كتب فلسطين أون لاين نازحو غزة.. الحياة الآدمية تتيه في غياهب حرب الإبادة..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة نبيل سنونو مغلوبة على أمرها، تستعين الستينية النازحة قسرًا سناء معروف ببعض الجرادل لمساعدة أحفادها على قضاء حاجتهم داخل ما يشبه خيمة أقامتها العائلة على أحد الأرصفة وسط مدينة غزة، قائلة بصرخة إنسانية مدوية ايش نعمل؟ .هذا السؤال على بساطته... , نشر في السبت 2025/03/29 الساعة 09:36 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ نبيل سنونو:
مغلوبة على أمرها، تستعين الستينية النازحة قسرًا سناء معروف ببعض الجرادل لمساعدة أحفادها على قضاء حاجتهم داخل ما يشبه خيمة أقامتها العائلة على أحد الأرصفة وسط مدينة غزة، قائلة بصرخة إنسانية مدوية: "ايش نعمل؟".
هذا السؤال على بساطته يعكس أحد أوجه المعاناة ولا تجد سناء إجابة عنه مع تجدد محطات نزوح عائلتها الممتدة قسرًا من بيت لاهيا شمال القطاع بفعل استئناف حرب الإبادة الجماعية عسكريًا منذ 18 مارس/آذار.
حالها هذه هي حال 142 ألف غزي أجبروا على النزوح في أسبوع واحد، بحسب إفادة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، وسط ظروف حياة لا آدمية تفوق الوصف، من التشرد والجوع وضنك العيش وانعدام المقومات الصحية للحياة.
وتفترش عائلة معروف، الرصيف، مستعينة ببعض البطانيات لإنشاء خيمة يدوية تؤوي أفرادها ومعظمهم أطفال ونساء.
في ساعات الظهيرة ومع درجة حرارة مرتفعة وصيام يكاد يستمر 24 ساعة يوميا، تجمع طلال وزوجته وأحفاده أمام خيمتهم المتهالكة، يضرب أحدهم كفا بكف، وثان يسند وجهه على يده، وآخر يوزع نظرات حيرة وسط صمت لا يخرقه سوى أصوات النازحين الآخرين حيث تحولت المنطقة إلى تجمع للمشردين من بيوتهم.
تفتقر تلك الخيمة إلى الأعمدة أو الشوادر اللازمة لضمان عدم سقوطها، وتخلو من فراش مناسب لأفراد العائلة، وبالتأكيد لا طعام ولا غاز ولا دورة مياه فيها.
ويحل في هذه الخيمة، الذباب ضيفا ثقيلا على العائلة المنهكة في بيئة فقدت بسبب حرب الإبادة الجماعية كل معايير النظافة أو السلامة، وباتت مصدرا للأمراض المعدية سواء التنفسية أو الجلدية أو غيرها.
نزوح قسري آخر
طلال معروف رب الأسرة ووالد شهيدين ارتقيا في حرب الإبادة، يتحامل على نفسه وأوجاعه لوصف معاناته: "وصلنا إلى هنا بسبب الحرب. نزحنا قسرا من بيت لاهيا وتركنا أراضينا وبيوتنا ومالنا".
ويوضح لصحيفة "فلسطين"، أن عائلته تنقلت في محطات نزوحها بين جباليا ودير البلح ورفح وخانيونس، ثم عادت إلى بيت لاهيا بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى المعلن في 19 يناير/كانون الثاني.
لكن عودة عائلة معروف إلى مكان سكنها رغم تدمير بيتها، لم تدم طويلا، وعاود جيش الاحتلال إطلاق النار وتهديد حياة الأهالي.
في 18 مارس/آذار وجد نفسه مجبرا على النزوح حيث يقطن على بعد ثلاثة كيلومترات عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة سنة 1948.
بلا وجهة مخطط لها سلفا، شق معروف وعائلته طريقهم بحثا عن مكان آمن في بقعة جغرافية لا أمان فيها بفعل حرب الإبادة.
ومع وصوله إلى مدينة غزة مع زوجته وزوجة ابنه وأطفالها، باتوا في مهب الريح يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
لا خيار آخر أمام العائلة، ولذلك استسلمت للأمر الواقع الذي ستعايش مصائبه حتى حين.
في الخيمة، تأكل الرمال والحشرات أجساد أفراد العائلة ويتشاركون بعض الفراش البالي. يصف معروف الوضع بأنه صعب.
في خيمة مقابلة، يجلس نضال الدريني (40 عاما) على كرسي متحرك، مسلما أمره لواقع يفتقر إلى مقومات الحياة الآدمية.
ينحدر الدريني من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأصيب في رجله اليسرى حيث ركب له الأطباء بلاتين خارجيا، وقصف الاحتلال بيته.
ليس ذلك فحسب، بل إن جيش الاحتلال طرده ضمن المرضى من المستشفى الاندونيسي ومنعه من استكمال العلاج في 26 نوفمبر/تشرين الثاني.
ورغم حصوله على خيمة جاهزة من "أهل الخير" أقامها على الرصيف أيضا لتؤويه مع طفلتيه، فإن واقعه المعيشي لا يقل مأساوية عن حياة عائلة معروف.
ونزح الشاب قسرا قبل ذلك أربع مرات، ومنذ وصوله مدينة غزة بقي فيها لفقده بيته، وينكأ جراحه استشهاد والدته ونجله الوحيد (13 عاما).
"معي هنا بنتين واحدة (10 أعوام) والأخرى (سبعة أعوام) وابني الكبير ووالدتي استشهدا..."، لم يكد يكمل جملته حتى تفجرت مشاعره ومعها بركان من الدموع، بلا حول له ولا قوة.
أمعاء خاوية
يقرص الجوع بطون هاتين العائلتين النازحتين وهما تتشاركان ذلك مع أهالي قطاع غزة الذين استأنف الاحتلال حرمانهم من المساعدات الإنسانية منذ بداية مارس/آذار دون مراعاة للقوانين الدولية أو لخصوصية شهر رمضان.
يتوسط الجد معروف أحفاده الذين ينظرون وينصتون إليه وهو يلامس بكلماته جوعهم وعطشهم، قائلا: "الأكل إن وجد غالي والمعيشة صعبة والمية شحيحة ويادوب الواحد بيمشي حاله".
تلخص السيدة سناء الواقع بقولها: "الوضع صفر... الناس بدهم مساعدات، احنا مزارعين حطينا كل مالنا في الأرض وطلعنا بأواعينا".
وتلجأ العائلة إلى ما تيسر من طعام يكون على الأرجح بعض الأرز الذي توفره التكيات، وتعتمد على بعض مياه الشرب التي تنقلها عربات مياه محلاة، وسط أزمة شديدة تعصف بواقع المياه في قطاع غزة.
وينطبق هذا الوضع على نضال وطفلتيه الذين يعتمدون على بعض الطرود الغذائية المتفاوتة وطعام التكيات، قائلا: "الأكل من اللي موجود، أحيانا بناكل وأحيانا لا. ممكن يمروا أهل الخير ويوزعوا أرز أو سماقية أو حمص".
لكنه يشير إلى أن الأمر يستدعي جهدا من طفلته لتوفير هذا الطعام، لاسيما أنه لا يتبع مخيم إيواء، ويقيم خيمة خاصة، وفق إفادته.
الحاجات اليومية
وتؤرق الحاجة إلى دورات المياه النازحين الذين يواجهون مهمة شاقة يوميا.
يقول معروف: "إذا أردت الذهاب إلى الحمام (العام) تحتاج إلى المشي 400 متر".
لكن زوجته سناء توضح ما هو أكثر سوءا: "يستعين أحفادي بالجرادل لقضاء حاجاتهم (...) ونحن النساء الكبار نخاف الخروج من الخيمة".
لكن نضال يواجه واقعا أكثر ضراوة بسبب فقده القدرة على المشي، ما يلقي عبئا ثقيلا عليه وعلى طفلتيه اللتين تساعدانه كلما أراد قضاء حاجته داخل الخيمة.
أما الطفلتان فتلجئان لقضاء حاجتيهما إلى ركن يستره شادر في أرض مجاورة، ولا يرقى إلى دورة مياه.
من جانب آخر، تواجه طفلته الكبرى رينان (10 أعوام) م
شاهد نازحو غزة الحياة الآدمية تتيه
كانت هذه تفاصيل نازحو غزة.. الحياة الآدمية تتيه في غياهب حرب الإبادة نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.