المواجهة بالتاريخ.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين




كتب الشروق أونلاين المواجهة بالتاريخ..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي المواجهة بالتاريخعبد العزيز تويقر2025 03 0110في مسار التصعيد الفرنسي ضد الجزائر، برزت ثنائية السياسة والتاريخ وتشكّل تحالف قوي ومتين بين أقطاب اليمين المتطرف... , نشر في السبت 2025/03/01 الساعة 10:28 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

المواجهة بالتاريخ





عبد العزيز تويقر

2025/03/01

1

0

في مسار التصعيد الفرنسي ضد الجزائر، برزت ثنائية السياسة والتاريخ وتشكّل تحالف قوي ومتين بين أقطاب اليمين المتطرف والإعلام المتصهين، يسعى بكل قوة إلى القفز على حقائق التاريخ وإنكار جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر، إنكار لا يستند إلى قاعدة علمية بقدر ما يعدّ قلة أدب وبلاهة علمية وعنصرية تمتد جيناتها إلى جنرالات الإبادة بداية من الجنرال دو بورمون  المعيّن بمرسوم ملكي في 11 أفريل 1830 لقيادة الحملة العسكرية لغزو الجزائر الى غاية موريس شال وراؤول سالان، مرورا بالجنرال بوجو..

التاريخ الذي لا تريد فرنسا أن نستند إليه في علاقاتنا معها ونستأنس به في بناء هويتنا وننغرس في جذوره، لا تريدنا أن نستغله، حسب زعمها، تتخذه رهينة في بلاطوهاتها العمياء، وتوظّفه في سياقات الصراع السياسي الحالي توظيفا حاقدا، وعنصريا ومضللا، من خلال التشكيك في وقائع الإبادة التي قام بها جيشها الغازي، وهي الوقائع التي فصلتها المصادر التاريخية الفرنسية ومذكرات وكتابات كبار الضباط به. فرنسا التي تسمح بالتشكيك في كل شيء، حتى في بعض الوقائع التاريخية التي كانت فيها ضحية، تقمع كل صوت معارض للسردية الصهيونية في كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية التي حملت مزاعم الإبادة اليهودية المنظمة وتجرّمه، في وقت ترفض الاعتراف بالإبادة الرهيبة التي قادها جيشها المهزوم أمام الألمان ضد الجزائريين العزّل في الثامن من ماي 1945، وتسعى إلى التملّص من ثقلها الإجرامي عبر أبواب “مصالحة الذاكرة”.

تاريخ الجزائر في ظل الكولونيالية وصفه جون ميشال أباتي بالمدرسة التي تعلم منها النازيون أساليب القتل والإبادة والتشريد والترهيب والتعذيب، ولم تكن فظائع النازيين في فرنسا أو أوروبا الشرقية أو روسيا السوفياتية غير قطرة من بحر الويل الذي عاشه سكان الجزائر خلال الغزو والتي قتل، في عقوده الأولى، أكثر من مليون جزائري من أصل ثلاثة ملايين، قرى أحرقت بسكانها وحيواناتها ومدن دمّرت، وأطفال ونساء ورجال قطعت رؤوسهم في الشوارع وفي كل مكان.

هذه الحقائق التي جهر بها الرجل في بلاطو “آر. تي. آل” جعلته العدو الأول للفرنسيين، تخوين واتهامات في حملة منهجية ضده وضد كل من يخالف السردية الاستعمارية الفرنسية التي تسوّق مقولة وهمية وهي “جلب الحضارة للشعوب البربرية”، هذه السردية ما زال اليمين المرتبط بخيط الدم والعنصرية يسعى إلى الترويج لها عبر منابره السياسية والإعلامية، في وقت تنخرط في مساره بعض النخب المحلية    -من حيث تدري أو لا تدري- بحجة مقارعة النظام. هذه النخب وغيرها مطالبة الآن بأن تملأ السماء ضجيجا، ودفع المتطرفين الفرنسيين والاستعماريين الجدد إلى الانكماش، عبر رفع مستوى التحدّي التاريخي إلى مداه، وكسر هذا السيل من الزيف الذي تقدّمه اللوبيات الغارقة في وحل العنصرية.

لقد حان الوقت لإعادة طرح كل ما تعلق بالتاريخ النازي الاستعماري الفرنسي للجزائر فوق الطاولة، ورسم مقاربة جزائرية واقعية لتلك الفترة عبر إستراتيجية شاملة ينخرط فيها الجميع -مؤسسات ونخب- تخلص في النهاية إلى تسليط الضوء على جزء كبير من الفترات السوداء التي عاشتها الجزائر في ظل الاستعمار الفرنسي، تنتهي بتحقيق إدانة متجدّدة للاستعمار في مساره الطويل الذي امتدّ إلى 132 سنة، ولوكلائه الجدد من اليمينيين المتطرفين والحركى.

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد المواجهة بالتاريخ

كانت هذه تفاصيل المواجهة بالتاريخ نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم