كتب الشروق أونلاين هل أصيب الرئيس ماكرون بإسهال فكري؟..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي هل أصيب الرئيس ماكرون بإسهال فكري؟د.عثمان عبد اللوش2025 03 1010عشية قمة بروكسل بشأن إعادة التسلح الأوروبي، لبس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدلته العسكرية.... , نشر في الأثنين 2025/03/10 الساعة 10:39 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
هل أصيب الرئيس ماكرون بإسهال فكري؟
د.عثمان عبد اللوش
2025/03/10
1
0
عشية قمة بروكسل بشأن إعادة التسلح الأوروبي، لبس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدلته العسكرية. وأعتقد نفسه بأنه أصبح اليوم نابليون بونابرت، والذي هُزم في معركة واترلو، أو الجنرال دوغول وما أدراك ما دوغول، والذي هُزم أمام جيش التحرير الوطني الجزائري، وجبهة التحرير الوطني، بقوة السلاح والنار، إذ فرضت هذه الثلة من الجزائريين المخلصين لربهم ولوطنهم، الذهاب إلى طاولة المفاوضات والتي عرفت وقتها بمفاوضات إيفيان، ومنها إلى استقلال الجزائر.
هذا الرئيس الذي لم يؤدّ حتى الخدمة العسكرية الإلزامية، وجّه خطابا للأمة الفرنسية بُثّ مساء الأربعاء 4 مارس 2025، وأعلن أن فرنسا أعدت خطة للسلام في أوكرانيا، وأنها ستجمع مع رؤساء الدول الكبرى في الناتو، للاستعداد لوضعها موضع التنفيذ. لقد تحدث ماكرون عن سلام دائم، وحدد لهذا نشر القوات الأوروبية في الميدان في أوكرانيا، وذلك بمجرد توقيع السلام، لضمان احترام ذلك من طرف روسيا.
زيارة ماكرون إلى البيت الأبيض ولقاءَه مع الرئيس ترامب، لم تقدِّم أي شيء في الملف الأوكراني، خاصة بعد البهدلة التي تعرّض لها الرئيس زلينسكي في البيت الأبيض. لأن فرنسا وأوروبا ليست لهما وزن في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا في روسيا، بل وحتى في العالم، وأحسن مثال ما وقع لفرنسا في الساحل بإفريقيا، إذ طردت بطريقة مهينة.
هذه القوات الأوروبية التي تحدّث عنها ماكرون، غير موجودة اليوم على الأرض، وتتطلب وقتا كبيرا ومالاً وفيراً، حتى تصبح حقيقية. الاتحاد الأوروبي اليوم لا يملك جيشا بالمفهوم الكلاسيكي، وهو مازال يعتمد على الحلف الأطلسي، أي بمعنى آخر هو مستعمرة أمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. والدليل ما وقع مؤخرا في اجتماع السعودية بين الوفد الأمريكي والروسي حول مسألة حلحلة الأزمة الأوكرانية وحل النزاع الروسي الأوكراني. إذ لم يُستدعى لا الوفد الأوكراني ولا الأوروبي لهذا الاجتماع، بالرغم أنهم معنيون به.
كما أن زيارة ماكرون إلى البيت الأبيض ولقاءَه مع الرئيس ترامب، لم تقدِّم أي شيء في الملف الأوكراني، خاصة بعد البهدلة التي تعرّض لها الرئيس زلينسكي في البيت الأبيض. لأن فرنسا وأوروبا ليست لهما وزن في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا في روسيا، بل وحتى في العالم، وأحسن مثال ما وقع لفرنسا في الساحل بإفريقيا، إذ طردت بطريقة مهينة. وماكرون وبكل موضوعية تصدق فيه المقولة الجزائرية المشهورة: «الوَاد يَدِي فِيه وَهُوَ يَقُولُ مَا اَحْلَى بُرُودَهُ». كما أن اجتماع لندن، لم يقدّم أي شيء لمساعدة أو حلحلة مشكلة أوكرانيا، سوى الكلام.
والخبراء الأوروبيون النزهاء، يقولون إنّ تكوين جيش أوروبي يتطلب وقتا، وهذا الوقت يمتد بين خمس وعشر سنوات على الأقل، بالإضافة إلى بنية تحتية صناعية كبيرة، وهذه البنية مفقودة اليوم في أوروبا، وكذلك إلى مال وفير، حدد بنحو 800 مليار أورو على الأقل. كما أن الإتحاد الأوروبي يفتقر إلى الصناعة الحربية والعسكرية، فجلُّ السلاح الموجود في دول الاتحاد الأوروبي هو سلاحٌ أمريكي بالنسبة لدول أوروبا الغربية، وسلاح روسي عتيق بالنسبة لدول أوروبا الشرقية التي التحقت مؤخراً بالإتحاد الأوروبي. فرنسا مثلا تستورد الخراطيش من الخارج، وليست لها صناعة في هذا المجال.
كما أن الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تعيش اليوم عامها الرابع، لم تستطع دول الإتحاد الأوروبي توفير السلاح الكافي لها، بل وحتى المال اللازم. ولولا الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها السابق جو بايدن الذي فتح الخزائن والمستودعات التابعة للجيش الأمريكي، لما استطاعت أوكرانيا الوقوف أمام الزحف الروسي أسابيع، كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي ترامب مؤخراً في البيت الأبيض عندما استقبل الرئيس الأوكراني ووبخه توبيخا مذلًّا، لم يتعرَّض له أي رئيس دولة مهما كانت مكانتها. فماذا قدمت فرنسا لأوكرانيا من مال وسلاح، على مدى ثلاث سنوات من الحرب؟ للرد على ذلك يمكنكم مطالعة الصحافة الفرنسية على مدى ثلاث سنوات، وستجدون بأن الرئيس الفرنسي هو فعلا مصاب بإسهال فكري.
ماكرون الذي يعيش اليوم معركة وجود، خاصة بعد تفاقم المشاكل الداخلية في فرنسا، وهذه المشاكل متعددة، اجتماعية واقتصادية ومالية وسياسية وحتى ديبلوماسية. فرنسا اليوم تعيش في قلب الفوضى الخلاقة، فالرئيس في وادي، ورئيس حكومته في وادي، ووزير الخارجية في وادي، ووزير الداخلية في وادي آخر. كما أنه لم يستطع خلق الاستقرار، ونحن نعلم بأن الاستقرار مهم، فالحكومة الحالية هي رابع حكومة في عام واحد.
كما أن مواقفه الدولية، وخاصة نزاعه مع الجزائر، والذي كنا نعتقد في بداية عهدته، بأنه الشخص الذي يستطيع حلحلة المشكل المطروح بين فرنسا والجزائر حول الذاكرة والجرائم التي اقترفها الجيش الفرنسي أثناء احتلال الجزائر وعلى مدى 132 سنة، وخاصة الجرائم النووية في كل من رقان وتمنراست، وأيضا الجرائم البيولوجية والكيميائية في وادي الناموس ببشار، والألغام المنتشرة على الحدود الشرقية والحدود الغربية… لكنّ تبين اليوم بأن هذا الشخص غير موثوق به، وكان يعتقد أنّه باستعمال الحيلة والكذب، يستطيع فرض منطقه، واستغلال الجزائر والشعب الجزائري مرة ثانية. ولكن الحيلة يا ماكرون هي في ترك الحيل.
وفي خاطبه هذا الموجَّه للأمة الفرنسية، أثار ماكرون إمكانية وضع المظلة النووية الفرنسية للتخلص من المظلة النووية الأمريكية ومن الناتو، وقال: “لا يمكن تحديد مستقبلنا في واشنطن وموسكو”. لكن النقاش حول المظلة النووية الفرنسية، لا يعني جل الدول الأوروبية، فهذه الدول مازالت في الناتو، بل أكثر من هذا مازالت تشتري السلاح الأمريكي، فمثلا ألمانيا وهي الشريك الأقوى في الإتحاد الأوروبي سلاحها كله أمريكي، ولم تشترِ السلاح الفرنسي.
كما أن امتلاك فرنسا السلاح النووي، كان ع
المزيد من التفاصيل من المصدر - (اضغط هنا)
كانت هذه تفاصيل هل أصيب الرئيس ماكرون بإسهال فكري؟ نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
كما تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين وقد قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي. -
تابع نبض الجديد على :