كتب الجزائرية للأخبار أردوغان في قبضة ترامب هل يواجه مصير زيلينسكي أم يراوغ بذكاء؟..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد د. محمود عباس لا يمكن استبعاد احتمال أن يجد رجب طيب أردوغان نفسه يومًا ما في البيت الأبيض، ليس كحليف استراتيجي، بل كرئيس دولة تُفرض عليها الشروط كما حدث مع فلاديمير زيلينسكي. فعالم السياسة لا يحكمه المنطق الظاهري... , نشر في الأربعاء 2025/03/05 الساعة 07:00 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
د. محمود عباس
لا يمكن استبعاد احتمال أن يجد رجب طيب أردوغان نفسه يومًا ما في البيت الأبيض، ليس كحليف استراتيجي، بل كرئيس دولة تُفرض عليها الشروط كما حدث مع فلاديمير زيلينسكي. فعالم السياسة لا يحكمه المنطق الظاهري فحسب، بل تتشابك فيه المصالح والقوة والابتزاز بأدوات أكثر تعقيدًا مما يظهر على السطح.
إذا استمر أردوغان في تحدي المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط وسوريا، وواصل دعم الجماعات المتطرفة ومحاولة توسيع نفوذه عبر الحكومة السورية الانتقالية، في ظل شبه انعدام فرص إعادة العلاقات مع روسيا بعد أن استغل ضعفها في سوريا والمنطقة ونقض تعهداته معها، وكذلك مع إيران، واستمر في محاولاته لإخراج أمريكا من سوريا عبر استهداف قوات قسد، كل ذلك بينما يقف على أعتاب عزلة دولية متزايدة، فقد لا يكون بعيدًا عن مواجهة نفس السيناريو الذي عاشه زيلينسكي.
في هذه الحالة، لن يُعامل كطرف شريك في المفاوضات، بل ككيان يُعاد تشكيل حدوده السياسية وفق ما تقتضيه المصالح الكبرى، حيث تصبح تركيا ورقة قابلة للمساومة في إطار التوازنات الدولية، بدلًا من أن تكون قوة مستقلة تفرض أجندتها.
لكن، هل يمكن القول بأن أردوغان سيقع بنفس السهولة التي وقع بها زيلينسكي؟ الواقع أكثر تعقيدًا، فالسياسة ليست مجرد ردود أفعال متوقعة، بل هي مجال تحكمه الإرادة والقدرة على المناورة، صحيح أن زيلينسكي اعتمد بالكامل على المساعدات الأمريكية للبقاء في وجه روسيا، لكنه لم يكن يملك أوراق ضغط حقيقية على واشنطن، بينما تركيا، رغم تناقضاتها، تمتلك من النفوذ ما يجعلها لاعبًا يصعب تجاوزه بسهولة، تركيا كيان استراتيجي محوري في الجغرافيا السياسية للعالم الحديث، بموقعها بين الشرق والغرب، وتحكمها بمفاصل جيوسياسية تجعل منها عنصرًا فاعلًا لا يمكن استبعاده أو الضغط عليه كما حدث مع أوكرانيا.
رغم ذلك، فإن القوة لا تُقاس فقط بالموقع الجغرافي أو بالقدرة العسكرية، بل بمدى التماسك الداخلي والاقتصادي والاستقلال السياسي، وهنا نجد أن تركيا، رغم قوتها الظاهرة، ليست بمنأى عن الهشاشة التي قد تجعلها عرضة للضغوط الأمريكية، فبينما كان يتمسك أردوغان سابقا بسياسة اللعب على التناقضات بين واشنطن وموسكو، فإن تغير موازين القوى الدولية بدأ يقلب الطاولة عليه، خصوصًا مع التقارب الأمريكي الروسي، أو بالأحرى تقارب ترامب وبوتين، الذي قد يُعيد رسم حدود النفوذ بشكل يُضعف قدرة أنقرة على المناورة، مما يضع أردوغان في موقف مشابه لذلك الذي واجهه زيلينسكي، ولكن مع تبعات أكثر خطورة.
فالأمم، كما وصفها كبار الفلاسفة السياسيين، ليست مجرد كتل جغرافية، بل هي كيانات تحكمها المصالح العميقة والتاريخ المتغير، وكلما افتقدت الدولة إلى بوصلة استراتيجية واضحة، كلما باتت أكثر عرضة للضغوط الخارجية.
وهنا يبرز السؤال الجوهري:
هل يستطيع أردوغان الاستمرار في هذه المناورة دون أن تنقلب عليه قواعد اللعبة؟ السياسة ليست مجرد سلسلة من الأفعال وردود الأفعال، بل هي بناء استراتيجي طويل الأمد، وأي رئيس يخطئ في قراءة التحولات الكبرى يجد نفسه معزولًا في لحظة غير متوقعة.
في الواقع، تركيا رغم قوتها لا تستطيع تحمل صدام مفتوح مع الولايات المتحدة، لأن اقتصادها مرتبط بالنظام المالي الغربي، كما أن جيشها، رغم استقلاليته النسبية، لا يزال يعتمد على التكنولوجيا العسكرية الأمريكية والأوروبية، ولذلك، فإن قدرة أردوغان على المناورة أصبح في تراجع كبير، وأي مواجهة مباشرة مع واشنطن ستؤدي إلى عواقب وخيمة على استقرار تركيا
شاهد أردوغان في قبضة ترامب هل يواجه
كانت هذه تفاصيل أردوغان في قبضة ترامب هل يواجه مصير زيلينسكي أم يراوغ بذكاء؟ نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الجزائرية للأخبار ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.