من رمضان إلى غزة وسوريا والسودان.. البهجة الطارئة والألم المُتَّوَطِن!.. اخبار عربية

نبض قطر - الجزيرة مباشر


من رمضان إلى غزة وسوريا والسودان.. البهجة الطارئة والألم المُتَّوَطِن!


كتب الجزيرة مباشر من رمضان إلى غزة وسوريا والسودان.. البهجة الطارئة والألم المُتَّوَطِن!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد مقالاتمن رمضان إلى غزة وسوريا والسودان البهجة الطارئة والألم المُتَّوَطِن!1 4 2025صلاة العيد في أم درمان بعد دحر مليشيات الدعم السريع رويترز يحدث أن يفرح المصري فيبكي. هما ضدان لا يجب أن يجتمعا معًا في لحظة واحدة، وفي موقف واحد. الفرح ضد البكاء،... , نشر في الثلاثاء 2025/04/01 الساعة 05:51 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

مقالاتمن رمضان إلى غزة وسوريا والسودان.. البهجة الطارئة والألم المُتَّوَطِن!1/4/2025صلاة العيد في أم درمان بعد دحر مليشيات الدعم السريع (رويترز)

يحدث أن يفرح المصري فيبكي. هما ضدان لا يجب أن يجتمعا معًا في لحظة واحدة، وفي موقف واحد. الفرح ضد البكاء، والبهجة تنافي التعاسة، والسعادة نقيض الألم.

هل هناك شعوب أخرى تتسم بهذه الحالة، أم أنها قاصرة على الشعب المصري، ولها جذور تمتد آلاف السنين وتتوارثها الأجيال كما تتوارث سمات مجتمعية أخرى؟ ولماذا هذه الحالة الغريبة المثيرة؟





اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

ربما لأن البهجة طارئة، بينما الألم مُعَمِر ومُتَّوَطِن، وغالبًا ليس هناك تفسير آخر، وقد يكون لعلم الاجتماع والنفس رؤى في هذا الموضوع إذا كانت معاهد العلم المتخصصة في هذا المجال تهتم بدراسة هذه القضايا والظواهر الاجتماعية والشخصية الموروثة، أو التي هي حصاد أوضاع عامة مجحفة تاريخيًا بالإنسان المصري.

وفي مثال عام، فإن رمضان يتفرد بين شهور السنة بميزة خاصة، إيمانية واجتماعية وعائلية، ويُوصف بأنه شهر الخير والبركة، وهذا وغيره واقعي، ونعيشه كل يوم طوال الشهر، لكن مقابل شهر واحد نعيش أحد عشر شهرًا دون إحساس بما كان لرمضان وفي رمضان.

مع إعلان دخول رمضان تشع أنوارًا غير مرئية، لكنها محسوسة فتصنع بهجة فردية وعامة، ومع انتهاء الشهر لا تشعر بالأنوار إلا الساعات الأولى يوم العيد، ثم في مساء اليوم نفسه لا تجد البيوت والشوارع والقرى والمدن بحالة الفرح العام ذاته، وتختفي كل المظاهر التي كانت تميز رمضان حتى في الزحام والشراء والأطعمة.

رمضان مقابل بقية شهور العام، ورمضان مقابل أوضاع الأمة العربية والإسلامية، هنا سيكون رمضان المبهج بمثابة نقطة في بحر الألم مما يعيشه العرب والمسلمون كأمة عظيمة، لكنها لا تدافع عن عظمتها، ولا تُقّدر تاريخها، ولا تحافظ على وجودها، ولا تنتفض دفاعاً عن كرامتها.

غزة.. والخجل من البهجة

أشد آلام الأمة اليوم هي غزة في فلسطين المحتلة. غزة تجعل البهجة في خجل من نفسها، وتجعل المبتهج يشعر بالذنب بسبب ما يراه يحدث هناك، ليس في رمضان القريب وحده، إنما في رمضان السابق حيث المجازر والإبادة لم تراع خصوصية الشهر.

ورمضان هذا وذاك، هما شهران فقط ضمن سنوات ثلاث متواصلة من الإجرام الشنيع بحق المظلومين الذين يواجهون أهوالًا فوقها أهوال مما لم يحدث حتى لسكان أي مدينة كبرى في البلدان المتقاتلة خلال الحربين العالميتين.

البهجة هنا برمضان وغيره ستكون لحظة طارئة، بينما الألم أيامًا وشهورًا وسنوات، والقادم ربما أسوأ متمثلاً في خطط تهجير، إما مواصلة حصد الأرواح بمنهجية إرهابية، أو الفرار خارج ساحة القتل المريعة.

كل ما يحدث في بلاد العرب والمسلمين منذ بدأت نكبة غزة من أفراح وابتهاج هو عار عليهم، أفراح في غير وقتها، لست أصادر على السعادة وأفتح الطريق للحزن فقط، إنما كيف تكون هناك سعادة وسط إبادة لأناس منا ونحن منهم؟

كيف لأمة المليارين من الناس ألا تتصدى لتلك المجزرة الطويلة الشنعاء؟ ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الفظاعات؟ وكيف سيحكم على المتخاذلين المستسلمين الذين لا يحاربون، وليس مطلوب منهم الحرب بالجيوش، إنما مواقف تتسم بالرجولة والنخوة والكرامة؟

السودان والتعافي

وإلى السودان حيث يبتهج الشعب، ومعه المحبون له من العرب والعالم، إنما هذه البهجة هي لحظات، وربما أيام، مقابل سنوات من الاقتتال الدامي بين جيش نظامي وفريق ميليشاوي تم دمجه مع الجيش، لكنه لم يتخل عن عقله القبائلي الميليشاوي.

قتل وتدمير وتشريد وتهجير ونهب واغتصاب للنساء، وهذا عار لن ينمحي من السودان المعاصر حيث يجعل الفرح بالإنجاز متضاءلًا أمام آلام يخّلفها ما يجرى.

والكل مخطئ، إنما الاختلاف في درجة الخطأ، فهذا الجيش، وتلك الميليشيا، لم يكونا مخلصين لانتفاضة الشعب وخلع المستبد، كانت تحركهما دوافع أخرى جوهرها السطو على السلطة، ومن أسف أن قوى مدنية وثورية ساعدت كل جناح بسوء أو حسن نية فوصل السودان إلى احتراب غير مسبوق إلا في منطقة واحدة من قبل هي دارفور.

قد لا يتعافى السودان سريعًا أو بسهولة من هذا الجرح والشرخ العميق، ورغم الانقلابات السابقة، لكن لم يعقبها اقتتالًا عسكريًا، إنما فقط الطغيان والفساد والإفقار.

السودان تجربة أخرى في ربيع العرب المهدور الذي تواطأت عليه فرق وأطياف وجماعات تجمعها كراهية التغيير وعدم التفريط في المصالح غير المشروعة والسلطة والنفوذ، وسار في ركبهم جُهّال ومخدوعون وطماعون وانتهازيون.

هل تنجو سوريا؟

ليس هناك تجربة لا تزال تقف على قدميها حتى الآن غير سوريا رغم أن عمرها قصير. هي تجربة التحرر المُعَمّدة بدماء تملأ بحورًا، وهي ليست بعيدة عن مخاطر الإيقاع بها، وطريقها ليس معبدًا، وقد لا تصل إلى مبتغاها لتكون النموذج على أن التغيير، ولو بالدم الكثيف الاضطراري، قادر على بناء ديمقراطية عربية، ولو كانت في بلد هو “موزاييك” طائفي وعرقي وقومي وسياسي.

إذا نجحت سوريا، ونجت من التآمر عليها فإن أمل التغيير الأوسع عربيًا سيعود مجددًا حيث ستكون مثالًا على ألا طريق إلا الديمقراطية ودولة القانون في البناء الحقيقي للدولة العربية العصرية.

والنموذج السوري سيكون مثيرًا أكثر من غيره لأنه استغرق سنوات في إطاحة نظام مُغرق في الفاشية الدموية، ولأنه نجح بالسلاح، وبأيدي أطراف تُوضع عربيًا ودوليًا في خانات منبوذة، ويتم اعتبارها شرًا، ثم تشأ الأوضاع أن تكون هي قوة التغيير، وربما بادرة الإصلاح لهذا البلد الذي عانى عقودًا من القمع والقهر والظلم.

هل تمثل سوريا تفردًا عربية في طول لحظات البهجة لتؤسس لسنوات منها، بعكس الحالة العربية العامة حيث البؤس والألم يفوق الفرح والسعادة؟

نتمنى، والتمني الآخر ألا يكون التغيير على نهج النموذج السوري، فالأسلم دومًا هو الإصلاح السياسي السلمي الآمن.

المصدر : الجزبرة مباشر


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد من رمضان إلى غزة وسوريا

كانت هذه تفاصيل من رمضان إلى غزة وسوريا والسودان.. البهجة الطارئة والألم المُتَّوَطِن! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزيرة مباشر ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم