شارع النصر في غزة.. ليلة العيد لم تعد تشبه أختها.. اخبار عربية

نبض فلسطين - فلسطين أون لاين


شارع النصر في غزة.. ليلة العيد لم تعد تشبه أختها


كتب فلسطين أون لاين شارع النصر في غزة.. ليلة العيد لم تعد تشبه أختها..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة محمد القوقا عندما بدأ قرص الشمس الذهبي بالتحول إلى اللون البرتقالي، كان شارع النصر في غزة، الذي طالما كان ينبض بالحياة قبل العيد، يعج بالمارة، لكن بصورة مختلفة. الأسواق خاوية، والوجوه شاحبة، والمحال التجارية بالكاد تضيء أنوارها وسط أزمة... , نشر في الأحد 2025/03/30 الساعة 12:27 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .

غزة/ محمد القوقا:

عندما بدأ قرص الشمس الذهبي بالتحول إلى اللون البرتقالي، كان شارع النصر في غزة، الذي طالما كان ينبض بالحياة قبل العيد، يعج بالمارة، لكن بصورة مختلفة. الأسواق خاوية، والوجوه شاحبة، والمحال التجارية بالكاد تضيء أنوارها وسط أزمة معيشية خانقة فرضتها حرب الإبادة المستمرة منذ 17 شهرًا.





الأجواء التي كانت تتسم بالحيوية في مثل هذه الأيام تحولت إلى مشهد كئيب؛ أرفف شبه فارغة، وبضائع محدودة، ووجوه مرهقة تبحث عن فرحة مفقودة تحت وطأة الدمار والجوع.

باعة بلا زبائن

على أحد الأرصفة، جلس محمود، بائع ملابس الأطفال، يراقب المارة بقلق، متكئًا على كومة صغيرة من البضائع. قال بحسرة: "في مثل هذا الوقت من كل عام، لم أكن أجد دقيقة للراحة، أما اليوم بالكاد أبيع قطعة أو قطعتين". وأشار إلى زاوية كانت تمتلئ عادة بأزياء العيد، مضيفًا: "الناس تبحث عن الطعام قبل الملابس، ومن يشتري، يشتري الأرخص فقط".

على بعد خطوات، كان الطفل عمر، ذو العشر سنوات، يتجول بين المارة حاملًا أكياس خبز، ينادي بصوت بالكاد يُسمع وسط الضجيج: "خبز طازة... خبز العائلات". توقف للحظة يراقب أطفالًا تجمعوا حول بائع الألعاب، قبل أن يهمس بحزن: "كنت أتمنى أن أحصل على لعبة في العيد، لكن علينا توفير الطعام أولًا".

بجوار بائع الألعاب، وقف سامي، شاب لم يتجاوز الخامسة والعشرين، يعرض بضاعته المتواضعة فوق صندوق خشبي. قال بأسى: "كنا نبيع ألعابًا مستوردة وفاخرة، الآن نبيع ما تيسر... الناس تريد أي شيء يفرح أطفالها ولو بلعبة صغيرة".

قميص العيد.. حلم أم رفاهية؟

في محل للملابس، كانت أم نادر تفحص قميصًا صغيرًا لطفلها، الذي سألها ببراءة: "هل سأرتديه يوم العيد؟" ابتسمت له مطمئنة، رغم أن ملامحها عكست ترددًا. قالت بصوت خافت: "كنا نشتري ملابس جديدة لكل طفل، الآن لا نستطيع حتى شراء القميص دون حساب كل قرش".

على زاوية الشارع، وقف بائع الشاورما أمام طاولته التي امتلأت بصواني الكعك بدلًا من اللحم المشوي. قال بمرارة: "لم يعد لدينا لحم، فماذا نفعل؟ الناس تبحث عن أي شيء يشعرها بالعيد، حتى لو كان كعكًا في محل شاورما!".

على بعد أمتار، كانت الطفلة هدى، ذات الثماني سنوات، تمسك بصينية أرز حصلت عليها من أحد المطابخ الخيرية، وهي تضحك مع شقيقتها الصغيرة. قالت بفرح طفولي: "هذا هو العيد بالنسبة لنا، وجبة مع العائلة حتى لو لم يكن فيها لحم!".

أسواق بلا حلوى ولا عصائر

رغم ازدحام الشارع، فإن الكثير من المحلات كانت مغلقة أو دمرها القصف، فيما تفتقر المتاجر التي ما زالت تعمل إلى أبسط مستلزمات العيد. غابت الحلويات الفاخرة والعصائر التي كانت تزين الواجهات، وحلّ محلها السكر والسيرج كأهم السلع المطلوبة.

على ناصية الطريق، وقف طفل يحمل بيديه مجموعة من "القشاطات"، ينادي لجذب الزبائن. اقترب منه رجل وسأله عن السعر، لكنه تراجع ومضى دون شراء. همست امرأة لرفيقتها: "أريد كسوة من رأسي إلى قدمي... حتى حذاء جيد لا أملك!".

عند "مفترق أبو طلال" النابض بالحركة، اصطف عشرات الأشخاص أمام أحد المخابز القليلة التي لا تزال تعمل رغم أزمة الوقود والطحين. تعالت الأصوات، وارتفع صراخ بعض "رجال الأمن" وهم يحاولون تنظيم الطابور. قال أحدهم وهو ينسحب من الزحام: "أفضل شراء الخبز من السوق السوداء بسعر مضاعف على أن أقضي ساعات في هذا الطابور!".

على بعد 500 متر، كانت شاحنة مياه تقف على جانب الشارع وسط تهافت الأهالي على تعبئة جالوناتهم. صرخ طفل بغضب على آخر: "صف في الدور، غرقتني بالمية!".

دمار ولقاءات حزينة

الشارع شبه خال من المركبات التي توقفت بسبب غلاء الوقود أو تعرضها للتدمير. الأرضية مليئة بالحفر، آثار الجرافات والدبابات لا تزال واضحة بعد الاجتياح البري الأخير.

في زاوية قريبة، تعانق صديقان بعد لقاء فرضته ظروف الحرب، بادر أحدهما الآخر بالسؤال المألوف: "كيف بيتكم؟". رد الآخر بعد تنهيدة طويلة: "ماشي حاله... مأكل هوا من السطح"، في إشارة إلى تعرضه للقصف لكنه لم يدمر بالكامل.

ورغم كل هذه المشاهد القاسية، كان الأطفال يركضون في الشارع، يضحكون، يختبرون فرحة ناقصة لكنها ما زالت موجودة. لكن الغائبين كثر؛ نحو 17 ألف طفل لم يعودوا ليحضروا العيد بعدما قتلتهم آلة الحرب الإسرائيلية.

عند إحدى البسطات، صدحت تكبيرات العيد من مكبر صوت صغير. وقف رجل مسن يراقب المشهد بحكمة قائلاً: "العيد ليس ثيابًا جديدة ولا مائدة عامرة، العيد أن نظل معًا، أن نبقي الأمل حيًا رغم كل شيء".

المصدر / فلسطين أون لاين


اقرأ على الموقع الرسمي

شاهد شارع النصر في غزة ليلة العيد

كانت هذه تفاصيل شارع النصر في غزة.. ليلة العيد لم تعد تشبه أختها نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.

تابع نبض الجديد على :
اخبار عربية اليوم
منذ 3 ساعة و 23 دقيقة