كتب فلسطين أون لاين بلال المبحوح.. مهندس متفجرات يواجه خطر فقدان بصره..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة أدهم الشريف يرقد بلال المبحوح، الضابط في إدارة هندسة المتفجرات في جهاز الشرطة على سرير مكسو بثوب أخضر، يحيط به الألم من كل جانب. عيناه مغمضتان ليس لأنه نائم، بل لأن النور انسحب منهما دون رحمة، بعدما انفجر أمامه جسم مشبوه من مخلفات حرب... , نشر في السبت 2025/03/15 الساعة 08:40 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ أدهم الشريف:
يرقد بلال المبحوح، الضابط في إدارة هندسة المتفجرات في جهاز الشرطة على سرير مكسو بثوب أخضر، يحيط به الألم من كل جانب. عيناه مغمضتان ليس لأنه نائم، بل لأن النور انسحب منهما دون رحمة، بعدما انفجر أمامه جسم مشبوه من مخلفات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
بيديْن مرتجفتيْن يتحسس المبحوح وجهه، يلمس بحذر الضمادات التي تغطي مساحة النظر كأنه يبحث عن ضوء بين طبقاتها، لكنه لا يجد سوى العتمة. عتمة لا يستطيع الهروب أو التخلص منها.
فقبل بضعة أيام فقط، كان الرجل يخطو على قدميه بين الشوارع والأزقة بحثًا عن مخلفات الحرب. الآن أصبح بسببها طريح الفراش. تملأ الندوب والجروح أنحاء جسده وهو غير قادر على الحركة إلا بمساعدة أحد.
اللحظة الفاصلة
كانت عقارب الساعة تشير إلى الحادية والنصف ظهر يوم الأربعاء، 5 مارس/ آذار 2025، عندما دوى صوت انفجار شرق مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، تلاه مباشرة إشارة من عمليات جهاز الشرطة بتوجه خبراء هندسة المتفجرات إلى المكان.
عندها كان المبحوح (36 عامًا) ويشغل مدير هندسة المتفجرات في شمالي قطاع غزة برتبة مقدم، متواجد في منطقة تل الزعتر القريبة من مخيم جباليا. لم يتردد للحظة بالتوجه إلى مكان الانفجار في شارع مزايا، مصطحبًا معه اثنين آخرين من خبراء تفكيك مخلفات الحرب.
كان الصوت المدوي ناتج عن انفجار جسم مشبوه تسبب بإصابة ثلاثة أطفال وهم يلعبون فوق ركام المنازل المدمرة، نقلوا على إثرها للعلاج في المستشفيات.
ولأنه يعرف مدى خطورة مخلفات جيش الاحتلال وأنواعها وأشكالها، سار المبحوح بحذر شديد وهو ينصت إلى روايات المواطنين الذين تواجدوا في مكان الانفجار محاولاً جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حتى يقدر على العمل بالشكل المناسب. فهذا الرجل يدرك جيدًا أن المهنة التي عمل بها منذ سنوات طويلة؛ الخطأ الأول فيها هو ذاته الأخير.
مخلفات قاتلة
أخذ بتفقد المكان جيدًا، سار بين المنازل والجدران الآيلة للسقوط بحذر، وتنقل فوق الركام بخفة مذهلة أثبتت مدى قدرته وبراعته. لكن حدث ما لم يكن متوقعًا. فجأة ودون سابق إنذار دوى انفجار آخر أمام المبحوح مباشرة. لم يفصل بين الانفجار وجسده سوى بضعة سنتميترات.
اسودت الدنيا في نظره. وجد نفسه ملقى على بعد أمتار قليلة من موقع الانفجار ينزف الدماء بشدة. لم يحرك ساكنًا عندما هرع إليه زميلاه والمواطنين الذين تواجدوا في المكان قبل أن ينقلوه إلى المستشفى الاندونيسي، شمالـًا.
عندما استفاق من غيبوبته المؤقتة وجد نفسه أمام واقع لم يحلم به يومًا ما. "كانت الغرفة مليئة بالأصوات، لكن لا أرى شيء." تحسس عينيه ووجد الضمادات تحيط بها. عندها، أدرك المبحوح الحقيقة.
لم يمضِ على تواجده في المستشفى الاندونيسي بضعة أيام، حتى قرر الأطباء نقله إلى المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، وسط مدينة غزة. كان بحاجة ماسة إلى متخصصين في طب العيون، فنقل إلى مستشفى الحلو الدولي، غرب المدينة، بحثًا عمن يعالجه لكنه عاد مجددًا إلى المعمداني، وللأسف دون جدوى.
عن طبيعة الانفجار يقول: "كان شديدًا للغاية. لا أعرف ما الشيء الذي تفجر في وجهي. وجدت نفسي ملقى أرضًا وأشعر بآلام شديدة في أنحاء جسدي".
"يومها كان الطقس حارًا، وهذا ممكن أن يؤدي إلى انفجار مخلفات الحرب. في نفس الوقت سماء المنطقة كانت قد تلبدت بالطائرات الحربية بدون طيار، وهي تملك تقنيات قادرة على تفجير المخلفات عن بعد." أضاف المبحوح.
رغم أنها ليست المهمة الأولى للضابط المبحوح، إلا أنها كانت الأكثر تكلفة في حياته، فلا يكاد جزءًا من جسده يخلو من الشظايا الصغيرة التي اخترقته بقوة.
كما تسببت الإصابة أيضًا بثقب طبلتي الأذن. بالكاد كان المبحوح الملقى على ظهره فوق أسرة العلاج، يسمع مراسل صحيفة "فلسطين" وهو يتحدث معه.
وكان هذا الرجل قد نجح وبجدارة في تفكيك وتحييد قنابل ثقيلة أمريكية الصنع -من بينها (MK-84) وتزن طنًا- كانت مقاتلات جيش الاحتلال قد ألقتها على الأحياء السكنية ولم تنفجر خلال الحرب التي بدأت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت 471 يومًا.
"نحمل أرواحنا على أكفنا عندما نتعامل مع مخلفات الحرب. فقدت 7 من فريقي استشهدوا خلال مهمات لتفكيكها." أضاف المبحوح بصوت مجروح.
وألقى جيش الاحتلال آلاف القنابل الثقيلة على غزة إبَّان الحرب وترك وراءه مخلفات عديدة، لم ينفجر الكثير منها ونجح خبراء المتفجرات في التعامل معها وتحييدها لكن الكثير منها أيضًا ما زال مجهول المكان أو مغروزًا في الأرض على عمق عشرات الأمتار، يحتاج اننشالها آليات خاصة قبل تفكيكها.
"المخاطر كبيرة في أنحاء قطاع غزة. مخلفات الحرب ممكن أن تدمر منازل بالكامل. يجب التعامل معها في أقرب وقت ممكن." قال المبحوح الذي تغرق عيناه في ظلام لا يطفئ عزيمته.
يمضي المبحوح أيامه في المستشفى، مدركًا أن العيون ممكن أن تنطفئ، لكنه يجد النور في صوت طفليه عبد الرحمن (6 أعوام) ومصعب (عامين)، واللذان يرافقان والدهما على الدوام وتعكس نظراتهما آمالهم بتمكينه من السفر إلى خارج غزة والعلاج والعودة بعينين مبصرتين يحرس بها الوطن.
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد بلال المبحوح مهندس متفجرات
كانت هذه تفاصيل بلال المبحوح.. مهندس متفجرات يواجه خطر فقدان بصره نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.