فقهاء مروا من هنا- الحافظ ابن حجر العسقلاني.. منارة الحديث في أرض الكنانة ..منوعات

نبض مصر - صوت الأمة


فقهاء مروا من هنا- الحافظ ابن حجر العسقلاني.. منارة الحديث في أرض الكنانة


بواسطة نبض مصر : في السبت 2025/03/22 الساعة 03:56 م بتوقيت مكة المكرمة شاهد منوعات فقهاء مروا من هنا- الحافظ ابن حجر العسقلاني.. منارة الحديث في أرض الكنانة , كانت مصر عبر تاريخها مهدًا للعلم، وحاضنةً للفكر، ومسرحًا لأعظم العقول الفقهية التي خطّت بمدادها نهج الاجتهاد والتجديد، على أرضها تعانقت المذاهب، وتلاقحت العقول،... والان الى المزيد من نبض الجديد.

كانت مصر عبر تاريخها مهدًا للعلم، وحاضنةً للفكر، ومسرحًا لأعظم العقول الفقهية التي خطّت بمدادها نهج الاجتهاد والتجديد، على أرضها تعانقت المذاهب، وتلاقحت العقول، وتسابقت الأرواح في دروب المعرفة، فلم تكن محض طريقٍ عابر، بل كانت مقصدًا يقصده الساعون إلى النور المصدر:صوت الأمةفقهاء مروا من هنا| الحافظ ابن حجر العسقلاني.. منارة الحديث في أرض الكنانة صاحب عمدة الشروح لم يكن مجرد ناقلٍ للعلم.. بل ناقدًا ومحققًا ومؤلفًا جاوزت مؤلفاته 150 مؤلفاًالأمام أحمد بن علي ولد في ساحل الشام وتحول إلى مصر فكانت له الأهل والسند.. وأشتهر بمذهبه الشافعي ونال ألقابًا عديدة منها "قاضي القضاة" و"شيخ الإسلام"

مرّ من هنا فقهاء جعلوا من مصر ميدانًا للعقل والاجتهاد، وأثروا حياتها الفقهية بفكرهم المستنير، فكانت مجالسهم ملتقى للآراء، ومنابرهم منارات للهدى، اجتمع على أرضها الإمام الشافعي الذي أرسى دعائم مذهبه الجديد، والإمام الليث بن سعد الذي نافس فقهه المذاهب الكبرى، وغيرهم من العلماء الذين نقشوا أسماءهم في ذاكرة الأزمنة، ولم يكن الفقه في مصر علمًا جامدًا محصورًا في الكتب، بل كان حياةً تنبض في الأسواق والمحاكم والمساجد، حيث تفاعل العلماء مع قضايا الناس، وأعادوا تشكيل الواقع على ضوء الشريعة بروح الاجتهاد والتجديد.

يتردد اسم الحافظ ابن حجر العسقلاني كواحد من أعمدة العلم ورموز الحديث، رجلٌ تجاوزت شهرته الآفاق حتى غدا التعريف به أشبه بالتذكير بشمس ساطعة في سماء التراث الإسلامي، وُلد في كنف أسرة يعود أصلها إلى عسقلان، لكنه لم يهنأ بحنان الأبوين طويلًا؛ إذ فقدهما وهو طفل، لكن مصر كانت له الأهل والسند، ففيها احتضنه وصيّه، أحد تجار مصر الكبار، ليبدأ رحلة استثنائية في طلب العلم.





لم يكن ابن حجر مجرد ناقلٍ للعلم، بل كان ناقدًا ومحققًا ومؤلفًا غزير الإنتاج، حتى جاوزت مصنفاته المائة والخمسين، وعلى رأسها "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، الذي أصبح عمدة الشروح على الإطلاق.

من هو الإمام الحافظ؟

وُلد ونشأ وعاش وتوفي في مصر، واشتهر بمذهبه الشافعي، حتى أصبح من أعلامه البارزين، وبلغ منزلة رفيعة في العلم، فنال ألقابًا عديدة، منها "قاضي القضاة"، و"شيخ الإسلام"، وأرفعها لقب "أمير المؤمنين في الحديث"، الذي يعكس مكانته الراسخة بين علماء الحديث، وعُرف باسم "ابن حجر"، وهو لقب دار حوله جدل بين المؤرخين، حيث ذهب بعضهم إلى أنه كان لقبًا لأحد أجداده، فيما رأى آخرون أنه اسم والد أحمد بن حجر.

وُلد الحافظ ابن حجر ونشأ يتيمًا، إذ فقد والده وهو في الرابعة من عمره، وكانت والدته قد توفيت قبله، فوجد نفسه في رعاية وصيّه، كبير التجار أبا بكر محمد بن علي بن أحمد الخروبي، الذي لم يدّخر جهدًا في تأديبه وتعليمه، وكان له الدور الأكبر في توجيهه نحو طلب العلم، وحين بلغ الثانية عشرة من عمره، اصطحبه وصيّه إلى الحج عام 784هـ، فكانت تلك الرحلة نقطة تحول في حياته العلمية. في مكة، صلّى بالناس التراويح في المسجد الحرام عام 785هـ، وبدأ سماع الحديث، فكان أول شيخ تلقى عنه هو عفيف الدين عبد الله النشاوري، الذي قرأ عليه غالب صحيح البخاري، كما نهل من علم الفقه على يد الشيخ جمال الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المكي، فكان أول من تلقى عنه أصول فقه الحديث من خلال كتاب "عمدة الأحكام" للحافظ عبد الغني المقدسي.

لكن وفاة وصيّه الخروبي عام 787هـ أثرت عليه، فتراجع قليلاً عن طلب العلم، حتى بلغ السابعة عشرة من عمره، حيث عاد إلى الاجتهاد بعزيمة أقوى، وأقبل على علم الحديث بشغف، وكانت بداية طلبه الجاد عام 793هـ، إلا أن شغفه الحقيقي به تجلّى في عام 796هـ، عندما بدأ في النهل من كبار مشايخ عصره.

ومن يهاجر في سبيل الله، يجد في ترحاله ما يوسع مداركه، ويزيد من علمه، ويمنحه فرصًا لاكتساب الفوائد العظيمة، وقد كان الحافظ ابن حجر أحد أولئك الذين جعلوا من الرحلة وسيلة للتحصيل، فتنقل بين الأمصار والأقاليم، ساعيًا وراء المعرفة، فحصل السماع من الشيوخ الكبار، واغتنم فرصة اللقاء بأهل العلم، فسمع الأحاديث العالية، ونهل من علوم الحديث والفقه واللغة.

لم يكتفِ بما وجد في بلده، بل شدّ الرحال إلى أماكن عدة، فبدأ داخل مصر، حيث زار قوص والصعيد والإسكندرية والقاهرة والجيزة، فاستفاد من مدارسها العلمية، وحضر دروس الفقه، وأخذ عن المحدثين، واستزاد من علوم القراءات واللغة، كذلك لم تكن مصر محطته الوحيدة، بل امتدت رحلاته إلى اليمن، حيث زارها مرتين، الأولى سنة 799هـ، والثانية سنة 806هـ، فكانت له فرصة عظيمة للاستزادة من علومها، والجلوس إلى علمائها، والتعمق في الحديث وعلومه.

واجتمع للحافظ ابن حجر من الشيوخ ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره، فكان واسع الاتصال بأهل العلم، حيث نهل من كبار العلماء في مختلف التخصصات، مما جعله أحد أكثر العلماء إحاطة بعلوم عصره.

وتلقى القراءات على أيدي كبار المقرئين في زمانه، ومنهم برهان الدين إبراهيم بن أحمد التنوخي البعلي، وصدر الدين محمد بن عبد الرزاق السفطي المقرئ، والشهاب أحمد بن محمد الخيوطي، فأحكم قراءته، وبرز في هذا العلم. أما في الفقه وأصوله، فقد أخذ عن كبار الفقهاء، مثل الإمام البلقيني، والعلامة سراج الدين بن الملقن، والعالم برهان الدين الأبناسي، والشيخ محمد بن علي بن القطان، والشيخ ابن جماعة، فأتقن المذهب الشافعي، وتمرس في القواعد الفقهية، وصار مرجعًا في هذا المجال. ولم يكتفِ بالفقه، بل توجه إلى علوم اللغة والأدب، فاستفاد من إمام عصره في اللغة محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي، والشيخ محمد بن إبراهيم البشتكي، والعالم اللغوي الشهير ابن هشام، فأصبح متمكنًا في علوم العربية، ضابطًا لأسرارها.

وكانت رحلاته العلمية المتعددة سببًا في سعة اطلاعه، وتمكنه في علوم الحديث والفقه واللغة، فجمع بين النظر الدقيق، والتحصيل المستمر، والممارسة العملية للتدريس والبحث. وهكذا أصبح بحق أمير المؤمنين في الحديث، وإمامًا في علوم الرواية والدراية، ومرجعًا لكل من أراد التبحر في علم الحديث والفقه الإسلامي.

إسهامات الحافظ 

وأسندت إليه مهمة الإفتاء، حيث تولى إفتاء "دار العدل" طيلة واحد وأربعين عاماً منذ سنة 811هـ، ولم يزل في هذا المنصب حتى وفاته، كما تولى منصب القضاء، إضافة إلى قيامه بمهمات الخطابة والإمامة والوعظ، حيث ألقى خطبه في الجامع الأزهر وغيره من مساجد مصر، ناشراً الوعي الديني والفكري في المجتمع، وتتلمذ على يديه نخبة من العلماء الذين صاروا من أعلام عصرهم، وكان من أبرزهم الحافظ شمس الدين السخاوي، والحافظ برهان الدين البقاعي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، والحافظ محمد بن محمد بن الخيضري، والحافظ كمال الدين بن الهمام، والحافظ قاسم بن قطلوبغا، والحافظ ابن الشحنة، وغيرهم من أهل العلم الذين نقلوا تراثه العلمي إلى الأجيال اللاحقة.

ومن أبرز مؤلفاته: (فتح الباري شرح صحيح البخاري، وتهذيب التهذيب، وتقريب التهذيب، ولسان الميزان، والإصابة في تمييز الصحابة، وإتحاف المهرة بأطراف العشرة، والنكت على مقدمة ابن الصلاح، وأطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي، ونتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار، وتغليق التعليق، وتعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس، والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير، العجاب في بيان الأسباب، والقول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد، الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف، المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية، نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر وشرحه نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر، والنكت الظراف على الأطراف، تبصير المنتبه بتحرير المشتبه، ونزهة الألباب في الألقاب، وتعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة، وإنباء الغمر بأنباء العمر، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ورفع الإصر عن قضاة مصر، وبلوغ المرام من أدلة الأحكام، وغيرها من المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية.

مكانة الحافظ ابن حجر وثناء العلماء عليه

حاز الحافظ ابن حجر مكانة رفيعة بين العلماء، ونال ثناءً واسعًا من شيوخه ومعاصريه وتلامذته، وكذلك من الأئمة الذين جاؤوا بعده. فقد أجمع أهل العلم على فضله وسعة علمه وإتقانه، حتى وصفه الحافظ السخاوي بأن الثناء عليه لا يُحصى، بل هو محل إجماع. ونعته الإمام العراقي بأنه "العالم الكامل، الفاضل، المحدث المتقن، الضابط الثقة المأمون"، فيما قال عنه برهان الدين الأبناسي: "الإمام العلامة، المحدث المحقق، صدر المدرسين ومفتي المسلمين". وأثنى عليه أبو زرعة قائلاً: "جمال المحدثين، مفيد الطالبين"، بينما اعتبره ابن قاضي شهبة "بقية العلماء الأعلام، وإمام زمانه، وحافظ وقته"، مشيرًا إلى ذكائه الحاد وفطنته التي حيرت الأقران. كما وصفه البقاعي بأنه "شيخ الإسلام، وعَلَم الأئمة، وسلطان العلماء"، بينما عدّه السيوطي "إمام الحفاظ في زمانه، بل حافظ الدنيا بأسرها".

وفاته وتأثيرها على أهل عصره

برحيله، فقدت الأمة أحد أعمدة العلم في عصره، لكن بقيت كتبه ومؤلفاته شاهدًا على عظمة إنتاجه العلمي، حيث لا يزال طلبة العلم والباحثون يستفيدون منها إلى يومنا هذا، مما جعله خالد الذكر في سجل العلماء الذين أسهموا في حفظ ونشر علوم الشريعة الإسلامية. ومما قيل في رثائه ما قاله شهاب الدين المنصوري، معبرًا عن الحزن الذي خيم على أهل العلم بفقده:

بكاك العلم حتى النحو أضحى

مع التصريف بعدك في جدال

وقد أضحى البديع بلا بيان

قد سلفت معانيه الغوالي

وقد درستْ دروس العلم حزنا

وقد ضلّ الجواب عن السؤال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد فقهاء مروا من هنا الحافظ ابن

كانت هذه تفاصيل فقهاء مروا من هنا- الحافظ ابن حجر العسقلاني.. منارة الحديث في أرض الكنانة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صوت الأمة ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
منوعات اليوم