الجدة تختن جثة حفيدتها ياسمين خوفا من العقاب.. اخبار عربية

نبض الصحافة العربية - اندبندنت عربية


الجدة تختن جثة حفيدتها ياسمين خوفا من العقاب


كتب اندبندنت عربية الجدة تختن جثة حفيدتها ياسمين خوفا من العقاب..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد لوحة عن الختان للرسامة جينا داستماشلي صفحة الرسامة فيسبوك ثقافة nbsp;روائي مصريروايةالجدةالحفيدةالعقابالريف المصريالختانالسردالتحدياتالجماعةتبدأ رواية بياض على مد البصر بصدمة موت ياسمين ذات الـ14 ربيعاً لتنطلق منها دوامة من الأسئلة تحفر... , نشر في الجمعة 2025/03/28 الساعة 02:30 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

لوحة عن الختان للرسامة جينا داستماشلي (صفحة الرسامة - فيسبوك)





ثقافة  روائي مصريروايةالجدةالحفيدةالعقابالريف المصريالختانالسردالتحدياتالجماعة

تبدأ رواية "بياض على مد البصر" بصدمة موت ياسمين ذات الـ14 ربيعاً لتنطلق منها دوامة من الأسئلة تحفر عميقاً في جسد الأسرة والمجتمع. هذا الموت الغامض الذي تكتشف الجدة حليمة علاماته العنيفة على جسد حفيدتها، يصبح مدخلاً لفضح منظومة كاملة من التناقضات والانحدار الأخلاقي.

تنسج الرواية خيوط مأساتها عبر شخصيات معقدة ومتداخلة، يبرز بينها الأب مسعد الذي يجمع بين إدمان حبوب الترامادول وادعاء القيم، في صورة صارخة للنفاق الاجتماعي. الأم هالة، تحمل على عاتقها عبء طلاقها من مسعد، فقط لشكه بأنها على صلة بالمشرف في مصنع الأقمشة، حيث تعمل. أما الجدة حليمة كشخصية مؤثرة في مجرى السرد، فتجسد الإرث الثقافي للمرأة الريفية التي تكون ضحية للمجتمع، وتحمل في الوقت نفسه سيفاً في يدها تسلطه على غيرها من النساء، وهذا يمكن ملاحظته عندما تهوي بكفها على وجه ابنتها هالة، حين تنوي الأخيرة أن تقدم بلاغاً ضد زوجها مسعد، كي تأخذ حق ابنتها القتيلة. أما المونولوغ الداخلي للجدة، وهي تقوم بغسل جسد ياسمين قبل الدفن، لحظة اكتشافها أنها غير مختونة، تفكر أن تقوم بذلك والبنت جثة هامدة، لقناعتها التامة بأن ما حدث حرام ومنكر، تقول: "كيف ستقابل البنت ربها بهذا الشكل؟ ماذا ستقول له؟ ماذا سيقولون هم له؟ لو قصت قطعة الجلد تلك هل ستنزف البنت؟ هل يستطيع المقص اقتطاع الجلد بسهولة؟ تراجعت للخلف، شعرت أنها لن تقدر على فعله بالشكل الصحيح. جرى لسانها بالاستغفار".

خطوط متقاطعة

الرواية المصرية عن الختان (دار الشروق)

من خلال تقنية الراوي العليم، والفصول القصيرة المعنونة بأسماء الشخصيات، يقدم الكاتب عالماً سردياً غنياً بتناقضاته، تتداخل فيه أصوات الشخصيات وأسرارها، من دون أن تكشف الحقيقة كاملة إلا في الصفحات الأخيرة. هذا الغموض المتعمد، حول ما أحاط موت ياسمين من مفارقات، يحمل قوة دلالية ترمي بالمسؤولية على عاتق المجتمع بأكمله. كل شخصية تحمل جانباً من الحقيقة، وجانباً من الزيف. فالأب يدعي حماية الشرف، والأم غائبة جسدياً عن حياة ياسمين ورضا وحاضرة معنوياً، لكن من دون أن تترك تأثيراً واضحاً فيهما، والابن رضا ضائع بين براثن البلوغ والانحراف.

تتقاطع في الرواية خطوط درامية تزيد من حدتها: خط الإدمان الذي يمثله الأب، وخط الكبت الجنسي الذي يجسده الابن، وخط الضياع الطفولي الذي تمثله ياسمين الضحية الأبدية، التي دفعت حياتها ثمناً لأخطاء الآخرين ونياتهم القبيحة. ما يلفت النظر هو كيف تتلاعب الرواية بمسألة الرؤية، فكل شخصية ترى الحدث من زاويتها الملوثة بمعاناتها وأمراضها، بينما تبقى الحقيقة الكاملة غائبة كالبياض الذي يشار إليه في العنوان، الحقيقة تعذب الأم هالة فحسب، وهذا يبلغ ذروته في المشهد الأخير من الرواية.

جمع الأسلوب السردي بين الواقعية القاسية في وصف التفاصيل الجسدية والنفسية العنيفة، وبين لغة يائسة تحضر في مشاهد الدفن والتذكر، عند المراوحة في حركة الزمن بين الماضي والحاضر، فالحدث كله يقع في يوم وليلة، لكن يسيطر الفلاش باك على السرد ليقدم العالم الخفي للأبطال. هذا المزج يخلق توتراً يمزج بين الجريمة والبراءة. كما أن تقسيم الفصول بحسب الشخصيات يعطي عمقاً نفسياً للسرد، على رغم أنه يترك بعض الشخصيات مثل الأم هالة باهتة مقارنة بشخصية الجدة حليمة، التي حسمت أمرها في الانحياز لأعراف المجتمع على حساب أي شيء آخر.

لوحة معقدة

أراد الروائي، عبر تقديم هذه اللوحة الإنسانية المعقدة، أن يهز اليقينيات والثوابت، ويدفعنا لإعادة النظر في كل المسلمات التي بنينا عليها وعينا الأخلاقي والاجتماعي. العمل لا يكتفي بسرد حكاية جريمة أو فقدان، بل ينطلق منها ليحفر في طبقات المجتمع والثقافة الذكورية العنيفة، كي يميط اللثام عن تناقضات عميقة، تختفي خلف ستار المظاهر والادعاءات.

العنوان نفسه "بياض على مد النظر" يحمل دلالات متعددة، فهو يشير إلى ذلك البياض الذي قد يكون براءة طفلة فقدت حياتها، أو بياض تفتح لوزات حقول القطن، أو البياض الذي يغطي العيون فيمنعها من رؤية الحقائق، أو حتى البياض كرمز للصمت الذي يلف التفاصيل الحقيقية لموت ياسمين.

تجسد الشخصيات أيضاً تمثيلات لشرائح اجتماعية متداخلة. الأب مسعد، يعبر عن أزمة الذكورة في مجتمع يفرض على الرجل أدواراً قد يعجز عن الوفاء بها. إدمانه ليس مجرد تفصيل عرضي، بل تعبير عن عجز عميق في مواجهة واقع أفقده السيطرة على حياته وأسرته. وفي المقابل، فإن الأم هالة، تطرح أسئلة حول دور الأمومة وحدودها، في مجتمع يضع المسؤولية شبه الكاملة على عاتق المرأة.

أما رضا، الابن المراهق الذي تستهويه الأفلام الإباحية، ثم تقوده نزواته إلى حافة الجريمة، يمثل جيلاً كاملاً يعاني غياب التوجيه والتربية الجنسية السليمة. ويتعامل الكاتب مع هذه القضايا بحساسية كبيرة، فلا يبرر الفعل ولا يشيطن الفاعل، بل يقدمه كنتاج طبيعي لبيئة مضطربة. إذ لا يمكن فصل شخصية رضا عن السياق الاجتماعي والنفسي الذي نشأ فيه، فهو ابن لأسرة مفككة. تتشكل علاقته بأبيه "مسعد"، على أساس من الخوف الممزوج بالاحتقار والجهل العاطفي، الأب، يفشل في تقديم أي نموذج أبوي إيجابي لابنه المراهق، بل إن تصرفاته تزرع في رضا ارتباكاً عميقاً حول مفهوم الرجولة والمسؤولية. هذه العلاقة السامة تكرس حلقة مفرغة من غياب الرمز الأبوي الفعال، لذا يجد رضا نفسه وحيداً في مواجهة شهواته وأخطائه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتحول ياسمين، الضحية المركزية في الرواية، من طفلة إلى رمز. موتها الغامض يفتح الباب أمام أسئلة أكثر أهمية من "كيف ماتت؟"، نحو السؤال عن مصير الطفولة في عالم يزداد قسوة، عن البراءة التي تدفع ثمن أخطاء الكبار، عن الجسد الأ


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد الجدة تختن جثة حفيدتها ياسمين

كانت هذه تفاصيل الجدة تختن جثة حفيدتها ياسمين خوفا من العقاب نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على اندبندنت عربية ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم