أحبّ الأعمال إلى الله في العشر الأواخر.. اخبار عربية

نبض الجزائر - الشروق أونلاين




كتب الشروق أونلاين أحبّ الأعمال إلى الله في العشر الأواخر..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي أحبّ الأعمال إلى الله في العشر الأواخرسلطان بركاني2025 03 2310هذه العشر التي امتنّ الله علينا بإدراكها، لا ينبغي أبدا أن تكون أياما نواظب فيها على ذلك الروتين... , نشر في الأحد 2025/03/23 الساعة 11:12 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

الرأي

أحبّ الأعمال إلى الله في العشر الأواخر





سلطان بركاني

2025/03/23

1

0

هذه العشر التي امتنّ الله علينا بإدراكها، لا ينبغي أبدا أن تكون أياما نواظب فيها على ذلك الروتين السنويّ الذي يجعلنا نتشبّث بالمظاهر ونهمل القلوب وأحوالها، فتكون غاية همّنا أن نصلي التراويح والتهجّد في المساجد، ونتحرّى ليلة القدر حتى نطلب من الله حاجاتنا ونتوجه إليه برغباتنا.. هذه العشر ينبغي أن تكون عشرا للمحبّة والتذلل والخضوع والخشوع لله، فليس أنفع للعبد في هذه الليالي من أن يحرّك قلبه بمحبّة مولاه ويتذلّل ويخضع له، ويبكي بين يديه ويشكو ما أهمّه إليه، يقول سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُون))،

يقول ابن تيمية –رحمه الله-: “العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارا إليه وخضوعا له، كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره؛ فأسعد الخلق أعظمهم عبودية لله”. وكلّ عباد الله الصالحين الذين جرّبوا فوجدوا يقولون إنّه لا أسعد لقلب العبد ولا أهنأ لروحه ولا أقرّ لعينه من أن يستشعر التذلّل والافتقار لمولاه وينبض قلبه بمحبّته جلّ في علاه. أن يحسّ العبد بأنّه في أمسّ الحاجة إلى عفو مولاه ومغفرته ورحمته وفضله، ويشعر بأنّه إن لم يتداركه مولاه برحمته، هلك.. هذا ما أدركه الصالحون من سلف هذه الأمّة فعاشوا جنّة الدّنيا بقلوبهم وأرواحهم، فهذا مثلا الإمام سفيان الثوري –رحمه الله- يقول: “إني لأفرح بالليل إذا جاء، وإذا جاء النهار حزنت”، وهذا أبو سليمان الدّارانيّ –رحمه الله- كان يقول: “إنّ أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم، وإنه لتأتي على القلب أوقات يرقص فيها طربا من ذكر الله فأقول: لو أن أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب”.. وهذا التابعيّ الكوفيّ قيس بن مسلم –رحمه الله- كان يصلي حتى السحر، ثم يجلس فيهيج به البكاء فيبكي ساعة بعد ساعة ويقول: “لأمر ما خُلقنا، لأمر ما خلقنا، وإن لم نأت الأخرة بخير لنهلكن”.. أحد الصّالحين كان يقول: “إني لأفرح بالليل حين يقبل، لما يلتذ به عيشي وتقر به عيني من مناجاة من أحب، وخلوتي بخدمته والتذلل بين يديه، وأغتم للفجر إذا طلع لما اشتغل به”.. أمّا ثابت البناني –رحمه الله- فمن لذّة ما كان يجده في الخشوع لله والبكاء بين يديه في الصّلاة، كان يدعو قائلا: “اللهم إن كنت أعطيت أحدًا الصلاة في قبره فأعطني الصلاة في قبري”. والعابد الزّاهد إبراهيم بن أدهم –رحمه الله- كان يقول: “لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السرور والنعيم إذن لجالدونا على ما نحن فيه بأسيافهم أيام الحياة”.

يجدون الجنّة في قلوبهم وهم لا يزالون بين أهل الدّنيا! هؤلاء بشر مثلنا، لهم شياطين توسوس لهم بالغفلة والنّوم واللغو، ولهم أنفس تحبّ الرّاحة والتسلية، لكنّهم تعلّموا كيف يؤدّبون أنفسهم، خاصّة في الأوقات الفاضلة.. فلماذا وإلى متى ونحن نعذّب بطاعة الله؟ إلى متى ونحن نصلّي الصّلاة لنتخلّص منها ونسابق الإمام ونحسب الدّقائق لتسليمه؟ إلى متى وليلنا سهو ولهو وغفلة؟ أنظنّ السّعادة في لغو مواقع التواصل وفي الجلسات الطويلة في المقاهي؟ لا والله، السعادة الحقيقية وجنّة القلب هي في لذّة الخضوع والخشوع والبكاء بين يدي الله.

في رمضان تفتّح أبواب الجنّة، وتظلّ مفتّحة في العشر الأواخر، وهي فرصتنا لنذوق ما ذاقه سلفنا، نحتاج فقط لنكون حازمين مع أنفسنا، ونحسن قبل ذلك الظنّ بمولانا أنّه لن يردّنا، من حقّنا أن نطمع في فضله وهو الذي وعد أنّه لا يردّ من يطرق بابه راجيا، ونرجو عفوه وعطاءه وهو الذي لا يردّ سائلا.. من حقّنا أن نطمع في مولانا أنّه سيعفو عنّا في هذه العشر ويعتق رقابنا ويغفر ذنوبنا، ويذيقنا لذّة الأنس به.. كيف لا وهو سبحانه القائل، كما في الحديث القدسيّ: “أنا عند ظنّ عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء”.

إنّنا في أمسّ الحاجة في هذه العشر المباركة، لأن نحسن الظنّ بمولانا الكريم أنّه سيتوب علينا ويصلح أحوالنا ويزيل القسوة عن قلوبنا ويوفّقنا لما يحبّ ويرضى، ويأخذ بنواصينا وأيدينا إلى صراطه المستقيم الموصل إلى جنّته! يقول عبد الله مسعود –رضـي الله عنه-: “والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله تعالى، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير في يده” (رواه ابن ابي الدنيا).

شارك المقال


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد أحب الأعمال إلى الله في العشر

كانت هذه تفاصيل أحبّ الأعمال إلى الله في العشر الأواخر نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 9 ساعة و 30 دقيقة