المدخل القيمي للمواطنة والدولة الوطنية.. اخبار عربية

نبض الإمارات - جريدة الاتحاد


المدخل القيمي للمواطنة والدولة الوطنية


كتب جريدة الاتحاد المدخل القيمي للمواطنة والدولة الوطنية..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد المدخل القيمي لقراءة القرآن أو السيرة النبوية ليس جديداً، بل يعود لخمسينيات وستينيات القرن الماضي. وقد عرفناه من خلال كتب شخصيتين علميتين هما محمد عبدالله دراز من علماء الأزهر وقد توفي عام 1958 وتوشيهيكو إيزوتسو دارس ياباني عمل في الجامعات... , نشر في السبت 2025/03/15 الساعة 11:12 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

المدخل القيمي لقراءة القرآن أو السيرة النبوية ليس جديداً، بل يعود لخمسينيات وستينيات القرن الماضي. وقد عرفناه من خلال كتب شخصيتين علميتين هما محمد عبدالله دراز (من علماء الأزهر وقد توفي عام 1958) وتوشيهيكو إيزوتسو (دارس ياباني عمل في الجامعات الكندية). كلا الدارسين اشتغل على الفيلولوجيا والمفاهيم القرآنية.

لقد بدا من خلال هذه الكشوف أنّ المدخل القيمي والأخلاقي ظاهرٌ وواضحٌ في القرآن تماماً، وبخاصةٍ أنّ القرآن يجعل من: التعارف غاية الغايات في الوجود الإنساني. وإلى نفس الجذر يعود المعروف الذي يظهر في القرآن في عشرات المَواطن حيث يكون هو المدخل للمشترك الديني والإنساني، وذروة الأهداف في حياة الأمة بحسبانه مناط اللقاء للعيش معاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.





فالمعروف بحسب التعبير القرآني هو فضيلةٌ تفصح عن التلاقي بين الناس على قيمٍ مشتركةٍ وكبرى. ولذلك فقد تحدثتُ قبل ثلاثة عقود عن المنظومة القيمية في القرآن: المساواة والكرامة والرحمة والعدالة والمعروف والتعارف والخير العام. وعلى نفس المستوى من الأهمية تظهر فلسفة الدين أو مقاصده الخمسة كما استقرأها الفقهاء من القرآن: حق النفس وحق الدين وحق العقل وحق النسل وحق الملك، أو ما صار يُعرف بالمصالح (الإنسانية) الضرورية.    اللاهوتي الكاثوليكي المعروف هانس كينغ قال إنه لا سلام في العالم إلاّ بالسلام بين الأديان، ولا سلام بين الأديان إلاّ بالتلاقي بالحوار على قيم كبرى مشتركة. ولذا لم يكن غريباً أن يتلاقى البابا فرانسِس وشيخ الأزهر في أبوظبي عام 2019 على إصدار وثيقة «الأخوة الإنسانية» بدعوة ورعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث صارت الوثيقة نصاً عالمياً باعتراف الأمم المتحدة عام 2020، واعتبار الوثيقة إيذاناً باليوم العالمي للحوار بين الأمم والأديان والثقافات.  وإذا كان المدخل القيمي والأخلاقي بين الأديان يزيل الحواجز والانحصارات، فإنّ تحول هذا المدخل القيمي إلى سياساتٍ تقترحها دولة الإمارات للعلاقات داخل الدولة، وللعلاقات بين الدول والثقافات والحضارات، هو مبادرة عالمية لعلاقاتٍ من نوعٍ جديدٍ في حاضر البشرية ومستقبلها.  بعد الحرب العالمية الثانية وقيام الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، كان المرجوّ أن يبدأ عهدٌ للسلام الدائم.

ولأنّ ذلك لم يتحقق، وتزايدت الأزمات والنكسات، فإنّ مقولات المواطنة والتعدد والتسامح والتعايش، والتي رفعت دولة الإمارات لواءها، هي مبادرةٌ كبرى جديدة لتجاوز الانقسامات والنزاعات. وسواء تلك التي تحدث في الدول الوطنية أو بين دول العالم. فما لم تستطعه المنظمات الدولية، تنقله الإنسانويات الجديدة إلى مرحلةٍ وآفاقٍ أُخرى هي الأليق بإنسانية الإنسان والأقدر على صنع سلامه وحماية تقدمه وأمنه.

الحقوق والوجبات في دولة المواطنة ذاتها لها معنى عميق هو المعنى الأخلاقي والقيمي. وكان فيلسوف القانون الأميركي جون راولز قد ذهب في كتابه: نظرية العدالة (1971) إلى أنّ تأمين العدالة هو واجب الدولة القانوني والسياسي، أمّا اعتبارات الخير العام فليست من مهام الدولة بل من مهام الأديان والمجتمع المدني العالمي.

لقد تعرضت نظرية راولز لانتقادات بسب هذا الفصل بين القانوني والأخلاقي. ومن ذلك ما قاله ماكنتاير في كتابه «ما بعد الفضيلة» من أنّ الأخلاقي هو أصل القانوني، وإلّا لما صلُح الاجتماع الإنساني الذي فكر فيه أرسطو قديماً باعتباره ضرورياً للعيش معاً في ما وراء حدود القانون أو فوقه. ولذلك يكون عظيماً أن تستند المواطنة (وهي ذروة القوانين في الدول الليبرالية) إلى مبادئ وسياسات تتمثل في الكرامة والتسامح والتعايش والاعتراف بالاختلاف، بحيث ينتصر الأمران: إنسانية الإنسان، وإنسانية الوطن والمواطن. وهكذا تتلاقى أربعة مداخل لإحقاق العيش الوطني والعالمي: مدخل المواطنة الحقة، ومدخل الدين المنفتح، ومدخل القانون بخلفياته الأخلاقية، ومدخل السياسات الوطنية والعالمية التي تجعل من السلام بالدواخل وعلى مستوى العالم واجباً وجودياً للشفاء من أمراض الإنسانية وآلامها بل وحروبها.   وفي شهر رمضان المبارك نجد هذه الشراكة الوثيقة في دولة الإمارات بين الدولة والمواطن لتربية الأفراد منذ الطفولة على أعمال السنع والتطوع والخير العام والتضامن مع ذوي الاحتياجات سواء مع الذين يعيشون على أرض الدولة أو من أولئك الذين يسارع أهل الدولة إلى إغاثتهم على مستوى الجوار والعالم. 

* أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد المدخل القيمي للمواطنة والدولة

كانت هذه تفاصيل المدخل القيمي للمواطنة والدولة الوطنية نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الاتحاد ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم


منذ ساعة و 58 دقيقة
منذ 3 ساعة و 4 دقيقة