كتب فلسطين أون لاين يوم الأرض في غزة.. "المكلومون" وأصحاب البيوت المدمرة يتشبثون بالبقاء..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة نبيل سنونو تحكي تجاعيد وجه نبيل أبو ريالة 70 عاما قصة مسن غزي هو أب لشهيدين ومفقود ومحررة وابن شهيد، لا يزال يتحدى نوائب حرب الإبادة الجماعية ويقيم جلسات لمن تبقى من أسرته أمام منزله المدمر بشارع الجلاء بغزة، عنوانها أن التشبث بالأرض حق... , نشر في الأحد 2025/03/30 الساعة 01:34 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ نبيل سنونو:
تحكي تجاعيد وجه نبيل أبو ريالة (70 عاما) قصة مسن غزي هو أب لشهيدين ومفقود ومحررة وابن شهيد، لا يزال يتحدى نوائب حرب الإبادة الجماعية ويقيم جلسات لمن تبقى من أسرته أمام منزله المدمر بشارع الجلاء بغزة، عنوانها أن "التشبث بالأرض حق تتوارثه الأجيال".
في المشهد خلفه أنقاض خمسة طوابق كانت تجمعه مع أبنائه وعائلته الممتدة، واليوم تحت أزيز الطائرات الحربية يرسل إلى حجارتها نظراته، ولأرضها ذكرياته وتطلعاته لإعادة إعمارها.
هي الأرض التي يحيي الشعب الفلسطيني "يومها" في 30 مارس/آذار سنويا، لكنه حل العامين الحالي والماضي وسط ملحمة بطولية في الثبات الشعبي ورفض التهجير رغم حرب الإبادة الجماعية التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 162 ألف غزي معظمهم أطفال ونساء، وتدمير معظم قطاع غزة وتشريد أهله.
وتعود أحداث "يوم الأرض" للإضراب العام والاشتباكات التي جرت في عام 1976 بين أهالي عدة بلدات وقرى في الأراضي المحتلة سنة 1948 وقوات جيش وشرطة الاحتلال.
واستشهد في تلك المواجهات ستة مواطنين وجرح 49 آخرون واعتقل أكثر من 300، بعدما تدخلت قوات الاحتلال لمنع الإضراب، وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين. وتضامن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات اللجوء -خاصة في لبنان- مع المحتجين في "أراضي 48".
تفاصيل المعاناة
"بيتي انقصف منذ خمسة أشهر بينما كنت بداخله"، بصوته الواثق الذي لم تهزه فاجعة متعددة الأوجه أصابته في سن متقدمة، يروي المسن نبيل أبو ريالة تفاصيل المعاناة لصحيفة "فلسطين".
انتشل أبو ريالة من تحت أنقاض منزله، ليكمل حياة لا تشبه الحياة تحت وطأة حرب الإبادة المستمرة، بما تحمله من فقد وتشريد وتجويع وتعطيش.
يقول عن الضربة الجوية التي استهدفت منزله: قصفونا ببرميل من المتفجرات، وتحول المبنى إلى أثر بعد عين. نجت زوجتي بأعجوبة لكن كسرت يدها، وتهشم جسدي.
وفي أحد فصول وجعه، توجه نجله الأربعيني نافذ خلال الحرب إلى دوار النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة في محاولة للحصول على الدقيق لكنه لم يعد وبات في عداد نحو 12 ألف غزي مفقود.
وفي مارس/آذار 2024 استشهد أكثر من 100 مواطن وأصيب مئات آخرون بنيران الاحتلال بينما كانوا يسعون لتدبير بعض الدقيق في وقت تستخدم (إسرائيل) التجويع سلاحا. وهذه المجزرة واحدة من سلسة جرائم مشابهة.
أما نجله إيهاب فقد استشهد في أثناء محاولته إنقاذ ابن أخيه الذي أصيب بنيران الاحتلال خلال محاولته استعادة بعض الملابس من منزل العائلة الذي كان مخلى قسرا في ذلك الوقت.
يقول الأب: قصفتهم طائرة حربية بدون طيار عندما هرع محاولا نقله لنقطة طبية.
لكن الألم لم ينته عند هذا الحد. ابنه هاني استشهد أيضا برصاص قناص إسرائيلي عندما كان نازحا قسرا في منزل أنسبائه.
بينما استشهدت أسرة نجله الأكبر زاهر وانتشل هو وأخوه محمد مصابين من تحت الأنقاض.
ويقدر الرجل عدد الشهداء من عائلته بنحو 20 شخصا.
وفي خضم تلك المآسي أسر الاحتلال إحدى بناته الأربعة، وتحررت لاحقا.
الغزي جمال مقداد أيضا صبت عليه حرب الإبادة الجماعية سيلا من الفاجعات التي بدأت بنزوحه القسري ولم تنته عند قصف منزله.
على أنقاض منزله المدمر، تسكب عيناه دموعا من مشاعر متفجرة بعد استشهاد أحد أنجاله وزوجته وأولاده.
أخوه مصطفى مقداد كان يشاركه منزل العائلة الذي بات كومة من الحجارة، ومر أيضا بمحطات نزوح قسري قاسية مع انعدام مقومات الحياة.
"لن نهاجر"
رغم هذه الآلام التي تطحن طاقاتهم ومشاعرهم يوميا، يتشبث هؤلاء المكلومون حالهم كحال أبناء شعبهم بأرضهم، رافضين كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهجيرهم مهما ارتكب من جرائم بحقهم.
يقول أبو ريالة: لم أنزح حتى إلى جنوب القطاع الذي زعم الاحتلال أنه "منطقة آمنة"، ولا أزال هنا وسأبقى متمسكا بأرضي.
كذلك يقول جمال مقداد الذي لا يزال أحد أبنائه أسيرا لدى الاحتلال: متشبثون بأرضنا حتى لو اجتاحوها لن نتخلى عنها.
ويقيم الرجل حاليا مع أسرته على أنقاض مبنى العائلة المدمر والتي يعلوها علم فلسطين.
بدوره يقول مصطفى مقداد: يوم الأرض يعني لنا التمسك بأرضنا ووطننا الذي ليس لنا وطن سواه، والشعب الفلسطيني لديه العزيمة للبقاء فيه.
ويضيف: لا أحد يمكنه تهجيرنا من أرضنا. نموت هنا ولا نهاجر، مشيرا إلى أن هذا كان أيضا قرار والدته بعدما استشهد أبوه سنة 1967 بنيران الاحتلال بينما كان يحمل كيسا من الدقيق لتدبير لقمة العيش، حيث لم تدفعها تلك الجريمة إلى الهجرة.
وردا على المخططات الإسرائيلية والأمريكية العلنية الرامية لتهجير الغزيين من أرضهم، يقول: ثابتون في قطاع غزة حتى لو تعاظمت جرائم الاحتلال، وسنبني ما دمره، "ويا جبل ما يهزك ريح".
وجنبا إلى جانب الجرائم الإسرائيلية، ذهبت حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو بعيدا بمصادقتها على إنشاء مديرية خاصة "لتهجير فلسطينيي غزة"، مدعومة بغطاء سياسي وعسكري من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لكن نبيل أبو ريالة يشدد على أن الفشل هو مصير مخططات الاحتلال.
يقول: دائما كان كبارنا يقولون لنا: لا تسمحوا بتكرار نكبة 1948، ونحن متمسكون بأرضنا، مضيفا: هذا ما أوصى به أبي أيضا قبل استشهاده سنة 1956، لا هجرة من وطننا ولو قتلنا الاحتلال جميعا.
المصدر / فلسطين أون لاين
شاهد يوم الأرض في غزة المكلومون
كانت هذه تفاصيل يوم الأرض في غزة.. "المكلومون" وأصحاب البيوت المدمرة يتشبثون بالبقاء نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.