رياح الشام.. اخبار عربية

نبض الصحافة العربية - اندبندنت عربية


رياح الشام


كتب اندبندنت عربية رياح الشام..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد طفل يحمل على الأكتاف يهتف بينما تتجمع الحشود لإحياء الذكرى الـ 14 للانتفاضة ضد الرئيس السوري السابق بشار الأسد في حمص، في أواخر يوم 15 مارس 2025 أ ف ب آراء nbsp;سورياإيرانالشرق الأوسطالسعوديةمصرتركيايستأثر الشام الكبير أو تعبير سوريا الكبرى... , نشر في الأثنين 2025/03/24 الساعة 01:07 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

طفل يحمل على الأكتاف يهتف بينما تتجمع الحشود لإحياء الذكرى الـ 14 للانتفاضة ضد الرئيس السوري السابق بشار الأسد في حمص، في أواخر يوم 15 مارس 2025 (أ ف ب)





آراء  سورياإيرانالشرق الأوسطالسعوديةمصرتركيا

يستأثر الشام الكبير أو تعبير "سوريا الكبرى" باهتمام خاص في الدراسات الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط، فإذا كانت العروبة قد وفدت إلى المنطقة من الجزيرة العربية فإن الامتداد الجغرافي والتاريخي لها يعود بالدرجة الأولى للدولة الإسلامية، إذ إن بني أمية قادمون من الجزيرة والساحل، أي تلك المرتبطة بجغرافيا ذلك الإقليم الذي يختزن في أعماقه أبعاداً تاريخية خاصة، ويعكس في الوقت ذاته رؤى حضارية كامنة تطفو على السطح فناً وأدباً وثقافة، إضافة إلى أنها تقع في معظمها في إقليم البحر المتوسط بما يحمله ذلك من دلالات وما يعبر عنه من مظاهر، ولذلك فإنها تلعب دوراً مؤثراً في ثقافة المنطقة بآدابها وفنونها، فالقدود الحلبية لا تبتعد كثيراً من الموشحات الموصلية، والمناخ الثقافي السائد يعطي انطباعاً بوحدة المجتمع وتجانس أطرافه، بل إن التأثيرات الشامية ثقافياً وفكرياً تخرج عن هذا النطاق لكي تكون عاملاً مؤثراً في ثقافة شعوب كبيرة مجاورة مثل مصر، فالنهضة الفكرية والوثبة الثقافية التي عرفتها الكنانة ترتبط بقدوم العنصر الشامي إلى مصر، ليصبح الأدب والفن والموسيقى والغناء والشعر كلها مرادفات لآثار قادمة من الشام الكبير، خصوصاً قطريها الكبيرين سوريا ولبنان.

ولقد انعكس ذلك بالضرورة على الحركة الفكرية والتيارات القومية في المنطقة عموماً، فشهدنا تنامياً لروح العروبة وبرزت أسماء كبيرة تأثرت بالامتزاج بين المناخين الشامي والمصري، ولعلنا نذكّر الجميع بنموذج شاعر القطرين خليل مطران، بل إن مؤسسي القلاع الثقافية والإعلامية الكبرى في مصر إنما هم أولئك الذين وفدوا من الشام إليها، استثماراً لمناخها السياسي ومساحة الحرية المتاحة فيها بعيداً من سطوة الحكم العثماني، فوفد إلى القاهرة عبدالرحمن الكواكبي وجيله ممن يرفضون الاستبداد ويحاربون الفساد وينتقدون الحكم التركي الذي جثم على صدر المنطقة لقرون عدة، بل إنني أضيف إلى ذلك أن مسيحيي الشام يتصدرون قائمة البنائين الرواد للثقافة العربية في مصر، فآل تقلا مؤسسو الأهرام شوام، ومؤسس دار الهلال جرجي زيدان من الشوام أيضاً، كما أن السيدة روزا اليوسف قد وفدت إلى مصر من المشرق العربي، وقس على ذلك عشرات المؤسسات والأسماء التي تجعل الشام درة العقد وأيقونة الفكر والثقافة، فكثيرون لا يعرفون أن نجيب الريحاني عراقي الأب قبطي الأم، ولذلك فإن العلاقة بين مصر والشام كانت ولا تزال علاقة تكاملية ينتمي فيها الطرفان إلى تأثيرات الجزيرة العربية، مهبط الوحي ومبعث الرسالة التي جاءت إلى المنطقة كلها بروح الإسلام التي انصهرت مع الثقافات القديمة في المنطقة، لتصنع بوتقة مؤثرة في حياتنا جميعاً حتى اليوم.

إنني أقول هذه الكلمات إيماناً مني بأن الشام الكبير كان وسيظل كياناً مؤثراً لا في الجوانب الفكرية والثقافية وحسب، ولكن أيضاً في الإرهاصات السياسية، فالحركة القومية شامية النشأة، كما أن العروبة سورية المولد، ولذلك يصبح من الطبيعي أن ينظر العرب في هذه المرحلة إلى سوريا التي تستعيد عافيتها وتسترد وضعها بعد غياب قارب نصف قرن كامل، افتقدتها فيه المحافل السياسية والدوائر الدبلوماسية، إذ غابت دمشق عن الحضن العربي والتيار القومي لعقود عدة ، وها هي تعود لحضن أمتها بترقب عربي كامل واهتمام إقليمي ودولي واسع، بخاصة أن الأراضي السورية كانت تحولت إلى مرتع لبعض التنظيمات ذات الطابع الإرهابي، وسقطت أجزاء منها في مستنقع التنظيمات المتطرفة والجماعات التي تدعي الإسلام السياسي من دون أن تقتني سماحة ذلك الدين الحنيف وفلسفته الجامعة لأبناء الملل والنحل من دون تفرقة أو تمييز، ولذلك فإنني أطرح في هذه الظروف التي يواجه فيها القطر السوري رياحاً عاتية من اتجاهات مختلفة، وأطماعاً عدة من دول الجوار تارة ومن القوى الدولية تارة أخرى بعض الأفكار لكي تبقى سوريا لؤلؤة متألقة في بر الشام، على رغم الجراح التي سببتها الأحداث الدامية الأخيرة والتي تؤكد دائماً أن سوريا، شأن الدول العربية الأخرى، هي مطمع للجيران ومصدر إغراء لكل من يريد أن ينال من الكيان العربي الكبير، بإجهاض دورها الجديد من بدايته والتأثير في حضورها القومي الذي غاب طويلاً ثم عاد أخيراً ليجد لنفسه مكاناً على الخريطة القومية، ولتصبح أرضه من جديد هدفاً للطامعين من مخططي السياسة الإسرائيلية الذين فتحت أحداث سوريا الأخيرة شهيتهم تجاه ذلك البلد العربي المهم تاريخياً وجغرافياً، بل إنني أذكر الجميع بأن حال الترقب التي يتابع فيها كثيرون تطورات الوضع السوري، هي في حد ذاتها تعبير كبير عن أهمية ذلك البلد العربي المحوري مع رغبة شديدة في خلاصه من تأثير الميليشيات المتطرفة والجماعات الشاردة التي تحاول أن تجد لنفسها مكاناً في هذه الظروف الاستثنائية التي تشهد فيها دمشق تحولات كبيرة، وتتعرض أيضاً لأعاصير شديدة بعضها طائفي وبعضها الآخر نتاج طبيعي للصراع التاريخي الطويل في الشرق الأوسط حول القضية الفلسطينية، والتي تتحمل فيها سوريا عبئاً كبيراً نجم عن تركة ثقيلة خلال العقود الأخيرة لنظام مستبد وحكم شديد الوطأة على الشعب السوري الذي قاسى كثيراً، وتحولت أعداد كبيرة منه إلى لاجئين ونازحين، وقد بدأت حالياً أعداد كبيرة منهم تعود لديارها بعد رحلة عذاب طويلة في الصحاري والبحار طلباً للنجاة وتعلقاً بالحياة، ولعلنا نطرح الآن ملاحظات ثلاث نرى أنها ذات تأثير محوري في مستقبل ذلك القطر العربي الشقيق:

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أولاً نلاحظ بوضوح انقطاع العلاقة بين النظام السوري الجديد والماضي المرتبط ببعض قياداته فكرياً وسياسياً، فلكل مرحلة أساليبها ولكل أوان أذان، والتحول الفكري والسياسي أمر معترف به في تاريخ الأمم والشعوب، ولكن صدق


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد رياح الشام

كانت هذه تفاصيل رياح الشام نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم