كتب فلسطين أون لاين النَّاجية الوحيدة "غزل"... "مدلَّلةً أهلها" ينكأ العيد جراحها..اخبار عربية عبر موقع نبض الجديد - شاهد غزة نبيل سنونو ليلة العيد، كانت الطفلة غزل الكباريتي وهي وحيدة أهلها من الإناث تتدلل على أبويها الذين يتفقدان احتياجاتها وتسارع بدورها لتهنئتهم بأحلى المناسبات على قلبها، الذي بات اليوم مقهورا جريحا لفقدهم. كل عام وأنت بخير ، هذه العبارة التي... , نشر في الأحد 2025/03/30 الساعة 05:22 م بتوقيت مكة المكرمة التفاصيل ومشاهدتها الان .
غزة/ نبيل سنونو:
ليلة العيد، كانت الطفلة غزل الكباريتي وهي وحيدة أهلها من الإناث تتدلل على أبويها الذين يتفقدان احتياجاتها وتسارع بدورها لتهنئتهم بأحلى المناسبات على قلبها، الذي بات اليوم مقهورا جريحا لفقدهم.
"كل عام وأنت بخير"، هذه العبارة التي كانت تنطقها غزل (10 أعوام) لم تعد تعني لها شيئا، وتفرغت من مشاعر الفرح الذي تمنت ألا يغيب عنها، بعد استشهاد جميع أفراد أسرتها في مجزرة إسرائيلية أودت بحياتهم ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأسرة غزل واحدة مما لا يقل عن 4,889 عائلة غزية أبادها الاحتلال ولم يتبقَّ منها سوى فرد واحد فقط، وعدد أفراد هذه العائلات فاق 8,980 شهيدا، حسب إحصاءات أولية رسمية.
ومسحت قوات الاحتلال أزيد من 2,092 عائلة من السجل المدني، بقتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وعدد أفراد هذه العائلات 5,967 شهيدا. وبذلك، ارتكب الاحتلال نحو 9300 مجزرة بحق العائلات في قطاع غزة خلال 18 شهرا.
تفاصيل عاتية
تختلط ملامح غزل ذات البشرة القمحية بمأساة فرضت نفسها على قلبها الصغير، في إحدى ليالي حرب الإبادة الدامية.
ورغم استقبالها العيد الثالث بعد استشهاد أسرتها، فإنه يبدو كما لو كان العيد الأول.
تحتل ذاكرة غزل تفاصيل عاتية تعصف بعقلها وجدانها، عن الظروف والأحداث التي أدت بها إلى هذا الحال من الفقد والنزوح القسري.
تتحامل الطفلة على نفسها، معيدة ترتيب المشهد في حديثها مع صحيفة "فلسطين": "كنا نقطن في حي الشجاعية شرق غزة، وأجبرنا على النزوح لأن الاحتلال كان سيقصف عمارة خلفنا"، ومنذ ذلك الوقت بدأت محطات قسرية من التشرد لها ولأسرتها.
متوسطة جدتها لأبيها وعمها في غرفة النزوح الحالي بعيادة شهداء الرمال بغزة، تضيف غزل: توجهنا لمستشفى الشفاء (حيث كان يظن المواطنون أنها مكان محمي بموجب القوانين الدولية)، ومكثنا فيها أقل من شهرين حيث اقتحمها جيش الاحتلال.
وخلف ذلك الاقتحام الإسرائيلي عشرات الشهداء والجرحى، كما اعتقل الاحتلال عددا من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين وسرق عددا من الجثامين من داخل المستشفى ونبش بعض القبور في ساحاته.
دارت غزل وأسرتها في رحى النزوح اللامتناهي، وحطت رحالها في منزل جدها بحي الشجاعية الذي أجبروا على مغادرته أيضا لأحد مراكز الإيواء ومنه لحي الشعف ثم لأحد البيوت وبعده لمدرسة في المنطقة ذاتها، ثم لمدرسة أحمد شوقي بحي الرمال.
المحطة الأخيرة من النزوح القسري كان نقطة التحول في حياة الطفلة البريئة، حيث لجأت مع أسرتها إلى شقة في منطقة السرايا بغزة، في 29 يناير/كانون الثاني 2024 تحت النيران الإسرائيلية.
كانت قوات الاحتلال في ذلك الوقت قريبة من مكان تواجد غزل، وخيم الترقب والحذر على الأسرة التي أنهكها الجوع والعطش والتشرد.
فجأة، قضت طائرات الاحتلال الحربية مضاجعهم، وقصفت الشقة السكنية التي يتجمع فيها أكثر من 20 شخصا مدنيا نازحا. تختصر الطفلة تلك اللحظة بقولها: "نزل علينا صاروخ (من طائرة حربية نوعها) إف 16".
من ضمن المتواجدين في الشقة حينها: أبوها أحمد الكباريتي وأمها وإخوتها: سمير (13 عاما)، وأمير (12 عاما) وعبد الله (6 أعوام)، وجديها لأمها وخالها وأسرته وخالتها وآخرون.
"ما سمعت صوت الصاروخ، الدنيا صارت حمراء.. غبت شوية عن الوعي بعدين صحيت أصرخ وولا حد رد علي"، تصف غزل اللحظات الأولى بعد الغارة.
كما سمعت أخاها وهو يصرخ لوهلة على والديه قبل أن يسكت صوته إلى الأبد.
عاودت غزل مناداة خالها دون أن تعرف أنه يجاورها تحت الردم، حاول اقتراح بعض الطرق عليها للخروج من هذا المأزق دون جدوى، فاستمرت بالصراخ: "ماما... بابا".
بقيت على حالها تصارع الردم الذي يكبت على صدرها، حتى ظهر اليوم التالي حيث تسلل إلى مسمعها صوت شاب يستقل دراجة هوائية وطلبت منه استدعاء فريق الدفاع المدني، الذي وسع ثقبا صغيرا بجانبها ليتمكن من انتشالها.
أجرت الفرق الطبية رغم انهيار النظام الصحي بفعل استهدافه المنهجي في إطار حرب الإبادة، الإسعافات الأولية لغزل التي صدمها مشهد الشهداء الملقين على الأرض.
في لحظة قاسية، أرفق الدفاع المدني ورقة مع غزل تفيد باستشهاد أبيها وأمها وإخوتها، وقد اصطحبتها إلى بيت جدتها لأبيها الذي طلبت التوجه إليه في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ليستنفر عمها ويبدأ رحلة البحث عن جثامين الشهداء في المستشفيات دون أن يجدهم.
وخلال وقف إطلاق النار في غزة، تمكن عمها من انتشال جثامين ذويه ودفنهم جميعا في مهمة شاقة.
سيطرت الصدمة من جراء ذلك على الطفلة التي فقدت القدرة على النوم لفترة واحتمت ببطانيتها حتى من أصوات الطائرات الحربية.
"عيد بلا ملامح"
في غرفة لا تتجاوز أربعة أمتار بعيادة الرمال، تقيم غزل الآن مع جدتها هدى الكباريتي، وتستقبل عيدا آخر ينكأ جراحها.
تمسك دموعها بالكاد بينما ترتسم أمام ناظرها صورة أبيها الذي أهداها في عيد سابق "لعبة العروسة" وأمها التي اشترت لها فستانا.
"كنت أقول لماما وبابا كل عام وانتوا بخير... مين يرجعهم الي تاني أعيد عليهم؟"، سؤال يصعب لأحد الإجابة عنه.
وتتعمق في استحضار الذكريات من أعماق وجدانها، كأنها تحاول مقاومة وجع ناجم عن كبتها: "كنا نكيف في العيد، ينام أخويا الصغير ونعزل الدار ونجهز الحلو والشوكولاتة ونحضر أغراضنا على الكرسي والفجر نضب فراشنا ونلبس وأستنى ماما تمشطني".
وبعد هذه الطقوس، كانت غزل تتجه لبيت جدتها هدى الكباريتي لتهنئتها بالعيد في بيتها، لا بمركز إيواء دفعتها إليه حرب الإبادة الجماعية.
تقول جدتها التي تبدو بلا حيلة أمام فظاعة المجزرة التي أودت بحياة نحو 21 شخصا، إنها تحاول تخفيف وطأتها على حفيدتها، لكن حالتها النفسية لا تزال متعبة، كما أنها تعاني من أوجاع في رجليها وعينيها.
مجبرة بلا حول ولا قوة، تستقبل غزل عيدا آخر لا ترى فيه أي مل
شاهد الن اجية الوحيدة غزل
كانت هذه تفاصيل النَّاجية الوحيدة "غزل"... "مدلَّلةً أهلها" ينكأ العيد جراحها نتمنى بان نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
و تَجْدَرُ الأشارة بأن المقال الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على فلسطين أون لاين ونحيطكم علما بان قام فريق التحرير في نبض الجديد بالتاكد منه وربما تم التعديل فيه وربما قد يكون تم النقل بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او المقال من مصدره الاساسي.