بواسطة نبض السعودية : في السبت 2025/03/22 الساعة 05:40 م بتوقيت مكة المكرمة شاهد منوعات العقل الجمالي , العقل الجماليFaika.MazraaniSat, 03 22 2025 14 38 نمتلكُ جميعاً وجهَين في طريقةِ تعاملنا مع الحياةِ أحدهما يخضعُ لقوانين العقلِ الأداتي... والان الى المزيد من نبض الجديد.
العقل الجماليFaika.Mazraani
Sat, 03/22/2025 - 14:38
نمتلكُ جميعاً وجهَين في طريقةِ تعاملنا مع الحياةِ: أحدهما يخضعُ لقوانين العقلِ الأداتي حيث تسيطرُ عليه المنطقيَّةُ، والعمليَّةُ، والسعي وراءَ الفائدةِ المباشرةِ، والبحثُ عن المعنى في كلِّ شيءٍ، والآخرُ يميلُ بلطفٍ نحو العقلِ الجمالي الذي يرى العالمَ من زاويةٍ مرهفةٍ، حسَّاسةٍ، وبسيطةٍ، فيُقدِّر الجمالَ بوصفه ضرورةً وقيمةً في حدِّ ذاته. هذا العقلُ يتعمَّقُ في تفاصيلِ الأشياءِ، لا لشيءٍ سوى لاكتشافِ جمالها، والتغلغلِ فيها، والتسامي معها، والتعبيرِ، وتغذيةِ مشاعره. وبين هذَين العقلَين، تتشكَّلُ رؤيتنا للحياةِ في مزيجٍ بين التحليلِ، والتأمُّلِ، والمعنى، والمنفعةِ، والتقديرِ الجمالي.
لكنْ، ماذا سيحدثُ إذا اختلَّ هذا التوازنُ. إذا بدأ العقلُ الأداتي داخلنا بمحاربةِ العقلِ الجمالي، مقيِّداً رؤيته، ومهمِّشاً دوره في قراراتنا، وتفاصيلِ حياتنا اليوميَّة حتى يصبحَ مجرَّد ضيفِ شرفٍ، لا يظهرُ إلا في مناسباتٍ نادرةٍ، تتضاءلُ مع الوقتِ كلَّما ازدادَ تعرُّضنا الدائمُ لكلِّ ما هو جديدٌ؟
مع تزايدِ المعرفةِ، نفقدُ دهشةَ البداياتِ، وتبهتُ الأشياءُ التي كانت تُبهرنا، فتتآكلُ قدرتنا على الاستمتاعِ بلحظةِ الجمالِ الأولى، ونفقدُ تدريجياً تلك الحصانةَ التي تحمينا من بلادةِ العادة. فهل يمكننا استعادةُ التوازنِ بين هذَين العقلَين قبل أن يغيبَ أحدهما تماماً؟
يمكننا استعادةُ العقلِ الجمالي عبر التأمُّلِ، عبر محاولةِ منحِ أنفسنا قسطاً من الوقتِ يومياً، نمارسُ فيه الحياةَ ببطءٍ، كأن نُبطِئ نظرتَنا السريعةَ للأشياءِ، ونبتعدَ قليلاً عن هوسِ البحثِ عن المعنى، ونكتفي بحصَّةٍ من القيمةِ التلقائيَّة التي نحصلُ عليها من جمالِ الأشياء.
نُغذِّي هذه العقليَّةَ عبر تعرُّضنا للفنونِ بكلِّ أشكالها بالسمعِ، والنظرِ، واللمسِ، ومناقشةِ قراراتنا من خلال العاطفةِ. حين نمنحُ القيمةَ الجماليَّةَ القوَّةَ، لتكون المُتحكِّم بمسارِ الأيَّام.
نرجعُ لطفولتنا، نمسحُ نظرتَنا، ونُلمِّعها، لتعودَ قادرةً على رؤيةِ الأشياءِ وكأنَّها جديدةٌ. نستمعُ لوصفِ الأطفالِ وكأنَّهم مُعلِّمون لنا حين يصفون الأشياءَ للمرَّةِ الأولى بالشكلِ، واللونِ عبر النظرِ، لا بدلالةِ استعمالها، أو فائدتها.
نقرأ الأدبَ، ونسمحُ له بأن يُغيِّرنا، فنكتسبُ منه القدرةَ على رؤيةِ الجمالِ لذاته، بعيداً عن الأعرافِ.
لأن الأدبَ يُدرِّبنا على آليَّةِ الحكمِ وفقَ ظروفٍ عاطفيَّةٍ، لا وفقاً للعقلِ والمنطقِ، يجعلنا نرى المشاعرَ التي نعرفُها جيِّداً، لكنَّنا أطَّرناها حتى أهملناها، وركناها على رفوفٍ، لم نعد نراها على الرغمِ من أنها أمامنا، ولم نعد نستخدمها.
يقولُ سعيد ناشيد: «حين نوازنُ بين المعرفةِ العلميَّةِ، والعقلِ الجمالي في رؤيتنا للعالمِ بحيث لا ننظرُ مثلاً إلى غيومِ السحابِ باعتبارِ غايتها أن تُرسِلَ المطرَ فقط، وإن كان هذا مهماً بلا خلافٍ، بل نتعلَّمُ بالموازاةِ كيف ننظرُ إليها في ذاتها، ولذاتها أيضاً، فإننا في تلك اللحظةِ سنستمتعُ بالنظرِ إلى تشكيلاتها المتغيِّرةِ مثلما كنا نفعلُ أيَّامَ الطفولةِ».
الكاتب
مها الأحمد
Publication Date
Sat, 03/22/2025 - 14:38
مها الأحمد
مقالات
شاهد العقل الجمالي
كانت هذه تفاصيل العقل الجمالي نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على مجلة سيدتي ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.