كتب وكالة الأنباء الجزائرية الذكرى ال70 لاندلاع الثورة المجيدة : الغابات الجزائرية, معاقل للكفاح المسلح وشاهد على بطولات المجاهدين..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الجزائر تعد الغابات الجزائرية معقلا و ملاذا للثوار خلال حرب التحرير المجيدة 1954 1962 , حيث شهدت بطولات النساء والرجال الذين خاضوا واحدة من أعظم النضالات المسلحة في التاريخ المعاصر. وكانت هذه الغابات الكثيفة و وعرة التضاريس, الملاذ الاستراتيجي... , نشر في الجمعة 2025/03/21 الساعة 08:30 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الجزائر- تعد الغابات الجزائرية معقلا و ملاذا للثوار خلال حرب التحرير المجيدة (1954-1962), حيث شهدت بطولات النساء والرجال الذين خاضوا واحدة من أعظم النضالات المسلحة في التاريخ المعاصر.
وكانت هذه الغابات الكثيفة و وعرة التضاريس, الملاذ الاستراتيجي للمجاهدين والمكان الذي كانت تمر عبره الأسلحة والذخائر.
وقد تعرضت هذه الغابات للسطو لأكثر من قرن من قبل الاستعمار الفرنسي. فمن خلال قوانين تعسفية لتبرير مصادرة الغابات وثرواتها والحرائق المتعمدة وكذا القصف بالنابالم لإرغام المجاهدين الجزائريين لترك معاقلهم الاستراتيجية, قامت الإدارة الفرنسية بعملية واسعة لتدمير هذه الفضاءات الغابية.
وفقا لتقديرات الدراسات المعتمدة, فقد تم تدمير بين 1830 و 1962 ما يزيد عن 50 بالمائة من الغابات الجزائرية. فقبل الاستعمار, كانت الجزائر تمتلك حوالي 5 ملايين هكتار من الغابات, لم يتبق منها غداة الاستقلال سوى 5ر2 مليون هكتار, وذلك بالنظر للاستغلال المفرط للخشب, ولكن أيضا بسبب الحرائق المهولة والقصف بالنابالم في محاولات استعمارية فاشلة لقمع صوت الحرية.
سارعت الإدارة الفرنسية, منذ عام 1838 في اطار سعيها للاستحواذ على المساحات الغابية وثرواتها, إلى إصدار سلسلة من التشريعات التقييدية المتعلقة بحقوق الاستخدام.
وفي هذا الإطار, تم إصدار قانون 1851 الذي يمنح للدولة (المستعمر الفرنسي) حق امتلاك الغابات, بينما سمح قانون 1860 بالاستيلاء على الممتلكات في اطار المنفعة العامة, في حين أن قانون 1882 وضع إجراءات الاستيلاء على الأراضي الجبلية.
وبين قانون وآخر, وضعت الادارة الفرنسية حيز التنفيذ العديد من المراسيم والقرارات لتقييد حقوق السكان. وقد أعطى المرسومان الصادران عامي 1867 و1870 لأصحاب الامتياز في مجال الغابات حق التنازل المجاني عن المقاطع المحترقة, خاصة بالنسبة لشعبة الفلين, حيث كانت هذه الثروة عرضة للنهب منذ السنوات الأولى للاحتلال.
وأحكمت الإدارة الاستعمارية بعد وضعها لهذه الترسانة القانونية سيطرتها على المساحات الغابية وثرواتها, ما حرم مئات الآلاف من العائلات الجزائرية من وسائل عيشها وأدى ذلك إلى تهجير قسري لآلاف الأشخاص, بحثا عن مصادر رزق في أماكن أخرى.
على دروب الذاكرة الجماعية
واستخدمت فرنسا الاستعمارية الحرائق كاستراتيجية للتقدم في أهدافها الاستعمارية وطريقة لقمع المقاومة الشعبية وجميع الانتفاضات, حيث عملت على حرق الغابات الجزائرية.
وتشير الإحصاءات إلى أنه خلال 87 عاما (ما بين 1876 و1962), تعرضت مساحة إجمالية غابية تقدر ب3506942 هكتار للحرق, أي بمعدل 41258 هكتارا سنويا, وفقا لباحثين زراعيين جزائريين استندوا على بيانات مجمعة للإدارة الاستعمارية.
ولقد شهدت سنوات 1881, 1892, 1894, 1902, 1913 و1919 حرائق مدمرة وصلت الى 100 ألف هكتار سنويا.
واستمرت الحرائق خلال حرب التحرير, حيث تعرضت مساحة غابية تقدر ب 645414 هكتارا للنيران, وفقا لنفس المصادر.
وتم تسجيل في سنوات 1956, 1957 و1958 تدمير ما لا يقل عن 435646 هكتارا في حرائق عديدة مع تسجيل ذروة في سنة 1956, حيث بلغت المساحة المدمرة 204220 هكتارا, وذلك بسبب القصف الجوي بالنابالم والحرائق المتعمدة.
وتظل الغابات, سبعين عاما بعد اندلاع الثورة المجيدة, أماكن تحمل في طياتها تاريخا عظيما ومواقع تحتضن جزءا من الذاكرة الجماعية.
ومن بين هذه المواقع, غابات جبال الونشريس, التي احتضنت معركة بني بوستور (50 كلم جنوب الشلف) في 16 يناير 1958.
وعلى دروب الذاكرة الجماعية, يذكر تقاطع ممر محاط بأشجار البلوط والزيتون, في جبال جرجرة بمعركة آيت يحيى موسى, التي وقعت على بعد 30 كلم جنوب تيزي وزو في 6 يناير 1959, بالمكان المسمى بوغرفان, ويشهد على شجاعة المجاهدين وإيمانهم بعدالة كفاحهم من أجل تحرير الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي.
وتستحضر الذاكرة عند منعطف ممر لأشجار الأرز, معركة باب البكوش, التي وقعت بين 28 و31 مايو 1958 في بلدية لرجام بولاية تيسمسيلت, لتذكر أن هذه الغابات كانت معاقل للمقاومة وقلعة للنضال.
وتعود التضاريس الوعرة في الأوراس المؤدية الى قلب غابة منطقة كيمل بباتنة, بالذاكرة الجماعية الى معركة "تبابوشت" التي وقعت في ديسمبر 1954 لتعكس عزم الرجال والتزامهم بالكفاح الى آخر نفس من أجل قضيتهم النبيلة.
وغير بعيد عن الاوراس, بمنطقة النمامشة, حيث يرتفع الصنوبر الحلبي بشموخ بين الشجيرات المقاومة لقساوة المناخ, لتذكر معركة الجرف الكبرى, التي وقعت من 22 إلى 29 سبتمبر 1955 قرب ولاية تبسة, بالمجاهدين البواسل الذين قادوا المعركة وحققوا النصر واربكوا خطط فرنسا الاستعمارية.
شاهد الذكرى ال70 لاندلاع الثورة
كانت هذه تفاصيل الذكرى ال70 لاندلاع الثورة المجيدة : الغابات الجزائرية, معاقل للكفاح المسلح وشاهد على بطولات المجاهدين نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على وكالة الأنباء الجزائرية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.