جرعات السم.. اخبار عربية

نبض السعودية - صحيفة الوئام




كتب صحيفة الوئام جرعات السم..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد بقلم فيصل الحمدخبير استراتيجي وعسكريعلى مدار العقود الماضية، قامت إيران ببناء نفوذاً إقليمياً معتمدة على أدوات غير تقليدية متضمنة الميليشيات والوكلاء السياسيين. هذا النفوذ بدأ يتشكل بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ونتيجة استثمارات طويله في... , نشر في الأثنين 2025/03/31 الساعة 08:04 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

بقلم: فيصل الحمد

خبير استراتيجي وعسكري

على مدار العقود الماضية، قامت إيران ببناء نفوذاً إقليمياً معتمدة على أدوات غير تقليدية متضمنة الميليشيات والوكلاء السياسيين. هذا النفوذ بدأ يتشكل بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية ونتيجة استثمارات طويله في الصراعات والهشاشة الأمنية في المنطقة. من لبنان إلى العراق ومن سوريا إلى اليمن تحرك المشروع الإيراني في مساحات الفراغ وعوامل اللااستقرار متجاوزاً الحدود الجغرافية، ورافعاً شعار “محور المقاومة أو الممانعة” في وجه خصومه ومنافسيه الإقليميين والدوليين. لكن هذا التمدد لم يكن دون كلفة، ولم يكن ليبقى دون رد.





في عام 1989، وافقت إيران على قرار مجلس الأمن رقم 598، الذي تضمن وقف عمليات القتال والحرب العراقية الإيرانية. حينها وصف الخميني القبول بهذا القرار بأنه “تجرع السم”، في إشارة إلى صعوبة التراجع عن مشروع كان يحمل بُعداً أيديولوجياً عميقاً. تلك اللحظة لم تكن فقط نهاية حرب، بل بداية لمرحلة جديدة في السياسة الإيرانية.

بعد سنوات، تجاوزت ايران تجرع السم ومرارة الموافقة على إيقاف الحرب، لتعود إلى رسم مشروعها في الإقليم بوسائل أخرى خارجة عن النمط الدبلوماسي التقليدي. فأنشأت الميليشيات مع بقاء الداعم الرئيسي بتحرك في الظل، إلى أن وصلنا لمرحلة أعلن فيها أحد القيادات بأن إيران تسيطر على أربعة عواصم عربية. هذا النفوذ تضمن الدعم بالأسلحة، وشبكات التمويل، وتجارة المخدرات التي وظفت كأداة للهيمنة والحصول على تمويل إضافي.

لكن اللحظة المفصلية والتحول الاستراتيجي حدث في السابع من أكتوبر، عندما شنت حركة حماس هجومهاً على مواقع إسرائيلية في منطقة طوق قطاع غزة. الرد الإسرائيلي لم يقتصر على غزة، بل تضمن كامل المناطق المرتبطة بمحور إيران بما في ذلك الأراضي الايرانية. في لبنان، تم تفكيك وتدمير قدرات ميليشيا حزب الله، وأصبحت إمكانية تنفيذ القرار 1701 كأمر واقع. في سوريا، تلقى نظام الأسد الذي كان يشكل أحد أعمدة النفوذ الإيراني في الشام ضربات قوية، أدت في النهاية إلى انهياره بعد عقود من القبضة الحديدية. كل هذه الأحداث أدت إلى إخراج بيروت ودمشق من محور إيران، وها هي الآن تواجه تحدياً في صنعاء، حيث تواصل الولايات المتحدة استهداف مراكز الحوثيين وتفكيك قدراتهم.

تسلسل هذه الضربات لا يترك مجالاً للشك في أن محور إيران يتعرض لنزيف حاد، لكنه ليس النزيف الوحيد. فداخل إيران، بدأت الضغوط تتزايد حتى وإن لم تظهر على السطح، خاصة مع فشل العودة للاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة أوباما، ونجاح المفاوض الإيراني بأبعاد ملف الصواريخ البالستية والاحتفاظ بقدر من إمكانيات تخصيب اليورانيوم. إدارة ترامب خلال فترتها الأولى انسحبت من الاتفاق، وأعادت فرض العقوبات. أما إدارة بايدن فقد حاولت العودة الى الاتفاق لكنها لم تحقق نجاحاً. واليوم، تعود الرسائل من واشنطن، وتحديداً من الرئيس الامريكي ترامب، أكثر وضوحاً: إما القبول بشروط أمريكية قاسية تشمل تفكيك البرنامج النووي، أو مواجهة عمل عسكري يبدو أكثر واقعية من أي وقت مضى.

منذ تجرع السم بقبول وقف الحرب العراقية، لم تواجه القيادة الإيرانية مأزقاً بهذه الحدة. خامنئي يجد نفسه بين جرعتين من السم، لا يملك ترف الاختيار فكلاهما قاتل. فالتوقيع على اتفاق جديد قد يعني انهيار الحلم والمشروع الإقليمي من الداخل، وتهديد استقرار النظام نفسه. أما رفض الاتفاق، فقد يفتح الباب أمام حرب قد لا تنتهي إلا بانهيار النظام وقدراته.

المرحلة الحالية، ليست مجرد أزمة بل مفترق طرق. فالمواجهة لم تعد خارج الحدود فحسب، بل بدأت طهران تخسر عمقها الاستراتيجي قطعة تلو الأخرى. ما يحدث اليوم يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، ويطرح سؤالاً كبيراً: هل تكون النهاية السياسية لنظام ولاية الفقيه قادمة مع تجرع السم مرة أخرى، أم أن هناك جرعة ثالثة؟.

ايران مقالات فيصل الحمد


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد جرعات السم

كانت هذه تفاصيل جرعات السم نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على صحيفة الوئام ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم