حمد ووالده عوض... حكاية صمود ومعاناة خلف القضبان.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


حمد ووالده عوض... حكاية صمود ومعاناة خلف القضبان


كتب فلسطين أون لاين حمد ووالده عوض... حكاية صمود ومعاناة خلف القضبان..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة عبد الرحمن يونس كان يومًا مشمسًا حين استقبلت غزة اثنين من أبنائها المحررين، حمد هللو ووالده عوض، بعد رحلة طويلة وشاقة خلف قضبان الاحتلال. عاد الأب والابن ليضما بعضهما بحرارة، لكن هذه المرة بحرية، بعد شهور من العذاب والاعتقال.قصة حمد ووالده... , نشر في الأحد 2025/03/23 الساعة 08:57 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ عبد الرحمن يونس:

كان يومًا مشمسًا حين استقبلت غزة اثنين من أبنائها المحررين، حمد هللو ووالده عوض، بعد رحلة طويلة وشاقة خلف قضبان الاحتلال. عاد الأب والابن ليضما بعضهما بحرارة، لكن هذه المرة بحرية، بعد شهور من العذاب والاعتقال.





قصة حمد ووالده ليست حكاية أسيرين فقط، بل صورة مكثفة لمعاناة مئات الأسرى من قطاع غزة الذين اختطفتهم آلة الاحتلال بعد السابع من أكتوبر 2023، وزجت بهم في المعتقلات، حيث يختلط الألم بالأمل.

حمد هللو، الشاب ذو الخمسة والثلاثين عامًا، لا يزال صوته يحمل بحة المعاناة حين يتحدث لصحيفة "فلسطين" عن تفاصيل اعتقاله وظروف أسره.

كان حمد رب أسرة مكونة من ستة أطفال، أكبرهم في سن المراهقة، وآخرهم ولد بينما كان هو داخل الأسر، لم يره إلا بعد تحرره. "كنا نظن أن معاناة النزوح هي أكبر المصائب، لكننا لم نكن ندرك أن ما ينتظرنا خلف القضبان كان أبشع مما تخيلناه"، هكذا بدأ حمد حديثه وهو يستعيد بدايات تلك المحنة.

في ديسمبر 2023، قصفت طائرات الاحتلال منزل حمد في غزة، فاضطر للنزوح مع عائلته إلى شقة والده الصغيرة الواقعة قرب مسجد فلسطين. كانت الحياة هناك بالكاد تحتمل، لكنه لم يكن يتوقع أن الأسوأ لم يأت بعد. "بعد أسبوعين من نزوحنا، فوجئنا بقوات الاحتلال تحاصر المبنى بالكامل. لم يكن لدينا أي مخرج. اقتحموا الشقة بطريقة همجية، ضربونا واقتادونا أنا ووالدي دون أن يسمحوا لنا حتى بوداع أهلنا".

منذ تلك اللحظة، بدأت رحلة العذاب الحقيقية كما يصفها حمد، الذي ما زال يحاول لملمة شتات نفسه بعد التجربة. تم نقله ووالده إلى سجن "سدي يتمان"، أو كما يسميه الأسرى "المسلخ"، لما فيه من صنوف الإذلال والإهانة. "مكثنا هناك أسبوعين. لا تعرف للراحة طعمًا ولا للنوم معنى. كانوا ينهالون علينا بالضرب في كل وقت، وكأنهم لا يكتفون برؤيتنا ضعفاء، بل يريدون سحق كرامتنا أيضًا".

الأصعب بالنسبة لحمد لم يكن الألم الجسدي فقط، بل ذلك اللحظة التي تم تفريقه عن والده، لا يعلم عنه شيئًا. يقول بنبرة خافتة: "أنا كنت أتألم من خوفي عليه أكثر من ألمي على نفسي. تخيل أن يتم انتزاعك فجأة من أقرب الناس إليك في أحلك الظروف". 

شهر رمضان الماضي كان من أقسى الأوقات على حمد داخل الأسر، فقد اعتاد قضاء هذا الشهر الفضيل بين أهله وأطفاله، يزين البيت معهم ويشاركهم إعداد الإفطار. "في السجن، كانت الذكريات تصبح خناجر مغروسة في صدرك. كنا نسمع أذان المغرب، لكن بدلاً من تناول الإفطار، كانوا يقتحمون الزنازين ويضربوننا. كان العذاب مضاعفًا، تجلس لتقرأ القرآن وتدعو، وفجأة تفتح الأبواب بعنف ويدخل الجنود، ليقلبوا المكان رأسًا على عقب". 

وسط هذا الظلام الدامس، جاء خبر الإفراج كالشمس بعد ليلة طويلة من البرد. "قالوا لي: ستخرج قريبًا. لم أصدق نفسي، وظننتها خدعة أو مزحة ثقيلة. لكنهم نقلوني إلى غرفة أخرى، وفجأة رأيت أبي هناك. احتضنته بقوة، شعرت وقتها أنني ولدت من جديد". 

لم يكن لقاؤهما الأخير قبل الإفراج سوى تأكيد أن الأمل لا يموت، حتى وإن طال أمد الغياب. بعد أيام، تم الإفراج عنهما معًا، في مشهد مؤثر أثار دموع كل من رآهما على بوابة قطاع غزة. "عندما وصلت غزة، نزلت من السيارة وسجدت شكرًا لله على هذه النعمة. لم أكن أصدق أنني عدت إلى وطني، إلى أطفالي الذين لم أرهم منذ شهور، وإلى البحر الذي لطالما أحببته"، يقول حمد والدموع تملأ عينيه.

بعدها، لم يجد حمد ووالده وجهة أجمل من بحر غزة. هناك، عند الشاطئ، وقفا معًا، ينظران إلى الأفق ويسترجعان شهورًا من العذاب، بينما تحيط بهما الأمواج التي حملت حكايات الغائبين والغائبين العائدين. التقط صورة مع أبيه، صورة تحمل معنى الحرية بعد الأسر، والحياة بعد الموت البطيء.

في حديثه الأخير، يوجه حمد رسالة لكل الأسرى الذين ما زالوا خلف القضبان، خصوصًا أولئك الذين تم اختطافهم من غزة بعد السابع من أكتوبر. "أتمنى أن يرى الجميع النور، كما رأيناه نحن. أوجه شكري للمقاومة التي كانت لها يد في الإفراج عنا. هم أملنا، وهم من يثبتون لنا في كل لحظة أن الحرية ممكنة، مهما طال ليل الاحتلال".

اليوم، يعيش حمد مع عائلته في منزل بسيط وسط غزة، لكنه لا يتوقف عن التفكير بزملائه الأسرى. يقول: "الحرية أغلى من كل شيء، وأتمنى ألا يطول فراقهم كما طال فراقنا. غزة تستحق الفرح، وأهلها يستحقون الحياة".

تظل قصة حمد ووالده واحدة من آلاف القصص التي ترويها غزة يوميًا، لكنها أيضًا شهادة على أن الصمود والإيمان بالحرية لا يمكن أن يسجنا خلف قضبان الاحتلال، مهما حاول السجان

المصدر / فلسطين لأون لاين


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد حمد ووالده عوض حكاية صمود

كانت هذه تفاصيل حمد ووالده عوض... حكاية صمود ومعاناة خلف القضبان نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم