مذابح طائفية بشعة في سوريا.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين


مذابح طائفية بشعة في سوريا


كتب الشروق أونلاين مذابح طائفية بشعة في سوريا..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي مذابح طائفية بشعة في سورياحسين لقرع2025 03 1010بذريعة التصدّي لـ”فلول النظام البائد”، ترتكب قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة، ومجموعات رديفة لها، منذ... , نشر في الأثنين 2025/03/10 الساعة 10:34 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

مذابح طائفية بشعة في سوريا





حسين لقرع

2025/03/10

1

0

بذريعة التصدّي لـ”فلول النظام البائد”، ترتكب قوات الأمن التابعة للإدارة السورية الجديدة، ومجموعات رديفة لها، منذ الخميس 6 مارس إلى اليوم، مذابح مروّعة بحقّ الأقلية العلوية في الساحل السوري، أسفرت إلى حدّ الساعة عن مقتل 973 علويّ، حسب المصدر السوري لحقوق الإنسان، في حين تتحدّث مصادر أخرى عن آلاف القتلى، بينهم الكثير من النساء والأطفال، وفي عزّ رمضان المعظّم، شهر التوبة والعبادة والتراحم بين المسلمين!

عشرات الفيديوهات انتشرت على مواقع التواصل تظهر بوضوح كيف تقوم قوات الأمن والميليشيات الرديفة لها، بجمع مدنيين في أماكن شتّى وإعدامهم ميدانيّا خارج القضاء، بعد إذلالهم وإجبارهم على المشي على أربع.. واللافت أنّ الجناة هم الذين صوّروا هذه الجرائم وبثّوها على مواقع التواصل، وعلى وقع صيحات “الله أكبر”، وكأنّ ما قاموا به “جهاد في سبيل الله” أو أمر يدعو إلى الفخر، ولم يخشوا أيّ متابعات أو عقاب، هل يعقل أن يصل الانفلات والهمجية وتحدّي القانون إلى هذا الحدّ؟

كيف يعقل أن تقوم قوات أمن مجبّرة قانونا على توفير الحماية لكلّ المواطنين، بإعدام المئات منهم خارج إطار القضاء وتتصرّف كالعصابات الخارجة عن القانون؟ حتى لو افترضنا أنّ هؤلاء المدنيين ضالعون في الهجمات ضدّ حواجز الأمن، فهل هذا يجيز له إعدامهم ميدانيّا وخارج القضاء وكأنّه لا وجود للقانون في “سوريا الجديدة”؟ أبمثل هذه الجرائم والتجاوزات الخطيرة يمكن بناء سوريا ديمقراطية خالية من الاستبداد والطائفية وتحترم الحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان وفي مقدّمتها حقوق الأقليات، كما وعد الجولاني مرارا؟

الواضح أنّ الكثير من الفصائل المسلّحة لم تستوعب بعد أنّها انتقلت إلى مرحلة بناء الدولة، وحلّ نفسها، والانضواء تحت لواء جيش موحّد يسهر على حماية حدود البلاد وسيادتها ووحدتها الترابية، ويحرص على توفير الحماية لجميع أبناء الوطن بغضّ النظر عن أعراقهم وطوائفهم ومذاهبهم، فالكثير منهم لا يزال يتصرّف بذهنية طائفية حاقدة تعادي كلّ مخالف وتكفّره، لذلك، سرعان ما انفجرت أحقادهم كالسيل بمجرّد أن تعرّضوا لهجمات قويّة في الساحل السوري أودت بحياة العشرات منهم.. وبدل أن يركّزوا على محاربة المسلَّحين فقط، وهذا حقّهم الذي لا يماري فيه أحد، راحوا يصبّون جام غضبهم على طائفة بأكملها، من دون أيّ اكتراث بتبعات ذلك على أمن سوريا، وتعرّض نسيجها الاجتماعي للتمزيق، وخطر إيقاظ فتنة طائفية نائمة، وكذا تضرّر سمعة سوريا الدولية وتعريضها للتدخّل الأجنبي المحتمل بذريعة “حماية الأقليات”، وقد بدأ بعض العلويين، فعلا، يطالبون بتدخّل الأمم المتحدة لحمايتهم بعد أن هرب الآلاف منهم إلى قاعدة “حميميم للاحتماء بالروس، وكأنّ ما يحدث مع الأكراد وحتى الدروز لا يكفي، وينبغي فتح جبهة جديدة مع العلويين في السّاحل.. هل مثل هؤلاء الغلاة المتعصّبين الحاقدين على كلّ مخالف لهم، يمكن أن يطمئن السوريون إليهم وإلى المستقبل في كنف حكمهم؟

وددنا لو أظهر هؤلاء “المغاوير” الذين يستأسدون على المدنيين العزّل والنساء والأطفال في الساحل السوري، بعض الشجاعة ويواجهوا القوات الصهيونية التي لا تزال تتوسّع باستمرار في الجولان والجنوب، وتقضم كلّ يوم المزيد من الأراضي السورية حتى أنّه لم يعد يفصلها عن العاصمة دمشق، حيث يقع قصر الجولاني، سوى نحو 25 كيلومترا.. وددنا لو رأينا هؤلاء “الصناديد” الذين ظهروا في طرطوس واللاذقية وهم يجوبون الشوارع ويقتحمون البيوت بكلّ شراسة، يبدون الشراسة ذاتها أمام الجنود الصهاينة، بدل أن يدسّوا رؤوسهم في الرمال ويتركوهم يسرحون ويمرحون في أراضي سوريا كما يشاؤون، حتى لو بعثوا فرقة موسيقية لاحتلالها لما أطلقوا عليها رصاصة واحدة.. بأسهم شديد فقط على المدنيين العزّل من غير طائفتهم!

طالما حذّرنا في هذه الزاوية من تصاعد الطائفية البغيضة في الوطن العربي، وقلنا إنها ستكون السّبب في إعادة تمزيق هذه الأمة شرّ ممزّق، وستمنح الاحتلال الصهيوني والغرب فرصة من ذهب لتنفيذ “سايكس بيكو 2” وإعادة تقسيم الدول العربية الحالية إلى عشرات الدويلات الهزيلة المتناحرة على أسس طائفية وعرقية.. اليوم يطرح الاحتلال فكرة تقسيم سوريا إلى 4 دويلات: واحدة للدروز وأخرى للعلويين، وثالثة للأكراد، ورابعة للسّنة، ويبدو أنّ تهوّر الكثير من الفصائل التابعة للجولاني، وتشبّعها بالفكر الطائفي المقيت، وعدم قدرة الإدارة الجديدة على السيطرة عليها، ستسهّل المهمة للاحتلال وحلفائه الغربيين للبدء في تنفيذ “سايكس بيكو 2” انطلاقا من سوريا، فضلا عن مطاردة آلاف المتورّطين في شتى دول العالم بتهم ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي، كما يحدث منذ أشهر للجنود الصهاينة، وقديما قيل: يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله عدوّه به.

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد مذابح طائفية بشعة في سوريا

كانت هذه تفاصيل مذابح طائفية بشعة في سوريا نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 11 ساعة و 14 دقيقة
منذ 10 ساعة و 46 دقيقة
منذ 7 ساعة