كتب فلسطين أون لاين الحرب تخطف من عائلة الطَّرشاوي مهندسها... لا تعلم عنه شيئًا منذ 16 شهرًا..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة عبد الرحمن يونس في زقاق ضيق من أزقة حي الشاطئ بمدينة غزة، تخيم ظلال الحزن على منزل عائلة الطرشاوي، حيث لا صوت يعلو فوق أنين الفقد، ولا حديث يدور إلا عن مصير ابنهم علي، الذي اختفى في ظروف غامضة منذ أكثر من 16 شهرا، مع بدايات الاجتياح... , نشر في الأثنين 2025/03/17 الساعة 08:51 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ عبد الرحمن يونس:
في زقاق ضيق من أزقة حي الشاطئ بمدينة غزة، تخيم ظلال الحزن على منزل عائلة الطرشاوي، حيث لا صوت يعلو فوق أنين الفقد، ولا حديث يدور إلا عن مصير ابنهم علي، الذي اختفى في ظروف غامضة منذ أكثر من 16 شهرا، مع بدايات الاجتياح الإسرائيلي البري للقطاع خلال نوفمبر 2023. وما زالت العائلة حتى اليوم تعيش حالة من الانتظار الثقيل، الذي لا يرحم قلب الأب عبد الرحيم الطرشاوي، ولا دموع الأم التي لم تجف منذ ذلك الحين.
"لا نعرف إذا كان حياً أو شهيداً أو أسيراً"... بهذه الكلمات بدأ عبد الرحيم الطرشاوي حديثه، وهو ينظر إلى صورة ابنه علي٢٠ عامًا المعلقة على حائط منزله الذي طاله الدمار كحال غالبية منازل الحي. ملامح الأب تجسد قصة قهر ممتدة، بينما يمسك بهاتفه المحمول، يقلب بين صور ابنه الذي غادر بيتهم ذات صباح ولم يعد.
يقول أبو علي لصحيفة "فلسطين": "في أول نوفمبر 2023، بعد أن اجتاحت الآليات العسكرية الإسرائيلية منطقة الشاطئ، قررنا النزوح إلى منزل أقاربنا، علنا نجد فيه بعض الأمان. أرسلت (المهندس) علي الذي كان يدرس تكنولوجيا المعلومات ليستطلع الأمر عند بيت خالته، ولم يعد من وقتها. لا نعلم ماذا حدث له، هل اختطفته قوات الاحتلال؟ هل قنصته رصاصة غادرة؟ هل هو مصاب؟ لا نعرف شيئًا عنه منذ تلك اللحظة".
حاولت العائلة بوسائلها البسيطة أن تبحث عنه، سألت هذا وذاك، وطرقت أبواب المشافي الميدانية والملاجئ. ولم تترك عبد الرحيم بابًا إلا طرقه، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لعلها تمده بمعلومة صغيرة تطمئن قلبه الموجوع، لكن الردود كانت دائماً باهتة، لا تحمل خبراً، ولا تسكن القلق المتفاقم في صدر الوالد المكلوم.
"لو استشهد علي، كنت صليت عليه ودفنته بيدي واحتسبته عند الله، لكن الجهل بالمصير يمزق قلبي كل يوم... لا أعرف أين هو، ولا كيف يعيش إن كان حياً، أو كيف مات إن كان شهيداً"، يقولها أبو علي بنبرة يغالب فيها دموعه، وهو ينظر إلى صورة علي في هاتفه المحمول، حيث لا يفارقه الأمل في أن يراه مجددًا، أو على الأقل يعرف مصيره.
ومع بدء مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بشكل غير مباشر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، عاش عبد الرحيم حالة من الأمل الحذر. صار يتابع الأخبار بلهفة، ويهرع إلى كل قائمة أسماء أو مجموعة أسرى يتم الإفراج عنهم. كان يقف عند بوابات مراكز استقبال الأسرى، يحمل هاتفه ويعرض صورة علي على كل خارج من سجون الاحتلال، يسألهم إن كانوا قد رأوه، أو سمعوا عنه شيئًا، ولكن الإجابة دائمًا كانت "لا نعرفه".
ويتابع أبو علي بأسى: "رجعت في كل مرة بخفي حنين، لكنني لن أتوقف. سأبقى أبحث عنه ما حييت. لو علمت أين هو، لارتاح قلبي وقلب والدته، التي لم تجف دموعها، ولم يغمض لها جفن منذ اختفائه. قلبها محطم، ولو تأكدت من استشهاده، لخفّف عنها ذلك بعض الألم، لكنها تمضي يومها في الدعاء والبكاء والانتظار القاسي".
وفي شهر رمضان المبارك، يزداد هذا الألم ثقلاً على قلوب العائلة. موائد الإفطار في بيت الطرشاوي خالية من أي بهجة، فالطعام مر، والماء لا يروي ظمأ الحنين، والحديث دائمًا ينتهي باسم علي، في كل دعاء، وكل تسبيحة، وكل لحظة صمت. يقول عبد الرحيم: "رمضان هذا العام ليس له طعم. حتى شربة الماء لا تمر بسهولة، لأنني لا أتوقف عن التفكير، هل ولدي يأكل؟ هل يشرب؟ هل يشعر بالبرد أو الجوع؟".
والدة علي تضع على مائدة الإفطار طبقًا كان يحبّه، لكنها لا تستطيع الأكل، تبكي أكثر مما تتحدث، كأنها تنتظر أن يعود ليملأ المكان دفئًا وبهجة، لكن الفراغ ما زال مخيفًا.
لم يكتفِ أبو علي بالدعاء والانتظار، بل نشر صورة ابنه علي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كتب في كل منشور ترجٍّ لمن يعرف عنه شيئًا أن يخبرهم، ولو كان خبراً بسيطًا أو إشاعة، فربما يقود إلى الحقيقة.
"لن نيأس، لن نتوقف عن البحث. سيبقى قلبي معلقًا به، حتى أسمع خبرًا يطفئ نارنا أو أراه بعيني"، يقول عبد الرحيم، قبل أن يغلق هاتفه ويمضي نحو المساء الملبد بالأسى، ليمضي يومًا آخر في رحلة انتظار لا نهاية لها.
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد الحرب تخطف من عائلة الط رشاوي
كانت هذه تفاصيل الحرب تخطف من عائلة الطَّرشاوي مهندسها... لا تعلم عنه شيئًا منذ 16 شهرًا نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.