المجاعة تطلُّ برأسها على قطاع غزَّة.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


المجاعة تطلُّ برأسها على قطاع غزَّة


كتب فلسطين أون لاين المجاعة تطلُّ برأسها على قطاع غزَّة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة عبد الله التركماني في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يجلس أبو خالد العجرمي، 43 عامًا ، على فراش مهترئ مع زوجته وأطفاله الخمسة حول صحن صغير من الحمص والفلافل، يشاهد أطفاله وهم يتناولون الطعام ببطء، كأنهم يحاولون إطالة الوجبة لأطول وقت ممكن.قبل... , نشر في الأثنين 2025/03/17 الساعة 04:34 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ عبد الله التركماني:

في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، يجلس أبو خالد العجرمي، (43 عامًا)، على فراش مهترئ مع زوجته وأطفاله الخمسة حول صحن صغير من الحمص والفلافل، يشاهد أطفاله وهم يتناولون الطعام ببطء، كأنهم يحاولون إطالة الوجبة لأطول وقت ممكن.





قبل الحرب، كان يعمل عامل بناء، لكنه الآن بالكاد يجد عملا في نقل البضائع ودخله اليومي لا يتجاوز 30 شيكلا، وهو مبلغ لا يكفي لسد أدنى الاحتياجات الضرورية.

"زمان كنت أرجع من الشغل، ألاقي زوجتي عاملة شوربة، وطبق مقلوبة، ودجاجة مشوية. كنا نحكي ونضحك، وكان رمضان له طعم. اليوم، ولادي بيفطروا على صحن حمص، وأحيانًا شوية فلافل إذا قدرت أشتريهم. ابني الكبير، خالد، صار يسألني: بابا ليش كل الناس بتاكل دجاج وإحنا لا؟ مش عارف شو أرد عليه غير أني أقول له: الله بيعوضنا"، قال العجرمي لصحيفة "فلسطين" وهو يحاول حبس دموعه.

زوجته أم خالد تتدخل لتكمل الحديث: "أصغر بناتي، لين، طلبت مني أمس كاسة لبن. والله ما قدرت أجيب لها. حتى البطاطا اللي كنا نعتمد عليها لأنها رخيصة، صارت بعشرين شيكل للكيلو. الناس صارت تحلم بالبندورة والخيار... أنا حلمي صار أقدر أقدم لهم أكلة سخنة يوم واحد في رمضان".

شريان الحياة مقطوع

منذ مطلع مارس، أغلقت دولة الاحتلال حاجز كرم أبو سالم التجاري الوحيد الذي يمد قطاع غزة بالبضائع والمواد الغذائية والوقود. توقف إدخال الشاحنات المحملة بالمساعدات والسلع الغذائية أدى إلى شحٍ حادٍ في الأسواق، وبدأت رفوف المحلات التجارية تفرغ تدريجيا من المواد الأساسية.

محمد الشنطي، صاحب متجر لبيع الدواجن واللحوم في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، يجلس على كرسي بلاستيكي أمام محله الذي كانت رفوفه مكدسة بالبضائع قبل أسابيع. الآن أصبحت خاوية تماما.

وقال الشنطي لصحيفة "فلسطين": "الناس بتيجي تسأل: عندك أي نوع لحم؟ ولما أحكي لهم مخلص، بعضهم بيطلع ساكت، وبعضهم بينهار وبيحكي: طيب شو نأكل ولادنا في رمضان؟".

وأوضح أن غياب اللحوم عن الموائد بعد ساعات الصيام حوّل الشهر الفضيل إلى معاناة يومية للأسر التي اعتادت في رمضان إعداد وجبات متنوعة تتضمن الدواجن واللحوم.

وأضاف الشنطي: "قبل الحرب، كان الناس يشترون الدجاج واللحوم بشكل طبيعي، كل شخص حسب إمكانياته، لكن اليوم حتى العائلات الميسورة لم تعد تجد ما تشتريه".

في خيمة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تجلس عايدة الرياطي، (39 عامًا)، تحاول جاهدة تحضير وجبة متواضعة لأطفالها الأربعة. لم تعد تملك غازًا للطهي منذ أسابيع، ولم يعد بإمكانها حتى شراء الحطب الذي صار يباع بأسعار باهظة.

تقول الرياطي لصحيفة "فلسطين": "كنت قبل أسابيع أطهو لعائلتي وجبات دافئة وشهية، وكان زوجي يشتري لنا دجاجة كل جمعة. اليوم، صار هذا حلماً بعيد المنال. بات أقصى ما نحلم به هو رغيف خبز وعلبة فول. أصبحت كل ما أتمناه هو أن أطبخ وجبة واحدة بسيطة دون أن أشم رائحة الدخان الخانق".

حتى الحطب، الذي كان يلجأ إليه كثير من الغزيين بديلًا عن الغاز، أصبح رفاهية لا تُتاح للجميع. تقول الرياطي بحسرة: "جربنا جمع بقايا الخشب من الشوارع، لكن الجميع يفعل الشيء نفسه. صار الكيلو الواحد من الحطب يباع بـ8 شواكل، وأنا بالكاد أملك ما أشتري به الخبز، فكيف لي أن أشتري الحطب؟".

تختصر الرياطي حالها بكلمات ثقيلة تخرج من قلبها المكلوم: "لم يعد الجوع يخيفني بقدر ما يخيفني نظرات أطفالي حين يسألونني: ماما، شو في أكل اليوم؟".

"المجاعة تدق الأبواب"

يحذر الباحث الاقتصادي أحمد أبو قمر من أن قطاع غزة يقترب بسرعة من مجاعة حقيقية في ظل الحصار الخانق ونقص الإمدادات الغذائية.

يقول أبو قمر: "لم نعد نتحدث عن فقر أو بطالة، بل أصبحنا نواجه انهيارًا غذائيًا كاملًا. الناس لم تعد تبحث عن وجبات متكاملة، بل تحلم بعلبة فول أو حفنة عدس. أسعار الخضروات وصلت إلى مستويات مرتفعة في الغلاء؛ كيلو الخيار بات يُباع بـ14 شيكلا فيما لا يوجد أي نوع من اللحوم. هذه الأسعار تفوق قدرة المواطن الغزي، الذي أصبح معظمهم بلا أي مصدر دخل منذ بداية الحرب".

وأوضح أن "الحصار ليس جديدًا على غزة، لكن الوضع اليوم يشتد ضيقا، وإذا استمر إغلاق المعبر ومنع إدخال المواد الغذائية، فإننا نسير بسرعة نحو مجاعة حقيقية تهدد حياة مئات الآلاف من سكان القطاع".

وختم أبو قمر حديثه بتحذير شديد اللهجة: "غزة اليوم ليست أمام أزمة غذاء فحسب، بل أمام خطر يهدد الوجود ذاته. إذا لم يتحرك العالم سريعا، سنشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة".

المصدر / فلسطين أون لاين


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد المجاعة تطل برأسها على قطاع غز ة

كانت هذه تفاصيل المجاعة تطلُّ برأسها على قطاع غزَّة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 11 ساعة و 7 دقيقة