كتب الجزائرية للأخبار خواطر رمضانية (زمن الرويبضة)..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد رشيد مصباح فوزي الجزائر قال الإمام الشافعي رحمة الله عليه ”ما جادلت عالما إلّـا غلبته، وما جادلت جاهلا إلّـا وغلبنى“. مشكلة العالِم الحقيقيّ هو أنّه كلّما أبحر في محيطات العلوم... , نشر في الخميس 2025/03/27 الساعة 05:35 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
رشيد مصباح (فوزي)
الجزائر
*
قال الإمام الشافعي رحمة الله عليه: ”ما جادلت عالما إلّـا غلبته، وما جادلت جاهلا إلّـا وغلبنى“.
مشكلة العالِم الحقيقيّ هو أنّه كلّما أبحر في محيطات العلوم والمعرفة، ازداد يقينا بعجزه عن تدارك الأعماق. وزاده ذلك تواضعا واستحياء من عجزه وانعدام قدرته وتمكّنه. وأمّا الجاهل فهو مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل لكي تتجاهل الخطر. وكذلك يفعل الجاهل.
يقول المثل الفرنسي: [Les fûts vides sont ceux qui font le plus de bruit] بمعنى: ”البراميل الفارغة هي التي تحدث أكبر قدر من الضجيج“. ونحن في زمننا هذا وفي هذه الأيّام، اكتسبنا؛ ومن خلال الوسائل المعرفيّة الحديثة وبما توفّره لنا من مساحات للتّعبير، ثقة ”عمياء“، وتمادينا ونسينا أنفسنا.. ولم يعد يخامرنا أدنى شكّ فيما مطلق ما نعتقده ونقوله، وربما نحن في الزّمن الذي قال عنه رسول الهدى ـ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ـ : ((سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويخَوَّنُ فيها الأمينُ، وينطِقُ فيها الرُّويْبِضَةُ . قِيلَ : وما الرُّويْبِضةُ ؟ قال : الرجُلُ التّافِهُ يتَكلَّمُ في أمرِ العامةِ)).
و”الرويبضة“ شخص، أرعن، أحمق وأهوج، لا يستحي ولا يخجل من نفسه، وليس في وجهه ماء، وما أكثرهم في زمننا وأيّامنا هذه؛ زمن وسائل التواصل الرّخيصة والمنابر التي باتت ملجأ لكل ثرثار متشدّق ”متفيهق“، يدّعي إلمامه بأمّهات المعرفة والعلوم. ولو سألته عن عدد الكتب التي قرأها، وعن عدد اللّغات التي يتقنها… لما وجدت عنده الرد. وفي أمثاله قال الرسول الكريم: (( إنَّ أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي في الآخرةِ محاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا الثَّرثارون المُتفيهِقون المتشدِّقون)).
لقد تسبّبت الوسائل الحديثة في انتشار الجهل بصورة غير مسبوقة، وكم كان من السّهل التمييز بين العالم الحقيقي والعالم المزيّف، وأمّا في زمننا فلم يعد هذا ممكنا، ولتسلّط المزيّف على الأصيل، والأصيل أصيل، و أمّا ”الرويبضة“ فلا يستحي من نفسه ولا يعتريه خجل، سطحي متسلّط، لا يراعي الله في النّاس، ولا يرقب فيهم إلّـا ولا ذمّة. نحن في زمن الوسائل الحديثة التي مكّنت ”الرويبضة“ من مخاطبة الناس بكل جرأة وسفاهة، والناس في هذه الأيّام صارت تستحي. [و إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ]. ولو كان لدى ”الرويبضة“ ذرّة من الحياء والخشية من الله تعالى، لما تجرّأ على اعتلاء منبر الرّسول ومخاطبة العقول.
شاهد خواطر رمضانية زمن الرويبضة
كانت هذه تفاصيل خواطر رمضانية (زمن الرويبضة) نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزائرية للأخبار ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.