كتب فلسطين أون لاين بعد رحلة عذاب.. المحرر خليفة يسابق الزمن لإعادة الحياة لمتجره المدمر..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة جمال محمد يسابق المُحرَّر أحمد خليفة 36 عامًا الزمن لإعادة افتتاح متجره لبيع الملابس في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ذلك المتجر الذي كان شاهدًا على نجاحه قبل أن تحوّله آلة الحرب الإسرائيلية، التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، إلى ركام.لم... , نشر في السبت 2025/03/08 الساعة 05:18 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ جمال محمد:
يسابق المُحرَّر أحمد خليفة (36 عامًا) الزمن لإعادة افتتاح متجره لبيع الملابس في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ذلك المتجر الذي كان شاهدًا على نجاحه قبل أن تحوّله آلة الحرب الإسرائيلية، التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023، إلى ركام.
لم يكن الدمار الذي حلّ بمتجره سوى جزء من معاناة أكبر، فقد عاد خليفة إلى غزة بعد رحلة اعتقال قاسية في سجون الاحتلال دامت قرابة 15 شهرًا، جعلت جسده هزيلًا وروحه مثقلة بجراح لا تندمل.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن خليفة نهاية الشهر الماضي، ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في غزة، وصفقة "طوفان الأحرار" لتبادل الأسرى.
رحلة عذاب
في العاشر من ديسمبر 2023، كان خليفة يحاول حماية أسرته من نيران الحرب، فلجأ معهم إلى مدرسة العائلة المقدسة في مدينة غزة. ورغم اكتظاظ المكان بالنازحين، فإن الاحتلال لم يترك لهم حتى هذه المساحة الضيقة من الأمان.
يقول خليفة لصحيفة "فلسطين": "مع صباح ذلك اليوم، حاصر جنود الاحتلال المدرسة، وأجبروا كل من فيها على الخروج دون متاع أو ملابس، وأمروا الرجال بالوقوف على جانب، والنساء والأطفال على الجانب الآخر". ويتابع: "عصبوا أعيننا، وقيّدوا أيدينا إلى الخلف، وتركونا تحت البرد القارس".
ويروي عن تلك اللحظات القاسية التي شعر فيها بأنه قد لا يخرج حيًا، مشيرًا إلى أن الطلقات التي كانوا يسمعونها في المحيط كانت تثير الرعب في قلوب المعتقلين، بينما كان الجنود يلتقطون صورًا لهم وكأنهم غنائم حرب.
وأضاف: "اقتادنا الجنود إلى منزل بالقرب من مسجد فلسطين، برفقة عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، ثم نقلونا إلى أحد المنازل التي يسيطر عليها الجيش ويستخدمها كمركز تحقيق. وبمجرد وصولنا هناك، مورس ضدنا كل أشكال الضرب والإهانة، ثم أجلسونا على الأرض في غرفة مليئة بالزجاج، حتى باتت أرجلنا تسيل دمًا".
ويلفت خليفة، والغضب بادٍ على وجهه، إلى أن جيش الاحتلال كان يرفض جميع نداءات المعتقلين لتوفير المياه أو الطعام أو الملابس، مضيفًا: "بقينا على هذا الحال حتى أذان المغرب، وكنا نسمع أصوات ضرب السجانين للمعتقلين، وصرخاتهم كانت تملأ الأفق بلا رحمة".
ويكمل: "نُقلنا برفقة معتقلين آخرين إلى شاطئ زكيم، حيث تفنّن الجنود في إهانتنا وضربنا طوال الطريق. رأيت جنديًا يستخدم كماشة لاقتلاع بثرة كبيرة من ظهر أحد الشبان، وكأن الألم لم يكن كافيًا".
ويتابع خليفة، مسترجعًا تفاصيل التعذيب الوحشي الذي تعرض له: "بعد ساعات من التنقل بين مراكز التحقيق في غزة، نقلونا إلى زكيم، حيث تُركنا لأيام في العراء، ثم وضعونا في غرفة ضيقة أشبه بالثلاجة، مكتظة بثلاثين معتقلًا، لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار".
ويضيف: "كان البرد يخترق العظام، ولم يُسمح لنا بالحركة حتى عصر اليوم التالي. كنا نشعر أننا تجمدنا؛ فلا طعام، ولا شراب، ولا حتى ملابس تقينا من البرد القارس".
ألم بلا نهاية
ويواصل خليفة حديثه قائلًا: "التنقل بين السجون كان جزءًا من رحلة العذاب. من بيت حتكفا إلى عوفر، ثم إلى سجن النقب ونفحة، وفي كل محطة، كان الجنود يمارسون هوايتهم في الضرب والتنكيل بنا. لم يكن هناك طعام كافٍ، ولا رعاية طبية، ولا حتى احترام لأبسط حقوق الإنسان".
ويستذكر خليفة حادثة وقعت في السجن، قائلًا: "أحد المعتقلين أصيب بجرح غائر في رأسه، وحين عرضه السجانون على الطبيب، لم يجدوا سوى دبّاسة حديدية لخياطة الجرح، دون تخدير أو تنظيف، في مشهد يعكس وحشية الاحتلال".
ويقول: "عندما اعتُقلت، كان وزني 130 كيلوغرامًا، وعند خروجي لم يتبقَّ مني سوى 68 كيلوغرامًا. جسدي لم يعد لي، حتى وجهي لم أتعرف عليه في المرآة".
مفاجأة قاسية
في 22 فبراير 2025، جاء ممثل الصليب الأحمر إلى السجن وأبلغ المعتقلين بأنهم سيعودون إلى غزة في صباح اليوم التالي. داخل الزنزانة، بدأ الأمل يتسلل إلى قلوبهم، لكن خليفة يقول بغضب: "وكما هي عادة الاحتلال في إذلال الأسرى، نُقلنا إلى الحافلات لساعات طويلة دون طعام أو ماء، ثم أعادونا مجددًا إلى السجن مع ضرب إضافي، كعقوبة على فرحتنا المؤقتة".
ولم يتم الإفراج عن خليفة إلا يوم الخميس 27 فبراير، بعد رحلة جديدة من المعاناة. فحتى في طريقهم إلى الحرية، كانوا يخشون أن تكون هذه مجرد خدعة أخرى، لكن لحظة وصولهم إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وإزالة القيود عن أيديهم وأعينهم، كانت كافية ليشعروا أنهم وُلدوا من جديد.
وعندما وصل خليفة إلى مستشفى غزة الأوروبي، تمكن أخيرًا من التواصل مع عائلته. يروي لمراسل صحيفة "فلسطين": "عندما رأى ابني معتز (11 عامًا) ركض نحوي بحماس، لكنه نظر إليّ باستغراب، فقد تغيرت ملامحي إلى درجة أنه لم يتعرف عليّ من النظرة الأولى".
ويكمل: "لكن المفاجأة الأكثر إيلامًا كانت غياب شقيقي محمد، الذي استشهد خلال العدوان. عندها فقط أدركت أن فرحة العودة لم تكتمل، وأن الاحتلال لم يسرق مني حريتي فقط، بل سرق أيضًا جزءًا من روحي".
إعادة البناء
ورغم الجراح، لم يكن لدى خليفة وقت للغرق في الأحزان. فعندما رأى متجره مدمرًا، قرر على الفور أن يعيد بناءه، ولو بإمكانات بسيطة، رغم شح الأموال المتوفرة بين يديه. لكن إرادته كانت كافية لتحدي الدمار.ويؤكد، وهو يمسح الغبار عن بقايا المتجر الذي كان يومًا يعجّ بالحياة: "لن أنتظر يد العون، سأبدأ بإعادة الإعمار من الصفر"، مشيرًا إلى أن إعادة إعمار متجره بمثابة انتصار على الاحتلال، الذي حاول كسر معنوياته ودفعه للرحيل عن أرضه في غزة.ومن وسط الركام، يوجه خليفة رسالة للعالم، قائلًا: "ما زال هناك أسرى يعانون في سجون الاحتلال، وما زال هناك أطفال لم يروا ذويهم منذ شهور. كل لحظة تمر عليهم داخل المعتقل هي دهر من العذاب. علينا ألا ننساهم، وألا ننسى أن الحرية ليست مجرد كلمة، بل ثمنها باهظ، ندفعه كل يوم تحت الاحتلال".
شاهد بعد رحلة عذاب المحرر خليفة
كانت هذه تفاصيل بعد رحلة عذاب.. المحرر خليفة يسابق الزمن لإعادة الحياة لمتجره المدمر نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.