كتب وكالة وطن للأنباء غزة… حين يصرخ التراب وتنزف السماء د. أروى محمد الشاعر..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد في غزة، على رمالٍ قانية بلون الدم، تُحفَظ أسماء الشهداء وتُطفأ ضحكات الطفولة التي تحوّلت إلى صيحات تطالب بالنجاة. هناك، لا يأتي الليل بهدوئه المعتاد، بل يحمل زئير الطائرات، ووميض القذائف، وبقايا حياةٍ تسكن بين الأنقاض. مدينة تهاجمها العواصف، لا... , نشر في الخميس 2025/03/27 الساعة 11:13 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
في غزة، على رمالٍ قانية بلون الدم، تُحفَظ أسماء الشهداء وتُطفأ ضحكات الطفولة التي تحوّلت إلى صيحات تطالب بالنجاة. هناك، لا يأتي الليل بهدوئه المعتاد، بل يحمل زئير الطائرات، ووميض القذائف، وبقايا حياةٍ تسكن بين الأنقاض. مدينة تهاجمها العواصف، لا تلك التي تنثر المطر، بل عواصف من فولاذ ونار، تمزق الأفق وتترك ندوبًا تحكي وجعًا محفورًا على الأرصفة، حيث مشت آخر خطوات طفل، وذابت آخر نظرة أم.
غزة مدينة لم تُخلق لتنام، بل لتصحو كل ليلة على صفير الموت، وارتجاف الزجاج وصراخٍ يمزق جدران الصمت، هناك طفلٌ ينكمش في حضن أمه ينتظر أن تمر العاصفة… لكنها لا تمر.
في غزة، الطفولة تُختال بالحطام والرماد، من قصفٍ لا يفرّق بين وجه رضيع وركنِ مسجد، بين مئذنة وكنيسة، بين مدرسة ومستشفيات تحولت الىً قبور، وبين صورةٍ عائلية معلقة منذ عشرين عامًا على الجدار. قصفٌ صهيوني لا يعرف الرحمة، لا يتوقف، لا يشبع، تأتي طائراته كوحوش جائعة تنقض على البيوت تشطرها نصفين، تذرّ الرماد وتترك خلفها سؤالًا يُقصي المنطق: هل كان هذا منزلًا؟ هل كانت هناك أسرة؟ هل عاشت هنا حياة؟ غزة تنزف، تحكي عن أبٍ عاد ليجد أطفاله تحت الركام، عن أمٍ أمسكت بيد طفلها في اللحظة الأخيرة ثم لم تجد سوى أصابع مبتو، تحكي عن أعراس تحوّلت إلى جنائز، وكتب مدرسية احترقت قبل أن تُقرأ، وعن شبابٍ قُتلوا قبل أن يتذوّقوا طعم الأمل.
إن دمعة أم، ونداء أب… ليسوا مجازًا، هي الحقيقة التي تطرق أبواب السماء كل ليلة، تسأل: أما من سامع؟ أما من غاضب؟ أما من قلب؟ لكن الصوت يرتد، يُحبس في جدرانٍ عالية أقامها العالم حول ضميره، وتستمر المذبحة.
يواصل العالم دورانه، يشيح بوجهه، كأن النار لا تشتعل، كأن غزة لا تنزف، لكن ما لا يُرى تحت الركام هو ما يستحق الوقوف، ففي شهقة كل ناجٍ تتوهج جمرة لا تستسلم، لا تنطفئ، تقول رغم الألم: نحن هنا في وطنٍ لا يقول الوداع.
كم قلبًا سينكسر الليلة وأنتم تقرأون ما كتبته، وكم بيتًا سيفقد أسماءه وأحلامه قبل أن يبزغ فجرٌ لا يحمل موتًا؟ ليس سؤالًا شعريًا بل حسابٌ يومي يتكرر: أطفال ونساء قتلى، جثث مجهولة، خبر يُكتب ويُقرأ، ثم يُنسى، لكن في غزة لا يُنسى شيء، هناك ذاكرة، هناك ضوءٌ خافت في عيون من بقوا على قيد الحياة لا لشيء سوى لأن الصاروخ لم يصبهم هذه المرة. الاحتلال لا يقتل فقط، بل يحاول محو الذاكرة، تفتيت الحكايات، دفن الأسماء لكنه يفشل دائمًا لأن غزة أصبحت ملحمة وفكرة ومقاومة، وجذور مغروسة في أرضٍ شربت الدم ولم تتعب. في غزة هناك شيء لا يمكن قصفه، الإرادة التي تصرخ: نحن لا ننهزم حتى حين يرحل الجسد، تبقى الروح شامخة، تكتب بدمها: لن نغادر، لن نستسلم، لن ننسى.
غزة… جرح مفتوح في ضمير البشرية وإن بقي العالم أصمًّا، فالحجارة والمجازر هناك تتكلم، إنها قلبٌ مكشوفٌ للريح، وصدرٌ مفتوحٌ للسماء، يتلقى الضربات دون درع.
في غزة لا يأتي النهار بل يغيب عند الأفق، وتسيل دماء الأطفال، الضحكة هناك فعل مقاومة، والطفولة حلم يتفتت تحت قصف الطائرات والقنابل وجنازير الدبابات.
أطفال غزة خرجوا إلى الحياة ليملؤوا الدنيا ضحكًا وأرجوحةً، لكن الحرب قطعت الحبل قبل أن تكتمل الفرحة. في غزة لا يحمل الأطفال أقلام تلوين بل أسماء إخوتهم الشهداء، لا يحفظون الأغاني بل أرقام الصواريخ وأسماء الطائرات.
كل طفل هناك هو مشروع شهيد مؤجل ووجه صغير خُلق ليُحرق في مجزرة، وصوتٌ واهن خُلِق ليُقمع في قبو تحقيق، يولد وفي عينيه نبوءة الفقد، ويخطو أولى خطواته فوق ركام بيتٍ ربما كان بيته أو بيت جاره أو مدرسته
شاهد غزة حين يصرخ التراب وتنزف
كانت هذه تفاصيل غزة… حين يصرخ التراب وتنزف السماء د. أروى محمد الشاعر نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على وكالة وطن للأنباء ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.