كتب فلسطين أون لاين نساء غزة وتحضير السحور.. معاناة يومية في ظلام الحصار والعدوان..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة صفاء عاشورمع حلول شهر رمضان تتجدد معاناة النساء في قطاع غزة، إذ يواجهن تحديات قاسية في تحضير وجبة السحور لعائلاتهن في ظل انقطاع الكهرباء وشح المواد الغذائية بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر منذ أكثر من عشرة أيام.ففي الوقت الذي تستعد... , نشر في الخميس 2025/03/13 الساعة 09:21 ص بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ صفاء عاشور
مع حلول شهر رمضان تتجدد معاناة النساء في قطاع غزة، إذ يواجهن تحديات قاسية في تحضير وجبة السحور لعائلاتهن في ظل انقطاع الكهرباء وشح المواد الغذائية بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر منذ أكثر من عشرة أيام.
ففي الوقت الذي تستعد فيه العائلات في أماكن أخرى من العالم للسحور بأجواء هادئة، تجد نساء غزة أنفسهن مضطرات لخوض معركة يومية وسط الظلام الحالك، مستخدمات وسائل بدائية لإعداد الطعام في ظروف لا تراعي أبسط احتياجات الحياة.
جومانة بهجت (30 عامًا) تعيش هي وعائلتها في خيمة عادت بها بعد رحلة نزوح مريرة ترفض تذكرها أو الحديث عنها، تقول: "رمضان السابق كنا في خيمة ورمضان هذا العام في نفس الخيمة نعيش نفس أجواء البرد وقلة الطعام ".
وتوضح لـ "فلسطين أون لاين" أن إعداد وجبة السحور لعائلتها المكونة من 10 أفراد تمثل كابوسًا بالنسبة لها، فهذا يعني أنها ستتعرض للبرد القارس بمجرد أن تقوم من تحت الغطاء، كما أن لمس المياه الباردة كابوس آخر، بالإضافة إلى إشعال النار فهذه قصة أخرى".
وتذكر أن أسطوانة الغاز التي كانت لديها انتهت في الأسبوع الأول من شهر رمضان، لذلك تضطر يوميًا إلى الاستيقاظ الساعة الثانية والنصف للبدء بإشعال النار وإعداد ما توفر من طعام لعائلتها في ظل حرمان كامل من أبسط أساسيات الحياة.
وتذكر جومانة أنها كل ليلة تواجه مشكلة في تسخين الماء أو طهي الطعام، فليس لديها غاز، وأحيانًا تستخدم الحطب أو تلجأ إلى تحضير أكلات باردة، رغم أن الأطفال يحتاجون لطعام دافئ خاصة مع الصيام".
وعلى ضوء الشموع والمصابيح البدائية، تبدأ الأربعينية علا سكر معاناتها مع رحلة إعداد السحور، مشيرةً إلى أنه كان لإعداد السحور طقوس خاصة عندها كل رمضان قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولكن الآن انقلبت حياتها 180 درجة.
وتبين سكر لـ"فلسطين أون لاين" أنها تعد وجبة السحور على شمعة اشترتها من أحد أسواق مدينة غزة بشيقل واحد وهو مبلغ كبير مقارنة بشمعة يمكن أن تنتهي خلال فترة وجيزة إذا بقيت مشتعلة، لافتةً إلى أنها تشعلها فقط فترة إعداد السحور ثم تناول الطعام على ضوء كشاف أحد الجوالات.
وتتذكر علا كيف كانت قبل العدوان على غزة تضيء منزلها بإضاءة رمضان وزينته بحيث تضفي أجواء إيمانية محببة للصغار والكبار، مستدركةً:" لكن اليوم يستيقظ أطفالي يخافون من الحركة فهم يعيشون في منزل شبه مدمر لا مجال فيه بالحركة في ظل عتمة طغت على كافة مناحي حياتنا".
المعاناة لا تتوقف عند الكهرباء والوقود، بل تمتد إلى نقص المياه، حيث تصل المياه إلى بعض المنازل لساعات قليلة، وفي أحيان كثيرة لا تصل على الإطلاق، لذلك تضطر سحر الدحدوح إلى تخزين المياه في أوانٍ وبراميل غير مناسبة، مما يعرضها للتلوث، ويزيد من أعبائها اليومية في البحث عن مياه نظيفة لاستخدامها في السحور.
تقول سحر، وهي أم لستة أطفال: "لا أستطيع غسل الصحون أو إعداد الطعام بشكل طبيعي بسبب شح المياه، أحيانًا نستخدم مياه مالحة، وأحيانًا ننتظر حتى نجد عربة تعبئة المياه لنحصل على القليل منها، كيف يمكننا تحضير السحور في ظروف كهذه؟".
وتوضح لـ"فلسطين أون لاين" أن أكثر ما يؤلمها هو وضع أطفالها وكيف أنهم يرفضون الحياة في بيت مدمر بعد أن كان لديهم منزل وأسرة ودفء يملأ البيت كله، والآن فقدوا كل شيء في حياتهم، ليمروا بظروف غير إنسانية تقهر طفولتهم ومستقبلهم.
وتضيف: "يجلسون على سفرة السحور يأكلون ما توفر من طعام، ثم يقومون سريعاً لا يتحدثون معي، الغضب واضح في ملامحهم والغصة تملأ قلوبهم بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها".
من جهتها، تذكر ضحى العكة أن أكثر ما يؤلمها في إعداد السحور هو نظرات أطفالها الثلاثة وهم يجلسون على سفرة لا يوجد عليها سوى كأس شاي وطبق فيه بعض جبن الفيتا والزعتر، فبعد أن فقدت زوجها في العدوان الإسرائيلي بقيت تعتمد في مصاريف بيتها وطعام أطفالها على المساعدات الغذائية والتي أصبحت شحيحة للغاية مع بداية رمضان.
وتقول العكه لـ"فلسطين أون لاين":" بسبب إغلاق الاحتلال المتكرر للمعابر لم نستلم أي طرد غذائي منذ أكثر من شهر ونصف ولا يوجد في الأسواق ما يمكن شراءه كوجبة سحور، كما أن أسعار الخضار مرتفعة لا أستطيع شراءها في ظل الظروف التي أمر بها".
في الوقت الذي يتحدث فيه العالم عن أجواء رمضان الروحانية، تتحول وجبة السحور في غزة إلى تحدٍّ يومي للبقاء، نساء غزة لا يبحثن عن رفاهية أو تنوع في الطعام، بل يسعين فقط لتأمين الحد الأدنى من الغذاء لعائلاتهن، في ظروف قاسية فرضها الحصار والعدوان.
تواصل النساء في غزة في هذه الأوقات الصعبة الكفاح بصمت، وهنّ يواجهن ليلًا طويلًا بلا كهرباء، وأياديهن تمتد في العتمة لتحضير السحور لأسرهن، في انتظار فجر جديد قد يحمل لهن بصيصًا من الأمل في حياة أقل قسوة.
المصدر / فلسطين أون لاين
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل نساء غزة وتحضير السحور.. معاناة يومية في ظلام الحصار والعدوان نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :