كتب الشروق أونلاين يرتقي ساجدا من خيمته.. فلا نامت أعين الجبناء..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد الرأي يرتقي ساجدا من خيمته فلا نامت أعين الجبناءعبد الحميد عثماني2025 03 2310صلاح البردويل بطل آخر، ولن يكون الأخير، من أيقونات المقاومة الفلسطينية، يمضي مقبلا غير... , نشر في الأحد 2025/03/23 الساعة 11:33 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
الرأي
يرتقي ساجدا من خيمته.. فلا نامت أعين الجبناء
عبد الحميد عثماني
2025/03/23
1
0
صلاح البردويل.. بطل آخر، ولن يكون الأخير، من أيقونات المقاومة الفلسطينية، يمضي مقبلا غير مدبر على درب الشهادة، يغتاله الاحتلال الصهيوني في فجر العشر الأواخر من رمضان، وهو قائم يصلّي ليله داخل خيمة نزوح في خان يونس، بينما كانت الأمة تغطّ في نوم عميق متخمة من موائد الإفطار.
واضح من مسلسل التصفيات الذي يعتمده الاحتلال الجبان مؤخرا في حق رموز العمل السياسي والمدني بغزة، أنه يحاول تنفيذ مخططه في استئصال المقاومة بصفة مباشرة، ولا يثق في الرهان على أجندة القمة العربية التي وردت بشعار “الإعمار”.
يظن جيش الاحتلال أنه في مقدوره إنهاء مسار المقاومة بتصفية قادتها، وهو بذلك مخطئ تماما لجهله بعقيدتها وفكرها والطبيعة النفسية لحاضنتها الشعبية، بل إنه كلما استهدف قائدا، تحوّل إلى رمز ملهم ومشعل متّقد تسير على دربه التحرري الأجيال، ولنا خير دليل واقعي في قوافل شهداء “حماس” منذ اغتيال الشهيد المؤسّس أحمد ياسين، قبل 21 عاما، وسيبقى سجلّ الشهداء مفتوحا حتى التحرير الكامل.
لقد تقاطعت إرادة الاحتلال الصهيوني في وأد “حماس” وشقيقاتها بالقطاع مع أحلام أنظمة عربيّة جاثمة على صدور شعوبها، يربكها الفكر التحرّري حتى لو كان في مواجهة الاستعمار، لذلك تنخرط في محاربته بكل الوسائل المتاحة، حتى وصلت بها الخيانة إلى إسناد العدوّ في عز معركة “طوفان الأقصى” والتسلل الاستخباراتي إلى القطاع بعنوان “العمل الإغاثي”، لأجل تزويد قوات الاحتلال بخارطة التحرّك الميداني للكتائب، وما خفي في دهاليز الكواليس الدبلوماسيّة هو أعظم جرما.
من المستحيل أن يمارس الكيان الصهيوني كل هذه العربدة الوحشية في غزة من دون تواطؤ مباشر للأنظمة العربية التي تحاصر المقاومة، ومعها الشعب الفلسطيني بلا أدنى مشاعر أخوية ولا إنسانية.
سيكتب التاريخ بمداد الوجع، وستذكر الأجيال العربية المسلمة أن قادتها المختالين بكل ألقاب الجاه والأبّهة، وجيوشها المرابطة في الداخل لقمع الشعوب المغلوبة على أمرها، وجحافلها الدبلوماسية الموزّعة على أصقاع الدنيا، لم تفعل شيئا ذا بال لنصرة فلسطين عندما استباح الاحتلال الإسرائيلي أهل غزة، بانتهاك فظيع لكل الشرائع والقوانين والأعراف الدولية والبشرية في إدارة الحروب.
يا حكام العرب والمسلمين: ستلعنكم الأجيال، إلّا الشرفاء منكم، وتتبوّل على قبوركم إذا صرتم نسيّا منسيّا كما فعل العرب منذ قرون مع أبي رغال، لأنكم فرّطتم في مقدسات الأمة وتركتم الأشقاء فريسة فريدة للعدوّ الباطش، فضيّعتم الأمانة المناطة بكم، وحكمتم فقط لأجل مزايا السلطة الزائلة، من دون تسجيل مواقف مشرّفة تخلّد ذكراكم في الغابرين، بل إنّ كثيرا منكم وقف ضد المقاومة الباسلة بذرائع مختلفة وآخرين باعوا ذمّتهم للشيطان الأكبر.
إن وضع القضية الفلسطينية معقَّد للغاية في ظل الحصار العربي المفروض عليها من الأنظمة الوظيفية العميلة، وما تقوم به حركة المقاومة اليوم هو جهد تحرري شاقّ وباهظ التكلفة، ضمن مسار طويل ومتشعّب، للإبقاء على جذوتها مشتعلة وتكريس الحقوق الثابتة على طاولة المجتمع الدولي، في مواجهة مساعي التصفية النهائية التي يحشد لها الكيان الصهيوني وأذرعه العربية وحلفاؤه الدوليون تحت عناوين كثيرة ومشاريع متنوعة المشارب والصور، لكنها تصب في الهدف نفسه.
لذلك، سيتعين على الشعوب العربية في الوقت الحالي إسناد المقاومة بكل الوسائل المتاحة، من دون استسلام ولا تشاؤم، مقابل مواصلة شقّ طريقها نحو الحرية والتأسيس للشرعية السياسية داخل أقطارها، لأنّ الأنظمة المعبّرة عن إرادة الأمة هي وحدها التي ستكون سندا للقضية الفلسطينية، أمّا الحكام المتربّعون على العروش بقرار غربي، فليسوا سوى عرائس “قراقوز” لتزيين المشهد البائس وأدوات طيّعة في خدمة الأجندة الصهيونية والإمبريّالية الاستعماريّة منذ توقيع اتفاقية “سايكس بيكو”.
ولن يكون الشعب الفلسطيني الثائر لأجل سيادته استثناء من شرطيّة التحرر الداخلي، لأنّ “سلطة أوسلو” لا تملك اليوم أي شرعية لتقرير مصيره، ولا هي مؤهّلة لأداء أي دور وطني في خدمة قضيته، خاصة بعدما صارت أجهزتها جزءا من آلة القمع الصهيوني الموجّه ضد المقاومة، ولا تتوانى مؤسساتها السياسية عن إدانة المقاومين والتآمر عليهم في السرّ والعلن.
إذا كان التاريخ البعيد والقريب يثبت أن مصير فلسطين ارتبط دائما بحال الأمة الإسلامية من ناحية القوة والضعف، فإنه لا يمكن اليوم تخيّل الانتصار للقضية الفلسطينية في وجود سلطة رام الله وباقي أنظمة العرب الوظيفية وهي تحاصر غزة وتلاحق رجالها وتمدّ عدوّها بكل أسباب النصر.
شارك المقال
شاهد يرتقي ساجدا من خيمته فلا نامت
كانت هذه تفاصيل يرتقي ساجدا من خيمته.. فلا نامت أعين الجبناء نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الشروق أونلاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.