رمضان الذي أسعد قلوبنا.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين




كتب الشروق أونلاين رمضان الذي أسعد قلوبنا..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي رمضان الذي أسعد قلوبناسلطان بركاني2025 03 1650يذكّرنا رمضان في كلّ عام بأنّنا نكون أطهر وأعزّ وأكرم عندما نصطلح مع الله ونصلح أحوالنا وننظّم حياتنا وأوقاتنا... , نشر في الأحد 2025/03/16 الساعة 11:27 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

رمضان الذي أسعد قلوبنا





سلطان بركاني

2025/03/16

5

0

يذكّرنا رمضان في كلّ عام بأنّنا نكون أطهر وأعزّ وأكرم عندما نصطلح مع الله ونصلح أحوالنا وننظّم حياتنا وأوقاتنا ونستقيم على طاعة الله، وأنّ الحياة في ظلّ الاستقامة هي أهنأ وأمتع حياة، كيف لا والعبد قائم على أعماله وواجباته ما استطاع لا يؤخّرها ولا يؤجّلها، مسارع إلى تدارك وإصلاح كلّ خلل يطرأ في علاقته بمولاه، أو في علاقته بالنّاس من حوله، يحمل يقينا بأنّ هذه الدّنيا لا تستحقّ أن يضيّع لأجلها حقا لخالقه، أو يخاصم ويعادي لأجلها إخوانه؟

“مراد”، شاب جزائري في الثلاثين من عمره، ذاق طعم التوبة، ووجد برد الرّاحة بعدها، يروي قصّته فيقول: “كنت أعيش في ظلمة، أذوق مرارتها، ولكنّي لم أعرف سوادها إلا بعد التوبة والرجوع إلى الله في شهر رمضان قبل خمس سنوات.. قبلها اقترفت كل أنواع المحرمات ومارست كلّ أنواع الظّلم والبغي. وكنت أتلذذ بالشّهوات، لكني كنت أعيش دائما ضيقَ الصدر وشرود الذهن، لا أستطيع التركيز ولا التقدم في الحياة، كان همي البحث عن أكبر قدر من اللذات في الحرام، خاصة ونحن في زمن التكنولوجيا التي سهلت لي الطريق نحو الشهوة بكل أنواعها، حتى جاء اليوم الذي نصحني فيه أحد أصدقائي التائبين -بارك الله فيه- بضرورة الإقلاع عن الحرام، خاصة وأنّي قد تجاوزت الحدود، وأصبحت مجاهرا بها في كل مكان، وغدوت معروفا عند العام والخاص، حتى تحولت إلى كابوس لعائلتي، خاصة والدتي -رحمها الله-.. لم يكن الأمر سهلا في البداية، أن أتحوّل من النقيض إلى النقيض. لكن، بعون الله أولا، ثمّ بدعم أصدقائي وحرصهم على اصطحابي معهم إلى كل أبواب الخير، من صلاة وزيارة مرضى ومساعدة محتاجين في العديد من الجمعيات الخيرية، استطعت أن أتجاوز حياتي السابقة، والحمد لله.. أنا اليوم تحت ظل التوبة النصوح، وبقيتْ تلك الأيام الخوالي التي عشتها بعيدا عن الله بين أحضان الرذيلة، عالقة في ذهني إلى حد الساعة، لم أستطع نسيانها رغم علمي أنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكنني تمنيت لو لم أعشها إطلاقا. لكن، وفي كل الأحوال، العودة إلى الله قبل فوات الأوان، خير من الإصرار على طريق الضياع إلى أن يحين الأجل ويلقى العبد ربّه على أسوأ حال”.

مراد، وكثير من شباب الأمّة، وجدوا أنسهم وراحتهم في ظلال التوبة، وهذا ما يجده كلّ عبد مؤمن في أيام رمضان ولياليه؛ انشراحا في صدره وسعادة في روحه، خاصة في وقت الإفطار وبعد آخر تسليمة من التراويح.. هذه ثمرة إقامة فريضة واحدة، كيف لو كانت حياتنا كلّها رمضان؟ أيّ سعادة ستسكن أرواحنا وأيّ فرح ستنبض به قلوبنا؟ صدق الله إذ يقول: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)).

رمضان يعود في كلّ عام، ليذكّرنا بأنّ السعادة ليست في المآكل والمشارب، إنّما هي في طاعة الله؛ في المحافظة على الصّلاة وتلاوة كلام الله، في أن يجوع العبد لله يرجو مغفرة الذّنوب ورضا مولاه، ويقوم ما تيسّر له من الليل يبتغي وجه الله، في أن يتلو كلام الله يرجو أن يتودّد إليه جلّ في علاه، يغضّ بصره ولسانه عمّا حرّم الله وهو يرجو ما عند الله، السعادة في أن يهوّن من أمر الدّنيا على قلبه، إن أعطي شكر وتذكّر أنّ ما مُنح هو عطاء في دنيا زائلة، فلا يبتر ولا يركن، وإن حُرم صبر وتمنّى العوض عند الله وتذكّر أنّ الحرمان قد يكون خيرا للعبد من العطاء.. السّعادة في أن تكون الجنّة ماثلة أمام عينيه لا يرضى عنها بديلا ولا يقبل أن يزحزح عن طريقها، شعاره دائما: “ليس في هذه الدّنيا ما يستحقّ أن أخسر لأجله الدّنيا”.. السعادة في أن يكون العتق من النّار هدفا يتمنّاه العبد ولا ينساه، يقول الله: ((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور)).

السعادة في أن يكون العبد مستعدا للموت ولقاء الله في كلّ وقت؛ حياته منظّمة وأوقاته مرتّبة، لا يؤخّر عملا ولا يترك واجبا حتى يفوت وقته، كلّما أخطأ سارع إلى التّوبة، وكلّما أحسّ بقسوة في قلبه أو ضيق في صدره سارع إلى الاستغفار وبادر بالعلاج، يستحضر وصية العبد الصالح سلمة بن دينار –رحمه الله-: “كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه، ثم لا يضرك متى مت”.

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد رمضان الذي أسعد قلوبنا

كانت هذه تفاصيل رمضان الذي أسعد قلوبنا نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم