الماضي إلى مصر عبر معبر رفح لتلقي العلاج.
هذا العام، حلّ يوم الأم عليها وهي وحيدة، تبكي شوقًا لأبنائها الذين لم ترَهم منذ نحو عام بسبب إغلاق المعابر واستمرار الحرب. تقول القاضي لـ "فلسطين أون لاين": "كنت أحلم أن أعود لأحتضنهم وأرى ضحكاتهم... لكن الحرب لم تترك لنا حتى الحلم".
وأضافت: "اعتدت في يوم الأم من كل عام أن أستيقظ على قبلة أبنائي وهداياهم البسيطة... كانوا يحضرون لي الورود والكعك، وأصغرهم، علي، كان يصنع لي بطاقة من الورق الملون ويكتب عليها (أنتِ أجمل أم في العالم). كنت أضحك من أخطائه الإملائية، لكنه كان يقول لي بكل براءة: (مش مهم الحروف يا ماما، المهم إنك تعرفي إنك أحلى أم)".
تغالب القاضي دموعها وهي تضيف: "هذا العام، حلّ يوم الأم عليّ وأنا وحدي. لا صوت أبنائي، ولا ضحكاتهم، ولا حتى لمستهم. آخر مرة رأيتهم كانت في أبريل الماضي عندما ودّعوني على باب الإسعاف وهم يبكون... ابني الكبير حسن كان يمسك بيدي ويبكي بحرقة: (ارجعي لنا بسرعة يا أمي... ما بنقدر نعيش بدونك)".
تحاول أن تتماسك، لكنها تعترف: "أشعر أنني خذلتهم... لم أعد قادرة على العناية بهم، ولا حتى أن أكون معهم في هذا اليوم الذي كانوا ينتظرونه بفرح. ابني حسن يرسل لي رسائل صوتية كل ليلة، يقول لي: (ماما، والله اشتقنالك... البيت فاضي بدونك، الأكل ما عاد له طعم، ونومنا كله كوابيس)".
تتوقف القاضي لوهلة، ثم تتابع بنبرة مختنقة: "ما أصعب أن أسمع صوتهم ولا أقدر أن أضمهم... كنت أحلم أن أعود لأحتضنهم وأرى ضحكاتهم... لكن الحرب لم تترك لنا حتى الحلم. كل ما أريده الآن أن أعود إليهم، ولو بساق واحدة".
انتظار خلف الباب
كانت الحاجة أم خالد الحجار تنتظر بفارغ الصبر يوم الأم من كل عام، حيث يجتمع أبناؤها الثلاثة من شمال غزة ليحتفلوا معها في بيتها المتواضع جنوب القطاع. اعتادوا أن يجلبوا لها الحلوى والورد، ويجلسوا معها يتبادلون الضحكات والذكريات، لكن هذا العام، ساد الصمت والخذلان.
"كانوا يتصلون بي كل يوم ليطمئنوا عليّ، ووعدوني أن يجتمعوا عندي في يوم الأم ككل عام، لكن الحرب أغلقت الطرق بيننا"، تقول أم خالد والدموع تملأ عينيها لـ "فلسطين أون لاين".
هذا العام، حلّ يوم الأم عليها وهي وحيدة، تبكي شوقًا لأبنائها الذين لم ترَهم منذ أشهر بسبب إغلاق المعابر واستمرار الحرب. "كنت أحلم أن أعود لأحتضنهم وأرى ضحكاتهم... لكن الحرب لم تترك لنا حتى الحلم".
بعد استئناف القصف على غزة، أصبح الانتقال بين الشمال والجنوب مستحيلًا، ليُقطع شريان التواصل بينها وبين أبنائها.
تحكي أم خالد بحرقة: "أعددت الشاي ووضعت بعض الخبز والزيتون، كنت أنتظرهم على باب البيت مثل كل عام... انتظرت طويلًا، لكن أحدًا لم يأتِ. اكتفيت بصوت ابني عبر الهاتف وهو يحاول تهدئتي ويقول: (إن شاء الله يا أمي بنحتفل معك لما تخلص الحرب)".
بصوت خافت، تضيف: "أريد فقط أن أحتضنهم. لا أحتاج هدايا ولا حفلة... أريدهم بخير، وأن أراهم بأم عيني".
الأم الشهيدة
داخل خيمة صغيرة في أحد "مخيمات النزوح وسط غزة، يجلس عبد الرحمن الغرابلي (14 عامًا)، يحدق في صورة والدته التي استشهدت في ديسمبر 2024 إثر قصف طال منزلهم في شمال القطاع".
"كل سنة كنت أخفي الهدية التي اشتريتها لها تحت سريري، وأستيقظ قبلها لأقدمها لها وأغني لها مع إخوتي. كانت تضحك وتضمنا جميعًا، وتقول إنها أغلى هدية في الدنيا"، قال الغرابلي لـ"فلسطين أون لاين".
هذا العام، لم يستيقظ هذا الفتى باكرًا... "ما الفائدة؟ ماما ليست هنا". يقولها بصوت مخنوق. يحكي كيف كان يخطط لشراء وشاح بلونها المفضل، لكنه الآن يحتفظ ببقايا وشاحها المحترق.
"يوم الأم أصبح مؤلمًا... صار ذكرى وجع. كنت أعتقد أنني سأحتفل بها طوال العمر، لم أتخيل يومًا أن يأتي هذا اليوم وهي ليست معي".
يضيف الغرابلي بصوت متقطع: "أشعر أنني لم أودعها كما تستحق... كنت أريد أن أقول لها إنها أحسن أم في الدنيا، لكنها رحلت بسرعة... أخذتها الحرب مني".
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد غز ة تحزن في يوم الأم أم هات
كانت هذه تفاصيل غزَّة تحزن في يوم الأم: أمَّهات مبتورات وأبناء أيتام وأحلام مقطوعة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.