المحرِّر دراغمة... بعد 21 رمضانًا من الغياب يفطر وسط عائلته.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


المحرِّر دراغمة... بعد 21 رمضانًا من الغياب يفطر وسط عائلته


كتب فلسطين أون لاين المحرِّر دراغمة... بعد 21 رمضانًا من الغياب يفطر وسط عائلته..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة هدى راغب في كل عام، ومع حلول شهر رمضان، كان يحيى دراغمة يواجه اختبارًا أشد من الجوع والعطش. لم يكن صيامه في الأسر مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل كان صيامًا عن تفاصيل الحياة التي لا يدركها إلا من حرم منها قسرًا.كان يقاوم لحظة الإفطار،... , نشر في الخميس 2025/03/06 الساعة 08:27 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ هدى راغب:

في كل عام، ومع حلول شهر رمضان، كان يحيى دراغمة يواجه اختبارًا أشد من الجوع والعطش. لم يكن صيامه في الأسر مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل كان صيامًا عن تفاصيل الحياة التي لا يدركها إلا من حرم منها قسرًا.





كان يقاوم لحظة الإفطار، يرفض أن يجلس على مائدة السجن، أن يمد يده إلى الطعام دون أن يلتقي نظره بعيون أبنائه، دون أن يسمع صوت زوجته تدعوه لتذوق ما أعدته له بمحبة.

يقول لصحيفة "فلسطين": "كنت أتناول طبق الشوربة مع زملائي الأسرى وآخذ حصتي من طعام الافطار واقوم عن المائدة لاتناوله بمفردي لاتمكن من تخيل أبنائي معي على السفرة".

واحدٌ وعشرون رمضانًا مرت ودراغمة يحلم بتلك اللحظة التي يجلس فيها بين أهله، حيث يعود طيف الذكريات إلى الواقع، وحيث يصبح الدفء الذي كان يتخيله في زنزانته حقيقة ملموسة، كان الاحتلال قد سرق منه سنوات عمره، لكنه لم يستطع أن يسرق إيمانه بأن هذا اليوم سيأتي.

واليوم، وقد تحرر ضمن صفقة "طوفان الأحرار"، وجد نفسه أخيرًا حيث ينتمي، جلس إلى مائدة الإفطار، تحيط به الوجوه التي غابت عنه طويلًا، وامتدت إليه الأيدي التي انتظرها سنين طويلة.

ولأول مرة منذ أكثر من عقدين، لم يكن بحاجة إلى أن يتخيل نكهة الطعام الذي اعتادها قبل الاعتقال  أو أن يستحضر ضحكات أبنائه في ذهنه، فقد كان كل شيء أمامه، حاضرًا بكل تفاصيله التي لم تغب عن ذاكرته يومًا.

ورغم أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقله في عشرين من رمضان إلا أنه عاد إليهم قبل حلول رمضان بثلاثة أيام، فكان الإفطار الأول له خارج الأسر طعمه مختلفًا، طعم الحرية التي دفع ثمنها سنوات من عمره، وطعم الحب الذي ظل صامدًا رغم القضبان والأسلاك. وبينما يتذوق لقمة من يد والدته، أو يشرب الماء الذي سكبته ابنته له، يدرك يحيى أن الاحتلال سلبه الزمن، لكنه لم يستطع أن يسلبه الحياة.

المحرر دراغمة (٥٤ عامًا)، من مدينة طوباس وهو أب لخمسة بنات وولد تركهم صغارا وعاد إليهم آبائًا، كان مطاردًا واعتقل عدة مرات آخرها في الرابع عشر من شهر نوفمبر لعام ٢٠٠٣، أطلقت محكمة الاحتلال ضده حكما في بادئ الأمر بالمؤبد و٥٠ عامًا، ثم تم تسويته بصفقة ليخفف إلى ٢٢ عامًا، قضى منها ٢١ عاما و٣ اشهر.

ويضيف: "ورغم أنه لم يتبقى من محكوميتي سوى ٩ أشهر لانتهائها إلا أنه شرف عظيم وشعور لا يوصف أن أخرج من السجن "خاوة" دون أن ينتهي حكمهم حتى لو قبل انتهاء محكوميتي بيوم".

أما عن معاناة الأسرى داخل الأسر فهي صعبة وليس بعدها معاناة، حيث يشير إلى أنهم خلال أشهر الحرب أصيبوا بصدمات، فالتعذيب خلال تلك الفترة فاق العشرين عاما الماضية.

ويتابع حديثه: "انتهج السجان طرق تعذيب وحشية ونازية ضد الأسرى الفلسطينيين، ومنها مصادرة الأغطية والملابس، والحرمان من الطعام والشراب حتى وصلنا لإخفاء الخبز في الملابس الداخلية لكي لا يصادرها السجان، عدا عن الحرمان من العلاج فترة الإصابة بالأمراض الجلدية".

وعن يوم الاعتقال الذي لم ينس تفاصيله رغم مرور سنوات عليه، يقول إنه عندما اعتقله الجنود من البيت، استخدموا القوة ضده، حتى أنهم قاموا بضربه على رأسه ليصاب بارتجاج في الدماغ فأثر على نظره، ونفسيته بعدما فقد جزءًا من الذاكرة ليعيش أجواء غير طبيعية.

ورغم ذلك حاول دراغمة استثمار سنوات الاعتقال، فكان يساعد الأسرى في حفظ القرآن الكريم وتثبيته كونه حافظا للقرآن، وبعدما صادر الاحتلال جميع المصاحف من الأسر، وقد حصل على السند المتصل عن الرسول صلى الله عليه وسلم غيبيًا، وتمكن من سرد القرآن على جلسة واحدة.

وقد حصل على شهادة البكالوريوس في الاجتماعيات من جامعة القدس المفتوحة رغم رغبته بدراسة اللغة العربية لهوايته فيها، وتمكن من تأليف كتابين الأول عن أقسام النفس والثاني عن مختصر في قواعد الإملاء وكان أول كتاب تعليمي يخرج من الأسر، إلى جانب ثلاث روايات تحت عناوين مختلفة: آيات وحكايات من وحي الواقع، ورياحين بين مفاصل الصخر، مرآة أسيرة.

وبعد خروجه من الكهف المظلم المتمثل بالأسر يحاول دراغمة التأقلم على الحياة الطبيعية، كإمساك الهاتف المحمول بحرية دون أن يخبئه خوفا من أن يمسكه السجان متلبسًا كما في الاسر، وغيرها من الامور التي ينتظر من الايام أن يتأقلم عليها، وسيكمل مشواره الذي بدأه بإكمال دراسة الماجستير في اللغة العربية.

ويختم دراغمة حديثه بشكر أهل غزة "فالفضل لأصحاب الفضل فأنتم من حقق المعجزات في زمن المستحيل، فأنتم تاج على رؤوسنا،  واستطاع أن يثبت المقاوم الفلسطيني أخلاقه العالية في التعامل مع أسراه، فالانتصار ليس بالقوة بل بالأخلاق والإنسانية وليس بالتلذذ على عذابات الآخرين".

 


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد المحر ر دراغمة بعد 21

كانت هذه تفاصيل المحرِّر دراغمة... بعد 21 رمضانًا من الغياب يفطر وسط عائلته نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم