كتب الشروق أونلاين الحلقة الخامسة عشرة: قبل مواصلة المشوار ما معنى قولهم قراءة معاصرة؟!..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي القرآن والحداثةالحلقة الخامسة عشرة قبل مواصلة المشوار ما معنى قولهم قراءة معاصرة؟!علي حليتيم2025 03 1610هل يكفي أن يعيش صاحبها في عصرنا حتى نقول إنها قراءة... , نشر في الأحد 2025/03/16 الساعة 07:36 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الرأي
القرآن والحداثة
الحلقة الخامسة عشرة: قبل مواصلة المشوار ما معنى قولهم قراءة معاصرة؟!
علي حليتيم
2025/03/16
1
0
هل يكفي أن يعيش صاحبها في عصرنا حتى نقول إنها قراءة معاصرة؟ هل معنى هذا أن كل “المعاصرين” قراءتهم معاصرة حتى الكفار منهم وأن كل القراءات مهما كانت متناقضة فهي معاصرة؟ معناه أن كل معاصر يكتب في القرآن فقراته معاصرة ولو لم يكن له مزعة من العلم أو حظ من الفهم؟ أم إنها معاصرة حين يقطع إنسان كل وشائج الماضي ثم ينشئ قراءة جديدة بغض النظر عن صحتها وسقمها وبغض النظر عن صحة ما في ذلك الماضي أو وجاهته؟ ولماذا يرجع الحداثيون العرب قاطبة إلى الفرق القديمة مع أن قراءاتهم ليست “معاصرة” فيمارسون بهذه قراءات انتقائية مؤدلجة لأنهم يرجعون إلى المعتزلة وإلى الشيعة والخوارج! وما معنى المعاصرة عند الغرب؟ هل معناها تخليهم عن سقراط وأفلاطون وتوما الإكويني وسبينوزا وشكسبير وموليير والإلياذة والأوديسة وكل إرثهم الثقافي القديم والأقدم؟ وما معنى الشرطية الزمنية التي يتغنى بها الحداثيون العرب؟ هل يمكن أن يبيّنوا ما هي الجمل والكلمات في كلام الإمام الشافعي التي تخضع للشرطية الزمنية؟ لماذا لا يدعون الناس أحرارا؟ هل يمكن لهذه الجدالات العقيمة أن تصنع لنا صاروخا أو رصاصة أو فرقعة واحدة؟
إن العيش في العصر لا يمر بلعن الماضي، وإن الانطلاق نحو المستقبل لا يمر بالاستعباد للغرب. كان الأولى بهم كمثقفين أن ينوروا المستمعين بجينيولوجيا الهجوم على الإمام الشافعي وسرها وآليتاها ومآلاتها فيقولوا لهم إن الهجوم على الإمام الشافعي بدأ بالمستشرقين ثم انتقل إلى العلمانيين العرب ثم انتقل إلى الحداثيين الذين اتفقوا كلهم على الإمام الشافعي لأنه وضع منهجية علمية صارمة لتفسير النصوص الشرعية واستخراج الأحكام وبذلك سد الطريق على كل عابث وعلى كل تناول شعبوي لنصوص الوحي، وأن مآلات هذا الهجوم على الشافعي -إن نجح- أن يخرج لنا أمثال شحرور، الذي يصف دكاترتنا قراءته بأنها معاصرة، وهو طبعا يقصد بأنها معاصرة بالمفهوم الاصطلاحي الحداثي أي إنها نافية للتراث طاعنة في الوحي ومناهج إثباته وتفسيره. ثم حين ينتقدهم الناس سوف يجيبون أنها معاصرة لأنها ابنة عصرها فقط لا غير. هذا الوقوف في المنطقة الرمادية بين التراث والحداثة، بين الإسلام والغرب، بين من يتهجمون على الدين ويريدون أن يقتلعوه من جذوره ومن يدافعون عنه وحيا وعقيدة وشريعة؛ إن هذا الوقوف في المنطقة الرمادية قد يصلح قليلا لكنه لن يدوم طويلا.
وماذا رأوا من معاصرة في قراءة شحرور؟ هل يمكن أن يصرحوا أن هراء شحرور اللغوي يمكن أن يعد في الخلاف اللغوي المعتبر؟ هل يمكن أن نقرأ في كتب اللغة يوما في معنى كلمة نساء (وقيل إنها تعني الموضة؟) أو أن نقرأ في معنى كلمة رجال: (وقيل إنها تعني النساء والرجال على السواء) هل يمكن أن يعد شحرور في اللغويين أصلا؟! هل يمكن أن يدّعوا أن هراء شحرور الذي يسميه الناس فقها فيه قضية واحدة صحيحة؟ هل يمكن أن يقولوا بكل شرف إن شحرور جدّد الدين وقدّم قراءة غير عدائية ولا خصومية ولا إلحادية للإسلام؟ هل يمكن أن يقولوا بكل صراحة وشرف إنهم لا يعلمون أن وراء شحرور تيارا كاملا يسمى تيار الحداثة والقراءات المعاصرة يريد أن يقتلع الإسلام من جذوره؟ هل يمكن أن يصرحوا بكل شرف أنهم لا يعلمون أن الإمارات العربية المتحدة والمغرب راعيان تامان لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود” إحداهما بالتمويل والأخرى باحتضان المقر الرسمي. هل تريدان الخير للإسلام بتشجيع هذه القراءات المعاصرة؟ هل يمكن أن يشرحوا لنا كيف أن الغرب -عدو الإسلام الأول- يشجع هذه القراءات المعاصرة لولا أنها قراءات عدائية خصومية للإسلام؟ لكن دعونا من الغضب ولنعد إلى الحوار الهادئ مع شحرور!
شارك المقال
مقالات ذات صلة
أضف تعليقك
جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة
الموقع في التعليقات.
لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!
شاهد الحلقة الخامسة عشرة قبل مواصلة
كانت هذه تفاصيل الحلقة الخامسة عشرة: قبل مواصلة المشوار ما معنى قولهم قراءة معاصرة؟! نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.